أول حوار مع صاحب النظرية العروضية الجديدة الشاعر ذياب الشاهين

[ريمه الخاني]

ل حوار مع صاحب النظرية العروضية الجديدة الشاعر ذياب الشاهين: توصّلت إلى حقائق لم يعرفها الفراهيدي وهناك علاقة لنظام العروض بالنظم الكون

حاوره : ناظم السعود

عبر أكثر من ألف عام , تحديدا منذ أن أعلن العالم العربي الخليل بن احمد الفراهيدي عن نظريته العروضية للشعر العربي . كانت هناك العديد من المحاولات والردود على ما توصل إليه الخليل، بعضها يؤيده بالكامل والآخر يتضادد معه تماما في حين أن البعض الثالث كان يدعو إلى إضافة أو (تحوير) طريقة الخليل وجعلها تتلاءم مع ما توصل إليه العلم ومعارف العصر...
وغالبا ما كنا نسمع عن مقدار الإضافة والاختلاف التي يعلنها العروضيون المحدثون إذ ينشدون بحورا جديدة أو مفاهيم جديدة لم يقل بها الخليل , ولذلك أصبح من الصعب قبول الرأي القائل أن ( العروض قد ولد كاملا ) ولاسيما أن هجوم الإضافات أو التعديلات المقترحة كثرت وتباينت...
ولعل الباحث العراقي الشاب ذياب الشاهين هو آخر المجدّين أو المنظّّرين في علم العروض وقد يكون من أهم الأسماء الجادة التي سعت إلى تأكيد فهم جديد للعروض العربي من خلال وضع نظام مستحدث أطلق عليه (النظام الهرمي) وفيه يقلب الرؤية المشاعة للبحور الشعرية والأوزان والدوائر الخليلية ويقيم معها رؤية تكاملية وليس دحضها بالكامل , وقد وضع نظاما جديدا سيغير الكثير مما هو معروف عن هذا العلم وآفاقه وتطبيقاته ... ولبيان حقيقة ما توصل إليه كان لنا هذا الحوار مع الباحث ذياب شاهين الذي اجري معه على مرحلتين : الأولى حين كان هنا في بغداد والثانية بعد هجرته الى المنقى واستقراره في إحدى الدول المجاورة حيث أجابنا ( من خلاب شبكة الانترنيت) عن بعض ملامح النظام العروضي الذي توصل إليه بلغة بسيطة تتفق مع القارئ والمثقف غير المتخصص:
* كيف كانت بدايتك مع العروض العربي ؟ ومتى ؟
- منذ العام 1996 كانت البداية حيث أحسست بان الكلمات تصطف في صدري بصورة منتظمة وتحاول الخروج بعناد غريب . كنت ادون هذه الجمل المشاكسة لاعتقادي بأنها (شعر) بالمفهوم القديم لمصطلح الشعر أو الشاعرية من وزن وقافية وهذا ما جعلني اقتني اول مصدر بسيط في علم العروض وهو ( ميزان الذهب في صناعة شعر العرب) للسيد احمد الهاشمي لغرض الاطلاع على الموازين أولا , ولأختبار وزن ما اكتبه من جمل وقصائد ثانيا هكذا كانت البداية مع العروض .
* يقال أن العروض العربي قد ولد كاملا وهذا ما تدعيه كتب العروض .. وخلال أكثر من الف عام لم يضف إليه إلا بحر واحد من قبل الاخفش - الأوسط - فماذا أضفت انت إليه ؟
- يبدو لي ان مقولة (العروض قد ولد كاملا) غير صائبة بدليل أن الخليل نفسه لم يقلها لكن قد تكون نظرية الخليل في العروض العربي متكاملة فعلا فهي مبنية بناء محكما فلم تترك شاردة او واردة حتى سجلتها .. ولكن هذا لا يعني ان العروض قد ولد كاملا إذ أنى للعلم (اي علم) أن يكتمل؟! .. ويمكن أن أوضح كلامي بصورة أخرى : أن كل علم يتناول جانبا من جوانب الظاهرة المدروسة , إذا فهي متكاملة من حيث أنها موجودة كحالة طبيعية . ولكن في كل يوم تكتشف حقائق