الإخوة والأخواتفي فرسان الثقافة الأعزاء..
حين أطرح هذا المقال في هذا التوقيت بالتحديد، قد ابدو كمن يسير بعكس التيار، وهو القدر الذي لا يضع البعض منا في محل الانجرار وراء الحدث، وإنما محاولة جر الأحداث، بالرغم من تأييدي التام لحق الشعب في أخذ زمام المبادرة خاصة وأننا بتنا في زمن الشعوب التي راحت تفترش الأرض لتأخذ من السماء غطاء لها حتى تغير تلك الأنظمة التي باتت كابوساً جاثماً على صدور الجماهير، ولكن الريبة والشك لم يفارقا ذهني منذ أحداث تونس، مرورا بالسودان ولبنان وصولا لفلسطين ومصر اليوم، مما يضعني في حالة قلق عميق على مصير هذه الأمة ومستقبلها في ظل المشهد الراهن.
على كل حال لقد مررت على هذا المقال الهام جدااا ووقفت على العديد من الأسئلة المطروحة بشرعية الحدث الراهن على أرض الكنانة التي هي وطني الأول، أطرحه هنا ليس دفاعاً عن نظام لا يختلف كثيراً عن كافة الأنظمة العربية من المشرق إلى المغرب، الجمهوري منها والملكي، ولكن السؤال الأهم يجب أن يواجه بقوة وجراءة بعيداً عن العواطف التي عادة ما تسرق حقائق الأمور إلى وجهات أخرى بعيدة كل البعد، عن الواجة الحقيقية التي يجب أن نراها في ملامحنا ونحن ننظر في المرأة حين نرفع شعارات لربما نرفعها كظاهرة صوتية فقط لا غير كي نعلن أننا ها هنا،
علماً بأنها شعارات نرفعها لبقع جغرافيا تشبه ما نسكنها حد التطابق ولكننا لربما لا نفكر حتى في رفعها في أوطاننا لأسباب عدة ولا ألوم أحدا ولكن يجب أن نتسأل لنبصر فندرك.
وقبل أن أضع المقال بين أيديكم أشير إلى ما لم يشير إليه هذا المقال الهام أو لربما ما غفلة كاتب المقال أو سقط منه قصداً أو دون قصد، ألا هو المشهد الراهن في لبنان، خاصة وأنه مشهد معقد الفهم أو التفسير، في ظل ما تمر به المنطقة العربية من تطورات دراماتكية لم تشهدها من قبل.
أتمنى هنا أن نقرأ أولاً بحياد تام من جهة، وثانياُ بعمق شديد للأحداث والوقائع والتحليل، لنرى سوياً تلك الزوايا البعيدة من المشهد.
تحياتي وتقديري وإلى المقال....
بالتفاصيل والأسماء: كشف المخطط الماسوني لإسقاط النظام في مصر.
أصابع الماسونية من تونس إلى السودان مرورا بمصر
قناة الجزيرة التى حكمت تونس على الهواء مباشرة
تفاصيل إنضمام الإخوان للماسونية
شعار الماسونية في مصر
[justify
2011 هو العام الحاسم منذ الدقيقة الأولي لبداياته، تفجير كنيسة القديسين، تفجيرات روسيا، ثورة تونس، اضطرابات ألبانيا، تفجير مطار موسكو، فضيحة وثائق المفاوضات الفلسطينية، انفصال السودان والإتجاه علانية لإنفصال دارفور ، اضطرابات الجزائر وقبل كل شئ الحديث الذي لا يهدأ سوى ليثور علانية حول إعادة إنتاج نموذج الثورة التونسية في مصر بعد أن تم اختبار النموذج الأول في تونس
نبدأ بما يخصنا تحديدا وهي مصر ولكن البداية فيما يخص مصر تبدأ من خارج حدودها بمئات الأميال:
كلنا يعلم أن هناك شئ من التنافر في العلاقة بين مصر والحكومة المقالة التى تحكم غزة وأنه في سبيل القضاء على كثير من مظاهر التسيب ودخول السلاح والمخدرات لمصر لجأت الحكومة المصرية لبناء جدار عازل لتتغلب به على مشكلة الأنفاق التى يزرعها الفلسطينيون بأسرع مما نزرع الأرض وكان أكثر المتضررين قيادات حماس وبعض مديري أجهزتها السرية خالد مصطفي وممتاز دغش
