المقامة الخانية للأزمة الثقافية:ag1:





أخبرتني خالتي صفية ذات الطلعة البهية والبسمة الهنية والثياب المخملية,بهمسها المعهود وحرفها المشدود ,أنه قررت ان تقوم بإنشاء جمعية لمحو الامية ,
في الحارة الهنية ,اولنائمة في الأحلام الوردية.
لكن الامية اليوم حاسوبية وثقافية وعصرية...وهمتها فردية, وصفاتهاأنانية.
جمعت أهل الحارة , وجلبت للاطفال زمارة لتلهيهم عن الصراخ والبكاء,,وأرشدت صديقاتها , للشيخ والجارة,وارسلتهم للجامع وقالت لهم هذا كتّاب(1)
حتى ينتهوا من الثانوية الحاسوبية والعلوم الرمزية , والأفكار الحديثة والعصرية...
لكنهم أكثروا النق , وصاحوا بالمقلوب وثوبهم قد شق,يا شحارك يا صفية نسينا الأولاد في العلية, وأغراض البيت ومؤونة البيت, وتنكات الزيت يافهمية(2)
وكثرت أشغالنا وأعمالنا على النت, والغزل صار علني يا ست,وصارت أمورنا فوضوية.وبطل القرار والبت.والكتب باتت في فوضى والرجال عمت بينهم القيل والقال غدا تضيع أحلى فرصة.
نسيت الأمهات هداة البال , والسهرة في أرض الديار وتنظيف البحرة في وسط الدار...
فضائيات وهواتف نقالة , والجد الكبير من مرضه وحزنه سيذهب للمشفى بالنقالة!
**************
وأخرج المارد من قمقم الحاسب , مافي الوفاض .وأمسك بثوبه الفضفاض , مناديا هات الثمن هات ,يامن تحمـّل من النت أكثر البرامج والهاك(3)
وكثرت الغرامات والدفع والنكبات...
فجمعت صفية جاراتها وكل كوادر الحارة الثقافية , لتشكل جمعية تناصر النساء بلا صراخ و بلا نداء..
وصار عندنا حرب وضرب ومعارك كلامية يا بنتي يا هنية...وكله بألفاظ أدبية وعلمية ...
فتحدثن عن الأزمة الثقافية, والأمانة الأسرية صارت نسبية ,وبات الحديث بهمة خرافية, ومعرفة سلطانية, ونسيت خالتي صفية الطبخ والنفخ , وصاح بها أبو صالح :
-الحاسب ضرتنا,والثقافية نستنا لقمتنا ..والسياسة صرعتنا , والأخبار الملعونة هدتنا...
روحوا للبيت وحطوا الخل بالزيت وارجعوا لاغنيتنا القديمة :
رباب ربة البيت تصب الخل بالزيت =لها سبع دجاجات وديك حسن الصوت...
يا اما يمين طلاق...
وهربن يا بنتي ياهنية ونوت النساء عمل ثورة في الغد كي يرتدع الرجال ويوقفوا الندية والديكتاتوية
وتوتة توتة خلصت الحكاية المفلوتة...والبقية لو بقي لنا عمر نحكيه عبر الإذاعة المكبوتة.
ريمه الخاني 1-5-2011

*****************
(1)( مجالس علم قديمة يدرس فيها الأحرف الاجدية بداية)
(2)عبوات من حديد لنقل المواد الدهنية للمؤونة
(3)( برمجة خاصة بالمنتديات)
**********