منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1

    العادات العشر للشخصية الناجحة/ البراعة الاتصالية

    العادات العشر للشخصية الناجحة

    البراعة الاتصالية
    د. إبراهيم القعيد



    في الحلقة السابقة تناولنا عادة «ترتيب الأولويات» وهي العادة الخامسة، ضمن العادات العشر المطلوب بناؤها وتطويرها للشخصية الناجحة.وفي هذه الحلقة نتناول العادة السادسة من العادات العشر، وهي «البراعة الاتصالية».


    البراعة الاتصالية هي تهيئة الظروف الملائمة للتأثير إيجاباً في الآخرين ثم استعمال الأساليب المطلوبة لتحقيق هذا التأثير.

    فنحن في حياتنا نسعى للاتصال مع الآخرين بغرض:
    - التأثير الإيجابي عليهم.
    - إقناعهم بوجهة نظرنا.
    - إقناعهم بمساعدتنا أو التعاطف معنا.


    سمات المتصل البارع:
    - كسبه لثقة الآخرين.
    - شعور الآخرين بأن لديه مصداقية وأنه يفعل ما يقول.
    - تحمله للمسؤولية وتقديم قدوة صالحة.
    - اهتمامه بالآخرين وتقدير وجهة نظرهم.
    - الحماس والدفء في علاقته الإنسانية.


    عناصر البراعة الاتصالية:
    - السمات الشخصية (وراثية ومكتسبة)
    - المهارات اللغوية المتطورة (الإنصات + الحديث+ القراءة+ الكتابة).
    - لغة الإشارة وتوظيفها التوظيف الجيد لإقناع الآخرين والتأثير عليهم.


    والواقع أن الاتصال قضية أساسية في حياتنا تتحكم في مدى نجاحنا في عملنا وفي شؤوننا الخاصة. والاتصال أمر لا يمكن تعريفه بسهولة ولكن يمكن ملاحظة نتائجه. وتستعمل مهارات الاتصال في الحديث مع الآخرين والتأثير عليهم وإقناعهم بوجهة نظرنا وإعطائهم انطباعات جيدة عنا. ولو حلّلنا حياتنا بصفة يومية لوجدناها مليئة بالاتصال على جميع المستويات، فنحن نمارس الاتصال في المنزل وفي العمل وفي الحياة الاجتماعية.ففي عملنا على سبيل المثال، نمارس الاتصال بصفة دائمة عن طريق الكتابة والقراءة والحديث للآخرين وتمرير المعاملات، وكذلك في جوانب عملنا الأخرى مثل الاجتماعات والمقابلات الشخصية والمحاورات والمحاضرات وعقد الصفقات والمفاوضات والمحادثات التلفونية حتى إن العمل نفسه ليس إلا عملية اتصال مستمرة.


    وقد أجريت الكثير من الدراسات على عملية الاتصال وأثرها في توصيل الرسالة للآخرين. ومن هذه الدراسات دراسة للعالم الأمريكي البروفيسور ألبرت مهرابيان من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلس. وقد قام هذا العالم بدراسة متعمقة في عملية الاتصال في كتابه «الرسالة الصامتة» وأوضح أن هناك ثلاثة عناصر للرسالة:
    *لفظي (الكلمات والجمل)
    *صوتي (النبرات وطريقة الكلام والصوت)
    *ومرئي (وهو ما يراه الناس من المتحدث).


    وفي الظروف العادية إذا كانت الرسالة واضحة وغير متناقضة ، ومصداقيتها عالية، فإن هذه العناصر تعمل بالتساوي ولها تأثير متكافئ على عملية الاتصال، أما إذا كانت الرسالة مشوشة ومتناقضة بين هذه العناصر فإن درجة مصداقيتها كالتالي:
    اللفظي 7%، الصوتي 38%، والمرئي 55%.

    وهذا يدل دلالة واضحة على أن الناس يصدقون أكثر ما يرون لا ما يسمعون.ومن الدراسات الرائدة في مجال الاتصال دراسة شائقة للبروفيسور الأمريكي (توماس هارل (Harrel) (1986م) في جامعة ستانفورد والتي امتدت لعشرين سنة وقد ركزت العديد من الدراسات على علاقة النجاح في العمل بعملية الاتصال في حياة الإنسان.
    وقد وجدت هذه الدراسة أن من أهم معايير النجاح سمة الانفتاح والقبول الاجتماعي وحددت ذلك في ثلاثة عوامل:
    - شخصية منفتحة ومرنة.
    - شخصية تحب الحديث مع الناس وترغب في العمل معهم وإقناعهم.
    - شخصية تحب النفوذ والتأثير في الآخرين.