بعد وقت من بداية التنافر الواضحة بين أهداف وتحركات حركة حماس في غزة وبعد أن تشاغلنا كثيرا بما نراه تحت أقدامنا أذاع راديو وتليفزيون المنار وهو مؤسسة إعلامية كاملة تابعة لحزب الله خبرا لم يلتفت إليه أحد في حينها حول حديث خافت دار بين مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية السابق والحالي أثناء حفل تسليم وتسلم قيادة جهاز المخابرات الإسرائيلية، الحديث كما أوردته إذاعة المنار يقول فيه مدير المخابرات العسكرية السابق أنه هيأ الجو تماما للمدير الحالي وزرع عملاء لإثارة الفتنة في مصر بين المسيحيين والأقباط
الغريب أن المواقع السورية أعادت نشر الخبر بصورة فيروسية يفهمها جيدا من يتعامل على شبكة الإنترنت بحيث يبدأ الخبر تتناقله مواقع وتنقل عنها مواقع أخرى حتى نصل في لحظة إلى حقيقة يعرفها جميع مديري المواقع وهو تحقيق مصداقية للخبر دون النظر لمصدره بسبب حجم إنتشاره
[/justify]
المثير في الأمر نقاط محددة:
أولا جهاز المخابرات العسكرية الإسرائيلية ليس من ضمن مهامه القيام بعمليات على أراضي الدول الأخري بهذه النوعية والجهاز المنوط به القيام بهذه العمليات هو الموساد
ثانيا أن عملية تسليم وتسلم القيادة لا تتم في إحتفالية بحضور الصحفيين ولا يتم فيها تداول تفاصيل عمليات الجهاز على الملأ
ثالثا أن مديري أجهزة المخابرات في إسرائيل يضعون السياسة لكنهم لا ينغمسون في التفاصيل
نصل إلى نقطة ثانية في غاية الأهمية حيث أعلنت فجأة دولة العراق الإسلامية أنها بصدد تنفيذ عمليات جهادية ضد مسيحيين مصر
دولة العراق الإسلامية تنظيم لا يعرف أحد من أسسه حقيقة لكن الكثير عن ارتباطها بالحرس الثوري الإيراني أصبح متاحا للجميع بفضل عملية تحري واسعة قامت بها أجهزة المعلومات الأمريكية مارست فيها قدرا كبيرا من أعمال التجسس غير البشري متسخدمة كل إمكانات قاعدة شيشرون للتجسس واستطاعت في النهاية ربط دولة العراق الإسلامية بالحرس الثورة الإيراني ربطا يجعلها جهازا تابعا له ويتلقي التدريب داخل الحدود الإيرانية وينفذ عمليات نوعية شديدة التعقيد كثيرا منها خارج حدود العراق
كل من يهتم بشأن الأمن يعرف أن أكثر ما يصيب أي جهاز أمنى بالتشتت وأحيانا بالشلل هو كثرة المعلومات وليس قلتها بمعنى أن جهاز الأمن عندما تأتى له معلومة من مصدر أو اثنين يمكن أن يتحري المعلومة لكن عندما تصبح المعلومات أكبر من الطاقة الإستيعابية البشرية للجهاز يصبح الأمر أقرب للمستحيل ، وهنا فإن بعض البوابات الجهادية قامت بعملية متقنة للغاية لتحقيق هذا الهدف عبر الكثير من البلاغات عن تفجيرات وعمليات على وشك التنفيذ في مصر دون أن يكون لها أساس من الصحة
بعد ذلك نفاجأ جميعا بقائد حزب الله يتحدث للمرة الأولى عن مخاطر يتعرض لها المسيحيين داخل مصر دون مبرر لكن حديث زعيم حزب الله حسن نصر الله مر كغيره من الأحداث دون أن يلتفت إليه أحد رغم أنه كان من الممكن بشئ من الربط بين أحاديث حسن نصرالله عن مصر وما أعقبها من تفجيرات الحسين وطابا أن ندرك أن هناك شيئا يدبر في الخفاء