جديدة عنها فتظهر نظريات لتفسير هذه الحقائق , فما كان جديدا صار قديما , وما هو متكامل غدا غير ذلك وهكذا .. وعلى هذا الاساس إختبرت التفعيلات الخليلية كصور بصرية للإيقاع اولا وصور سمعية له ايضا فتوصلت إلى بعض الحقائق غير المعروفة حتى من قبل الخليل نفسه .. فظاهرة الانقلاب ألوزني لم تكن معروفة على حسب علمي , وخصوصا في المصادر التي قرأتها عن العروض كعلم أو كظاهرة طبيعية كما أسلفت ولكني حاولت استكشاف طبيعة النظام أو لنقل شكل النظام ضمن رؤية جديدة حيث يمكنني ان ازعم باني قد توصلت إلى شكل لنظام العروض وعلاقته بالنظم الكونية الاخرى.
* وما الفرق بين وضع نظرية لشكل النظام وبين التوصل ضمن رؤيا لشكل هذا النظام ؟
- هو كالفرق بين الاختراع والاكتشاف , لا شك ان هنالك فرقا كبيرا بينهما كما هو معروف للجميع ... فإن تضع نظاما لشكل العروض يعني أنك تخترع شكلا لهذا النظام لتفسير الظواهر العروضية , اما الاكتشاف فهو أن النظام له شكل طبيعي يعمل من خلاله وقد توصلت إلى معرفته ومن خلاله أحاول ان أفسر الظواهر العروضية في الشعر.
* إذا كيف يبدو شكل هذا النظام ؟ وما تفاصيله ؟
- إن شكل النظام العروضي شكل هرمي , وبرغم أن النظام العروضي يمثل نظاما صوتيا اي انه (نظام طاقوي) إلا انه يبدا بكم صوتي يمثله الايقاع (ف/1) وهو ما يسمى بالسبب الخفيف عروضيا حيث يحتل قمة الهرم او برجه ولكن تكرار هذا الإيقاع ثماني مرات يولد لنا بحر (دق الناقوس) , وهذا هو البحر الاول الذي يفترض أن العرب قد كتبت عليه شعرها وهو ابسط بحر في العربية .. وبرغم انه ليس هنالك دليل مدون يثبت ذلك حيث ان أول بحر كتبت عليه العرب حسبما يعتقد الكثير من الباحتين هو بحر الرجز , ولكن الهرم ألوزني يقول غير ذلك استنادا إلى حقيقة الرجز ليس هو اصل البحور بل ان (دق الناقوس) وهو اصلها اي يمكن اشتقاق بقية البحور منه , ونقرأ على هذا البحر قول الإمام علي (عليه السلام):
إن الدنيا قد غرتنا
واستهوتنا وإستهلتنا
فافافافافافافافــــــا
فافافافافافافافـــــــــا
إن طوابق الهرم الاخرى تحتها الدوائر العروضية , حيث يصل عددها في نظامنا إلى ست عشرة دائرة وهذه الدوائر مرتبة بصورة هندسية بارعة , لا تنتج اكثر من بحر واحد وهو بحر (دق الناقوس) والدائرة الثانية تنتج بحرين فقط والثالثة تنتج ثلاثة بحور وهكذا تراكميا حتى الدائرة السادسة عشرة التي تنتج ستة عشر بحرا .
* ماذا عن بقية الدوائر الخليلية وما هو مصيرها في هذا النظام الهرمي ؟
- كما هو معروف فقد حدس الخليل بعقليته الفذة ان البحر ما هو إلا دائرة قد أفردت أجزاؤها وأن البداية والابتداء من الاجزاء المتسلسلة عليها ستولد البحور المختلفة , وقد حدست نفس شيء مما جعلني اصنع رموزا رياضية لتفعيلاته واعامل البحر كأنه دائرة , فرسمت الدوائر بإستخدام الرموز مما سهل علي العملية برمتها فحصلت أولا على عشر دوائر بدلالة المقاطع ومن ثم تحولت إلى ست عشرة دائرة بعد تهشيم المقاطع اي بدلالة الحرف المتحرك (ف/ ) والسبب الخفيف (ف/1) وقد عملت كل ذلك وتوصلت إلى شكل النظام أي /الهرم/ وانا لا اعرف أن للخليل دوائره ايضا ... وعندما أخبرني بعض