    وتشير الدراسات إلى أن جزءاً يسيراً من النجاح الذي يحققه الإنسان في حياته فقط (15%) يعتمد على المهارات العملية أو المهنية المتخصصة والجزء الأكبر (85%) يعتمد على البراعة الاتصالية.


    السمات الشخصية:
    هناك سمات شخصية معينة تعتبر القاعدة المتينة التي تبنى عليها عادة البراعة الاتصالية. ومن أمثلة هذه السمات الثقة بالنفس والحلم والأناة والصبر والقدرة على استيعاب الآخرين والشجاعة وقوة الشخصية ونفوذها في الآخرين.وهذه السمات بعضها فطري والبعض الآخر مكتسب، يكتسبه الإنسان من بيئته الاجتماعية عبر السنين عن طريق التعلم والخبرة والمراس. ويزيد من هذه السمات الشخصية تأثيراً وأهمية في حياة الإنسان شيئان رئيسان:الأول: قوة العلم والمعرفة.الثاني: قوة الدور أو الوظيفة.
    أما العلم والمعرفة فيعطيان الإنسان مجالاً رحباً من التأثير الإيجابي على الآخرين ويجعلانه أقدر على امتلاك قلوبهم وإقناعهم بوجهة نظره.وكذلك فإن الدور أو الوظيفة اللذين يمارسهما الإنسان يعطيانه قوة على التأثير والفعل والإرادة، فكلما كان الدور أكثر أهمية مثل الأب أو المعلم أو القائد كان لهذا الدور أثر بالغ في تعزيز البراعة الاتصالية وزيادة تأثيرها.

    وهناك علاقة قوية ومستمرة بين السمات الشخصية والدور، فالسمات الشخصية الملائمة تؤهل الإنسان للحصول على دور معين والبراعة فيه أكثر من غيره مثل المعلم أو القائد، كما أن الدور نفسه يصقل بعض المواهب والسمات الشخصية ويفجر طاقاتها نحو التميز والإبداع.ففي أحد الأبحاث العلمية تم سؤال ستين من القادة «ما الذي ساعدك أكثر حتى أصبحت قائداً؟» فكانت الإجابة «الحديث أمام الناس» فقد أدت هذه الفرصة إلى بروز الدور القيادي لهؤلاء الأشخاص.


    وتعتبر السمات والأخلاق التالية هي الخلفية الملائمة التي تبنى عليها البراعة الاتصالية:
    - العمل من أجل تحقيق أهداف عالية وكبيرة في الحياة.
    - الاهتمام بالشأن العام وعدم التركيز على الاهتمامات الخاصة.
    - المصداقية العالية.
    - الحلم والأناة والانفتاح على الآخرين.
    - الصبر والقدرة على استيعاب الآخرين.
    - الاقتناع التام بما تقول وتفعل بحيث يراك الآخرون كقدوة جيدة للقيم التي تحملها.
    - الشجاعة وقوة الشخصية.
    - الحماس والدفء في العلاقات الإنسانية.
    - احترام الآخرين والاهتمام بشؤونهم.
    - التصرف بعفوية وعدم التكلف في القول والفعل.


    والاتصال كمهارة إنسانية يتأثر بدرجة كبيرة بثلاثة أمور:
    الأول: محتوى الاتصال. وهو الرسالة التي ترغب في توصيلها إلى الآخرين وتشتمل على الأفكار والمفاهيم والمشاعر والطلبات.
    الثاني: بيئة الاتصال. ويقصد بها الظروف النفسية للمتحدث والسامع أو غيرها من اعتبارات وملابسات خارجية يتم فيها الاتصال مثل الوقت والمكان والأوضاع المتنوعة.
    الثالث: طريقة الاتصال: وهي الوسيلة المتبعة لتقديم المحتوى.

    والإنسان البارع اتصالياً يدرك تمام الإدراك بحسه وفطنته وخبراته هذه الأمور الثلاثة ويسخرها لتحقيق أهدافه من الاتصال. فيعرف بالضبط ما يريد أن يقول ثم يختار البيئة المناسبة والطريقة المناسبة للحديث والتأثير في الآخرين.


