السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة تصف بعض المثقفين الذين
يعتمدون على المظهر أكثر من الجوهر
المثقف
شعر : ماجد الراوي نقلا عن العدد (60 ) من مجلة منارة الفرات
أنا المثقف أمشي شامخاً صَلِفا = فقابلوا لي غروري بالرضا وكفى
كلُُّ المظاهر قد أتقنتُها وبها = عن كلِّ هذي الورى أصبحتُ مختلفا
عطّرْتُ ثوبي ورتبتُ القميصَ وقد = أطَلْتُ شعريْ إلى أن لامسَ الكَتِفا
وحُزْتُ نظّارةً للشمس نادرةً = وسرتُ في كلّ دربٍ أحملُ الصُحُفا
وربطةُ العُنْقِ والغليونُ قد ظهرا = في هيئةٍ مثلَها الوصّافُ ما وصفا
حفظتُ مصطلحاتٍ رحتُ أسردُها = حتى يُقالَ ضليعٌ أدرك الهَدَفا
منها مقالي لخِلّي حين يسألني = عن نقد شعرٍ تلا لي منه مقتطفا
(تُمَوْسِقُ النصَّ والإسقاطَ تتقنُهُ = تُمَنْطِقُ اللفظَ والإرْهاصُ منك صفا
تفجّرُ اللغةَ الصمّاءَ تجعلُها = فيها انزياحٌ أزاحَ اللفظَ فانحرفا
وماوجدتُ تناصاً في نصوصكَ بل = رأيتُ ترميزَها عنها الجمودَ نفى)
فإنْ نطقْتُ بها قالوا : أخو أدبٍ = كصفحةِ البحر لم ندركْ لهُ طرَفا
كم غرَّ قوليَ أغراراً وقد حَلفوا = أنّي الضليعُ ولكنْ خابَ من حلفا
فالسرُّ ياإخوتي بيني وبينكمو = لاتكشفوهُ فما المأمونُ من كشفا
فلو أتيتُم بشعرٍ صيغَ من قِدَمٍ = وقلتُمُ : اقرأْهُ ساقي هزَّ وارتجفا
قراءة الشعر أمرٌ لستُ أتقنُهُ = أنا الضعيفُ الذي قد يخدعُ الضُعَفا
بين النقيقِ وبين الشدوِ ضعتُ أنا = وخانني العزمُ لمّا دربيَ انتصفا