ها انت الآن تجلس إلى مكتبك
تمسك بيدك القلم و أمامك ورقة بيضاء
تحدق في وجهك و كأنها تريد أن تصرخ فيه..
*ماذا تريد أن تكتب فوقي
و ما هو الموضوع الذي تزمع تلطيخ جسدي به..*
ها أنت الآن تتأهب لكتابة نص ما
لكن قبل أن تفعل هلا تساءلت أن ما تكتبه سيكون نابعا من قلبك
يلبس رداء الصدق
و يغتسل بماء الضمير...
هل ما ستكتبه سيكون كلمات صادقة
تخرج من وجدانك ترفل في حلل الأصالة و الالتزام
تهدف إلى تخليص الإنسان من الأوهام
وتقف إلى جانبه ضد كل ما يهدد كيانه
أم أن ما ستكتبه سيكون تكريسا لواقع
مغموس في مستنقع الألم
يقتات من خبز المرارة...
و يتغذى بفواكه الأسى...
سيدي الكاتب
ما ستكتبه اليوم سيحسب عليك عاجلا أو آجلا
و كما أن للتاريخ رفوفا و أدراجا لملفات الكرامة
له أيضا مزبلة لكل ما هو مهين للكرامة
فاعمل لأن يكون ملفك في الرفوف
لا في المزبلة.
اكتب و لا ترض أحدا غير ضميرك
فإن فعلت
لا شك ستربح و تفوز بالمجد المكين
و إن لم تفعل
لا شك ستمنى بالثبور و الخسران المبين.
سيدي الكاتب
كن نسرا
يعيش حرا و لا يحلو له المقيل إلا على القمة الشماء
و احذر أن تكون خفاشا
يقضي سحابة النهار في دياجير الكهوف
و لا يطيب له التنقل إلا تحت جنح الظلام..
لذا لا تكن إلا صوت ذاتك
و لا تكن في كتابتك إلا أنت..