تبقى حقيقة مثيرة للذعر وهي أن حسن نصرالله أو حماس أو دولة العراق الإسلامية أو النظام السوري نفسه لا ينفذون أجندات تخصهم بالفعل بقدر ما ينفذون أجندات إيرانية دون أن يحاولوا حتى معرفة قدر الإستفادة العائد عليهم أو على إيران من تنفيذ هذه الأجندات الغامضة
أما ما يثير قدرا أكبر من القلق فهو أن كل هؤلاء لا يحتاجون في النهاية إلى إرسال أي شئ إلي مصر لتنفيذ ما يشاءون من عمليات فيما عدا أوامر التنفيذ وفي حالات قليلة قد يرسلون بمكونات متطورة لقنابل التفجير عن بعد أو خبير تفجيرات أو مجموعة مراقبة والسبب أن لديهم خلايا نائمة في مصر سواء داخل حليف أيديولوجي عمل لصالح الجميع على مدار تاريخه وهو جماعة الإخوان المسلمين أو عبر حليف آخر يحاول بشدة أن ينتزع الصدارة من الإخوان وهو الجماعات السلفية التى مارست قدرا من الإعلان عن نفسها عبر مظاهرات جوامع مثل القائد إبراهيم في الإسكندرية والفتح في القاهرة التى خرجت قبل الأحداث بساعات قليلة تتهجم على رأس الكنيسة الأرثوذكسية
في النهاية ودعنا العام الماضي واستقبلنا العام الجديد بالدماء وأشلاء ضحايا كنيسة القديسين وإنغمسنا جميعا في جدل لا يهدأ حول من فعلها بينما كانت أذرع الإخطبوط تمتد إلى مكان آخر
المكان : تونس
الزمان: 2011
الحدث: ثورة ما كان لها أن تقع وما كان لها أن تنجح لولا بعض الخفايا
زين العابدين بن على ليس حاكما فوق مستوى الشبهات سواء ما كان يتعلق بحقوق الإنسان أو ما يتعلق بنظافة اليد لكن زين العابدين بن على في النهاية حقق معدل تنمية اقتصادية غير مسبوق لدولة ليس لديها موارد سوى السياحة وبعض المنتوجات الصغيرة التى تصدرها وقفز بدخل الفرد عدة أضعاف وحكم تونس لمدة 23 سنة دون أن يظهر للحظة أن رجل تونس القوى يفقد السيطرة للحظة على الأوضاع كما كان صديقا مقربا لكل حكومات ورؤساء الغرب لكن فجأة وبشكل درامي تتصاعد ثورة شعبية بدأت بمظاهرة لتصل في النهاية إلى دفع الرئيس للهرب خارج حدود البلاد
المثير أن رجل تونس القوي لم يجد دولة أوروبية تقبل بإستضافته من المتوسط وحتى كندا وأمريكا … الأمر مثير للريبة فلا فرنسا وأمريكا وكندا ولا غيرهم يقيم وزنا كبيرا للتأثير التونسي لكن رفض استضافة بن على كان بمنتهى البساطة ليس قرارا يتخذ في باريس أو واشنطن لكنه كان قد تم اتخاذه من قبل في مكان خفي تدار منه الأحداث كما سنأتى على ذكره في نهاية مقالنا
المكان: دول الشرق الأوسط
الزمان : ما بعد 14 يناير
الحدث: إرهاصات ثورات تتفجر في كل مكان
عدوى الثورة مرض يصيب المجتمعات لكن ليس بسهولة وسرعة إنتشار الفيروسات البيولوجية لكن الحادث هذه المرة أن ثورة تونس أصبحت نموذجا مرشحا لإعادة الإنتاج في العديد من الدول سواء عربية أو أوروبية حتى وصل تأثيرها إلى ألبانيا
في نفس التوقيت تحديدا بدأ الحديث يأخذ شكلا علنيا عن التمهيد لثورة شعبية مصرية تأخذ في طريقها كل شئ وأصبح الحديث عن الموعد والإمكانية يدور حتى في برامج التوك شو الفضائية ومنها ما يبث من داخل مصر