    وتدل الدراسات الحديثة على وجود ميول متنوعة لدى الأشخاص في الطريقة التي يتحدثون بها ويباشرون فيها واجبات الحديث المنظم مع الآخرين.ويتضح أربعة أنواع في هذا الإطار:
    النوع الأول: المتجنب: وهو الشخص الذي يتجنب أو يتلافى الأعمال والمهام التي تجبره على الحديث المنظم أو العام مع الآخرين ويميل لفعل الأعمال التي تجنبه الحديث أو تقديم العروض للآخرين.
    النوع الثاني: المتردد: وهو الشخص الذي يخاف ويرتبك عندما تتاح له فرصة الحديث.وهذا النوع من الأشخاص قد يضطر إلى الحديث، ولكنه لا يبحث عن الفرص التي تجعله يتحدث أمام الآخرين. وعندما يتحدث يفعل ذلك تحت الكثير من القلق والرهبة.
    النوع الثالث: المرحب: وهو الشخص الذي يقدم الأحاديث والعروض كجزء من عمله، ولكنه لا يبحث عن مثل هذه المناسبات. وعلى الرغم من بعض القلق والرهبة إلا أنه يشعر بأنه ناجح في ذلك وأن لديه القدرة الكافية إلا أنه ينظر إلى هذا القلق باعتباره شيئاً طبيعياً يشحنه بالحماس والتركيز، بل إن عمله يعتمد على فرص الحديث والاتصال بالآخرين.

    هل فكرت يوماً من الأيام في الطريقة التي تنصت بها إلى الآخرين؟
    تقول الدراسات إن 75% من العلاقات الإنسانية يمكن بناؤها عن طريق مهارات الإنصات الجيد.
    كما تقول الدراسة إننا نستعمل فقط 25% من قدراتنا في الإنصات، أي أننا في ظروفنا العادية نفهم 25% فقط مما نسمع، ولا نستثمر الجهد والوقت والاهتمام لفهم كل ما يقال.


    الحديث:
    قد يكون الحديث طريقنا الوحيد للاتصال بالآخرين والتأثير عليهم. وهو مهارة ثمينة للغاية تحتاج للكثير من التعلم والتدرب.
    هل سبق أن شاهدت أحد المتحدثين البارعين في التلفزيون أو في محاضرة عامة شدك في حديثه؟ ما الذي شدك فيه؟
    هل صوته؟
    أم وقفاته؟
    أم حركات يديه،
    أم استعماله لعبارات معينة؟
    أم شدك أسلوبه وطريقة حديثه؟
    أم شدك مظهره وهندامه؟

    استعمال لغة الإشارة:
    لغة الإشارة جانب مهم من جوانب بناء عادة البراعة الاتصالية. وأقصد بلغة الإشارة حركات الجسم والإيماءات وحركات العينين واليدين وطريقة الجلوس والمشي وطريقة اللبس والابتسامة وغيرها. وللغة الإشارة آثار عميقة على عملية الاتصال والتأثير في الآخرين. والشخص البارع اتصالياً هو الذي تعلم استعمال لغة الإشارة ويقوم بتوظيفها لتحقيق أهدافه في الإقناع والتأثير.


    وإليك بعض الأساليب المناسبة لرفع مستوى استعمالك الإيجابي للغة الإشارة.
    - أنظر في عيني السامع عند الكلام وأعطه الاهتمام والاحترام الكاملين.
    - قف واجلس بطريقة جيدة وبعفوية طبيعية.
    - عليك بالهدوء والسكينة والوقار عند الحديث.
    - ليكن صوتك موزوناً، ليس مرتفعاً أكثر من اللازم ولا منخفضاً أكثر من اللازم.
    - تصرف بعفوية وعدم تكلف.
    - استعمل حركات الجسم واليدين والعينين المناسبة.
    - عليك بالابتسامة والبشاشة.
    - كن نظيفاً مرتباً، وتجنب الروائح غير الملائمة.

  2. #2

    رد: العادات العشر للشخصية الناجحة/ البراعة الاتصالية

    شكرا لك رغد وموضوع قيم ومهم
    تحيتي لك دوما
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. دروس البلاغة تأليف حفني ناصف وآخرون مع شموس البراعة للرامبوري
    بواسطة محمد عيد خربوطلي في المنتدى فرسان المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-07-2015, 04:03 AM
  2. العادات السبع
    بواسطة شذى ميداني في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 03-01-2014, 02:56 PM
  3. المعاير السبعة للشخصية:د. الثويني
    بواسطة ميسم الحكيم في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-18-2012, 09:56 AM
  4. يهودي من الناحية الخيالية ولكنني فرنسي من الناحية الفعلية
    بواسطة وفاء الزاغة في المنتدى آراء ومواقف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 05-24-2010, 12:48 AM
  5. برنامج يضم شعراء العصر الجاهلي و شعراء العصر الاسلامي والأموي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى الشعر العربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-04-2008, 12:24 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •