بيومِ الخَلْقِ حَرَّمَهَا إِلَهِي
***
شعر
صبري الصبري
***
بيوِم الخلقِ حَرَّمَهَا إلهي= فَحُقَّت بالتَّفَاخُرِ والتَّبَاهِي
وخُصَّت بالخصائصِ فالبرايا= لها يهوون من كُلِّ اتِّجاهِ
لها يأتون في شوقٍ وحبٍّ= تناهى في مداراتِ التَّنَاهي
بحجٍّ فيه ميلادٌ جديدٌ= لأبرارٍ بتقديرِ الإلهِ
وَعُمْرتهم لها شوقٌ مديدٌ= بإحرامٍ طهورِ السَّمتِ بَاهي
طوافٌ فيه تكفيرُ الخطايا= وغفرانٌ لآثامِ التَّلاهي
وسعيٌّ ضمَّ أفئدةً بعزمٍ= وإقدامٍ بأَقدامِ الْمُبَاهي
بطاعاتٍ لها قدرٌ رفيعٌ= عظيمٌ فيه سَجْدَاتُ الجِبَاهِ
وضَاعَفَ رَبُّنَا الرحمنُ فيها= أجورا للأوامر والنواهي
فكونوا في جوار البيت جمعا= بجيرته بمحمود انتباهِ
وتعظيمٍ وتوقيرٍ لبيتٍ = عتيقٍ طيِّبٍ في عِزِّ جَاهِ
بحفظِ اللهِ من كيدٍ وغدرٍ= لفيلٍ رام ممجوج الدواهي
طيورُ الله ترميهم بقصفٍ= دقيقٍ دونما أدنى اشتباهِ
فصاروا كلهم كالعصف حلُّوا= بجرف في عذاب الخزي واهي
فيا قلبي تعاهدها بحُبٍّ= صدوقٍ لا تكن باللهو ساهِي
وكن فيها بمعروفٍ بأمرٍ= وأيضا عن صنوف الزيغ ناهي
وعِشْ في روضة الإخبات ترقى= ببعد عن تلابيب الملاهي
فمكةُ يوم خلق الأرض حقا= مع الإجلال حرمها إلهي
ومازلت بتحريمٍ قديمٍ= جديدٍ في رحاب الكون زاهي
بها جندٌ لأضياف أتوها = هم الجيران من ساقي وطاهي
بها بالمدح في شعري ونثري= بفخري في العلا دوما أُبَاهي
ستبقى في مقامِ الحُبِّ تسمو= بقلبي دُرَّةُ الدنيا كما هي
بربِّكَ يا أخَا الأشواقِ قل لي := أبدنيا لها شيءٌ مُضاهي ؟!
وصلى الله ربي كل وقتٍ= على من جاء بالشرع الإلهي !!