لكن قبل ذلك كان هناك كثير من الأحداث مهدت دون أن ندري لذلك اليوم ونبدأ من الماضي القريب والقريب جدا
البداية من حادث مقتل شهيد الإسكندرية خالد سعيد الذي قتل على يد إثنان من صغار معاوني الشرطة المصرية سواء لأنه كشف إنحرافا أو لأي سبب آخر لكن في النهاية لقى الشاب مصرعة على يد رجلي الشرطة والتى من الواضح أن بعض صغار قياداتها في القسم التابع له الحدث قرروا التستر على الجناة وتغيير شكل الحدث وهو ما أثار الرأي العام في الإسكندرية التى تمتاز بعصبيتها الشديدة خاصة بعد أن نشر أيمن نور على صفحته صورة الشاب بعد موته فخرجت المظاهرات العارمة في أنحائها مطالبة بالقصاص والعدالة
فجأة ظهرت صفحة خاصة على الموقع الإجتماعي الأشهر الفيسبوك بإسم (أنا إسمى خالد سعيد)
الى هنا الأمر عاديا للغاية لكن ما حدث بعد ذلك كان مثيرا للريبة، صفحة جديدة تظهر على الفيسبوك (كلنا خالد سعيد) والصفحة تنشئ موقعا خاصا على استضافة قوية بل وتبدأ في تحريك المظاهرات على الهواء ويبدأ الأمر يكون مثيرا للحيرة خاصة أنها تتمتع بدعم فنى قوي لم يتح لكل محاولات الداخلية أن تخترقها كما أن حالة النشاط الذي تمارسه لم يدع مجالا للشك أن من يقوم عليها مجموعة وليس فردا واحدا
الصفحة كسبت كثيرا من تعاطف الناس وأصبح لها أعضاء نشطون يخرجون للشارع بأكثر ما يستطيع أي حزب سياسي مصري أن يحرك مثل هذا العدد من الناس
المثير في الأمر أنه بعد أحداث تونس أعلنت الصفحة عن تنظيم عمل شعبي في الشارع يوم 25 وهو اليوم الذي يوافق عيد الشرطة المصرية في ما يشبه شكلا من أشكال الثورات الشعبية وهو منهج تتبناه الصفحة هي والصفحة التوأم لها والخاصة بتونس على الفيس بوك والتى تعاطفت وتجاوبت مع صفحة كلنا خالد سعيد
ما تلا ذلك من أحداث له ما بعده فكثير من القوى السياسية سواء كانت هامشية أو مجرد لافتة إعلانية أو فاعلة على الأرض تجاوبت مع الأمر وأصبح من المقرر أن تشهد مصر يوم 25 حدثا إستثنائيا تم الدعوة له عبر شبكة الإنترنت والملصقات الدعائية وحملات الدعاية المدفوعة على المواقع الشهيرة وسط تساءولات عن التمويل والتنظيم وشكل التحرك خاصة أن منهج الثورة الشعبية غريب على مصر تماما لكن نظرة للتاريخ سوف تجعلنا نفهم تماما ما يحدث
1919 أول تحرك للماسونيين في مصر
تعودنا أن نتحدث عن ثورة 1919 بإعتبارها ثورة شعبية توحدت فيها كل طوائف المصريين وأديانهم وكان وقتها 3 أديان يهودية ومسيحية وإسلامية وتوافق الجميع على تحرك شعبي بدا منظما للغاية وكل ذلك من أجل شخص واحد هو سعد زغلول
سعد زغلول نفسه وكثير من زعماء الحركة الوطنية المصرية في ذلك الوقت وفي أوقات تالية كانوا منتمين فكرا وفعلا للمحفل الماسوني المصري وحتى يكون حديثنا القادم مفهوما للجميع أجدنى مضطرا لنشر كثيرا من المعلومات عن الحركة الماسونية التى سيطرت على مصر لفترة من الزمن جاءت فيها كثيرا من تصرفات زعماء مصر ورجال السياسة فيها غير مفهومة بقدر ما كان هؤلاء الرجال لا يسقطون أبدا كما لو كانت هناك قوة خفية تحميهم
الماسون في مصر
