وأفلت الحلم:
أسند رأسه إلى وسادته، أغمض عينيه، حسب أن الحلم الذي سيراه قادر على أن يكسر ما اعتراه من قلق، دنيا الأحلام مفزعه الوحيد، كانت كذلك ولم تزل.
فرّ منه الحلم، أخذ يتقافز، لاحقه في دنيا العتمة المحيطة به لكن دون أن يصل إليه.
- الحق به .... لا بد أن تمسكه.
- تراجع ... فواضح أن إمساكك به مستحيل.
- اقبض عليه،فمن دونه لن تذوق طعم الحياة.
- تسلَّ عنه، وابحث عما يجدد حياتك غيره.
الأصوات المسعورة تلاحقه من كل جهة حتى تحجَّر دماغه، يغلبه الكلال، والحلم يمعن في الابتعاد ثم يغيب عن مرأى عينيه.
التفت متهالكاً إلى الوراء ليعود إلى حيث كان، فاجأه اختفاء الدرب الذي أتى منه، ومن أمامه انقطعت الطريق نحو الحلم وغاب مسربها.
دار حول نفسه مراراً، لكن كان عليه أن يعترف بالحقيقة الموغلة في المرارة آخر الأمر، أن كل دروبه قد ذهبت مع الريح، ولم يبق له إلا المساحة الواقف عليها وحدها، دون أن يتسنى له إبصار شيء من حوله غيرها.