الاصدقاء المختصين بذلك رجعت إلى تلك الدوائر لدراستها والتعرف عليها , فوجدت اربعا منها ضمن دوائري برغم ان طريقة الخليل في رسمها تفترق عن طريقتي كثيرا ... حيث وجدت دائرة المتفق والمجتلب والمختلف والمشتبه ولكن دائرة المؤتلف التي هي مختصة ببحري الكامل والوافر لم تكن موجودة ... وبعد البحث والتنقيب توصلت إلى ان هذه الدائرة غير أصلية بل هي من ضمن كيفيات الدائرة الخماسية وتحتوي على خمسة بحور وليس على ثلاثة كما أخبرنا بذلك الخليل والعروضيون من بعده , وهذا يعني أن الخليل قد إكتشف دوائر معينة من ضمن الهرم وليس كل الدوائر ... هذا من جهة ومن جهة أخرى فإنه قد أشتغل على الشعر الموجود في زمنه بعد ان قطّعه ، أما انا فقد حاولت الموازنة بين الشعر الموجود والتفعيلات , خصوصا بعد ان ظهرت لي بحور غير معروفة ضمن البحور الخليلية ولم اجد عليها شعرا منظوما مما اضطرني إلى أن أنظم عليها أبياتا لاختبار صحة إيقاعها وهذا ما حصل مع البحر الذي تفعيلته الرئيسة /فاعول/11/وكذلك مع البحر الذي تفعيلته (مفعولات /111) وهذا وجدته ضمن بحور الدائرة الرباعية التي تقابلها دائرة المجتلب الخليلية التي تحتوي على بحور ( الرجز والهزج والرمل) وقد سميته / بحر بغداد/ ونظمت عليه قصيدة طويلة تتغنى ببغداد يقول مطلعها:
يا بغداد في قلبــــــــي جوى جبار
ساقته كغيمات صبا الاقدار مفعولات / مــفعولات / مفعولات
فعولات / مفعولات / مفعولات
أين دجلــة الع\شاق ؟ أين المـــوج؟
حنانيك اين الصحب والسمار
مفـــعولات / مفعولات /مفعولات
مفعولات / مفعولات / مفعولات
وكذلك فقد وجدت في الدائرة السباعية بحرين آخرين غير معروفين ضمن بحور الخليل حيث تناظر هذه الدائرة دائرة المختلف الخليلية وفيها بحور مهمة من امثال بحري الطويل والبسيط ، وقد نظمت قصيدة بعنوان (عذابات) على احد البحرين غير المعروفين وتفعيلته الرئيسة هي (مفعولات فاعول /111-11) يقول مطلعها :-
محزون لعينيك هل سمعك نجواه ؟
قلبي تكتم الآه إشجانا حناياه
فعولات / فاعول / مفعولات / فاعول
مفعولات / فاعول / مفعولات / فاعول
نستنتج مما ورد أعلاه بكل بساطة أن عملنا مكمل لعمل الخليل ، فعلم العروض لم يولد كاملا كما يدعي الكثير من العروضين , وهناك الكثير مما ينتظره هذا العلم من أبناء العربية كي يبحثوا فيه ، وأنا أدعو الجميع إلى ان لا يتركوا العروض حتى لا تصدأ نفوسنا ، وهذه الدعوة موجهة إلى الشعراء والنقاد والباحثين.
http://www.inciraq.com/pages/view_paper.php?id=200915673

[عبدالوهاب موسى]

موضوع هام وننتظر سرد هذا النظام المستحدث :
(... نظام مستحدث أطلق عليه (النظام الهرمي) وفيه يقلب الرؤية المشاعة للبحور الشعرية والأوزان والدوائر الخليلية ويقيم معها رؤية تكاملية....) مع مقارنة تفصيلية خاصة فى مناطق الإختلاف مع وضع فروض تلك النظرية عند كل إختلاف لتبريره!!!
ولكى نطلع على المائة وخمسين بحرا التى اكتشفها ونتحقق من أسس استنباطه لها - كما ورد على صفحات جريدة المؤتمر- ذاتها التى نشرها بها ما سبق ذكره ومع ذات المحاور- فى 8/11/2009
وبانتظار التفصيل حتى نتتحقق ونستيطع التفاعل مع مانشر
شكرا للجميع