بسم الله الرحمن الرحيم
من فضائل الفاتحة – أمّ الكتاب
د. ضياء الدين الجماس
كالشمسِ أنوارها في خِدْرِها سطَعَتْ = تُـمْحى بها ظُلمٌ في القلب إنْ وقرَت
في الكون مشرقها تزهو ملألئةً = في حرفها ألَقٌ نور به ازدهرت
تنير درب الهدى تجلو معالمه = مفتاحُ مفتاحِها فتحٌ لـما فتَحَت
أضحت مباركةً "فـالله" مبدؤها = نعم الإله و"بالرحمن" قد وُسِمَت
أسماء ذاتٍ بها جلَّت منازلها = واسم "الرحيم" تلا في رحمة وسعت
كل الخلائق في أرجائها انغمروا = الناس والجنّ والأكوان ما انتقصت
و"الحَمْدُ" رايتها تزهو مرفرفة = شعارُ أمتنا في "رُقية" وصفت
أسماؤها كثرت من طيب ريحتها = تشم عطراً من الأزهار إن قرئت
"سبع المثاني" "أساسُ" الطبِّ"شافية"= "أمٌّ لقُرآنٍنا" في سرها حـَمَلَت
فيها الشفاء، رحيق الطبِّ بَلْسَمُها = إن ذاقها مؤمن في روحه امتزجت
"كنزٌ" و"كافية" حتى و"وافية"= "أمُّ الكتابِ" بأسـماء لـها رسخت
روح "الصلاة" بها ، آمين ختمتها = ترقى فراديسَها بالوعدِ ما نكثت
ما من صلاةٍ لـمن لـمْ يتلُ فاتــحةً =فيها عيون الـهدى كشْفٌ لـما بصرت
جَوِّدْ قراءتـها واقرأ بـها وجِلاً ="نور" لـِمن عميت عيناه أو غشيت
أخلص بـها بتُقىً تصْعَدْ منازلـها = لله إخلاصها بالنفس إن سَجَـــدَت
صراطها مستقيم سالك أبداً = فاسلكه تغنم بجَنَّات بها وعدت
إياك دربَ الهوى يرديك في غضب = ضلَّت به أمم في ناره احترقت
بحر الكتاب إذا ما رمت تركبه= مهما علا موجه يحنو إذا قرئت
طوق النجاة بها فامسك بعروتها = تُنقذْكَ من غَرَقٍ، بالحمْدِ قد رفعت