نداء إلى الأمة العربية
سأصيح في صمت الفضاء صياحي يـــا أمــة الأعـــراب أيــن تــــقـادي
تـبكــي حروفـي كـــل يــوم نفســهـا لــتـزاحــم الــنـكـــبـات و الأضـــداد
يـــغـدو فــؤادي ممـزقا فـي نـثرهــا و العـيــن تـــزرف دمعـهــا الوقـــاد
أبـــكـــي تـشــرذم أمـتــي بكيـانـهــا و الشــعـر يشــدو بالـصيـاح ينــادي
هــذي بــلادي قـــد تـسـيـب أهلـهــا مــثـل الـقطيــع مــا بـه مــن حــادي
هـذي بـلادي قــد تشــتـت شــملـهــا مــا بهـــا مــن وحـــدة و لا اتـحـــاد
عصــفت بـأرجـاء الـعروبـة فــتنــة هـتــكـت جـــمـال حضـارة الأجــداد
داء بـتونــس قـــد طــغى بـريـاحــه نالـتــه مصــر و الهــوى مــتهـــادي
هــذي طــواحيــن الــهواء تـلوحــنا تســــمو بـفتـنتـهــا الشــؤوم تـعــادي
تـروي حكــايـة قــد كـتبـنا حروفهـا و نســـفنـا فــيـهــا منـــارة الأمجـــاد
ماذا جـرى كــي يــغدو أوبـامـا لنــا راع يـهــــــش بـصـــوتـه الـقــــــواد
هـل صــرنا أبـقارا تـــدر حـلـيبـهــا نــــفطـا يـغـــذي عصبـــة الأنـــــداد
و وسـائـل الإعــلام جــرت خـيبـــة حـــيـن غـــدت لـلــرعـــاة نـــــوادي
يتــشدقـون بـالـضــغائـن و الـفـتـــن يــشــعـلـون شـــــرارة الأحـــقــــــاد
قـــد ردوا قــومي لـلــجهـالة عـنـوة فـغــدت عـقــول الحالـميــن بـــوادي
وتـصحـرت فـينــا الــعروبـة كلـهــا لـمـــا نهجـنــــا مـنطـــق الـفـــــــساد
أهـل الشــآم قــد ظــفـرنـا بـعـقلـنـــا و عــلـمنـــا أنـــا ســـــادة الأســــيـاد
دعـــا محـمـــد لـلــشــآم و أهـلـهـــا قــد صــاغ فـينــا مواعــظ الإرشـــاد
دعــوة لـهـــا فــي الــقـلوب منــازل و اللـــه بـــارك حـكمـــــة الســـــيـاد
أهــل الـشــآم أســـوة فــي غـيــرهم جســــد يجســـــد لحمـــة الأجســـــاد
هــذي ســوريــة الــحـبـيــبة قــــدوة مـــن غــابـر الأزمـــــان و الآبــــــاد
هـــذي ســـوريـة الـحـبـيـبة شــــعلة فـقـئــت بنــــورهــا أعــيـن الحســـاد
يــــا أمتــــي إن فــيـك كـــرامــــتي أعلـيـــك تـطغــى شـــرائـع الإلحـــاد
كــــيف نـنـسى قـوم عــاد إذ غــوت و طـــغـت عليهـــا مناســك الإفســـاد
كــيـف نـنـسى فـتــح ديــن مـحمــــد ديـــن الســـماحة و الــسراج الهـادي
مـا زلت أرنــو فــي الحياة عظـامنــا كــابــن الــوليـد و طـارق بـن زيـــاد
هـــذي هـــي الـقــدس تـئــن حـسرة ما لـــهـا مـن فـارس فـــوق الـجيـــاد
و معــاصم التحــريـر شــل يـمـينهـا قــــد كـبلـتــهـا ســلاســـل الأصفـــاد
هل بات عـرف الجـاهــليـة شــرعـة ســادت عــليــهـا حمــاقـة الأوغــــاد
هــذي دموعـي قــد سـكـبت رحيقهـا بيـــن الســطور تخــالطـت بمـــدادي
فكـفـاك فــي بــحـر الظــلام كــفافــة و تـأملـــي شـــمـس الصبـاح تنــادي
هــي فــجر نـيـسان الـذي في ضوءه أزل يـــــــنــيـــر حــــــــلاوة الأولاد
هــي عـنــفـوان شبـيبــة قــد أينــعـت مـثــل الـزهـــور فـي ربــى الأحفــاد
بقلم قتيبة الحاج طه