عرفت مصر المحافل الماسونية مع الحملة الفرنسية على مصر وتأسس معها محفل فرنسي للماسونية وهو ما صبغ نشأة الماسونية كلها بمحافلها بالطابع الأجنبي داخل القاهرة والإسكندرية وعواصم الأقاليم المصرية كذلك سواء في طنطا أو المنصورة أو الزقازيق، وضمت أجانب إلي جانب مصريين كثيرين من رموز المجتمعات ووجهاء البلد وأعيانها وسياسييها ومثقفيها بل وشيوخه
في أكتوبر 1876 التأم المحفل المصري الأكبر والأشمل وسمي محفل الشرق الوطني المصري الأعظم وكرس بحضور الموظفين والمندوبين من قبل المحافل العظمي والأجنبية، والتي بلغ عددها حوالي ثمانين محفلاً في مصر وأصبح مقر المحفل الأعظم في القاهرة وقرر المحفل الأكبر الوطني المصري انتخاب الخديو «توفيق باشا» أستاذاً أعظم له، فذهب وفد من الماسون لمقابلته وعرضوا عليه الرئاسة قائلين: «إنه إذا لم يشد أزرهم آل أمر الماسونية الوطنية إلي الاضمحلال، فوافق الخديو علي طلبهم وقبل أن يكون رئيساً للمحافل المصرية ووعدهم بالمساندة والمعاضدة، كما اعتذر عن عدم الحضور في الاجتماعات لدواع مختلفة، وكلف ناظره للحقانية «حسين فخري باشا» لينوب عنه في الرئاسة. وفي عام 1890 طلب الخديو توفيق إعفاءه من الرئاسة العملية في المحفل الأكبر الوطني المصري ليتولاها غيره من أبناء الشعب تشجيعاً لهم، وعقد أعضاء المحفل الأكبر اجتماعاً في 9 يناير سنة 1890 وانتخبوا رئيساً جديداً هو «إدريس بك راغب»
راغب باشا مؤسس النادي الأهلي ورئيس المحفل الماسوني المصري
راغب باشا مؤسس النادي الأهلي بالزي الماسوني
إدريس باشا راغب هو «ابن إسماعيل باشا راغب، كان في عهد سعيد باشا هو القائم بأمور البلاد فصار ناظراً علي الجهادية والخارجية والخزانة،، وفي عصر إسماعيل تقلد إسماعيل راغب منصب باشمعاون رئاسة الوزراء ثم أصيب بشلل نصفي وتقاعد بعد غضب الخديو عليه»، وبدأ إدريس راغب عمله صحفيا يراسل جريدة «المقتطف» بمقالات رياضية وعلمية، ثم انضم إلي المحفل الماسوني وحصل علي درجة أستاذ معلم في محفل مصر ثم تولي رئاسة المحفل الأكبر الوطني المصري. وكان ساعتها مديراً (محافظا) للقليوبية وأنشأ خلال إقامته في عاصمتها بنها محفلاً ماسونياً يحمل اسمه ونمت الماسونية في عهد رئاسته لها، وكثرت محافلها حتي صار عددها أربعة وخمسين محفلاً، منها محفلان تأسسا علي اسمه، وهما محفل (إدريس رقم 43)، ومحفل (راغب رقم 51)، وكان تولي «إدريس راغب» لمنصبه يمثل دفعة قوية للماسونية في مصر، فذلك الثري البارز والماسوني المتحمس لماسونيته كرس كل طاقاته وأمواله لصعود الماسونية المصرية، وأصبح يسيطر بحرص علي طرق عمل المحافل، وعلاقتهم بالمحافل الأخري، وبصفة خاصة الإنجليزية منها لمدة خمس وعشرين سنة، وكان من أهم مصادر التمويل لدي الماسونية في مصر، إلا أنه عندما هبطت ثروته التي أنفقها كلها علي المشروعات الماسونية ضعفت سطوته مما جرأ بعض تابعيه في المحافل لعمل بعض المخالفات. (يعرف كثيرون راغب باشا بصفة واحدة هو أنه مؤسس النادي الأهلي عام 1907مع آخرين).
يؤكد الروائي الأشهر دان براون مؤلف شفرة دافنشي في كتابه الأحدث «الرمز المفقود» الذي يركز علي الماسونية في واشنطن شارحا ارتباطا مذهلا بينها وبين مصر وماسون ورموز مصر حتي تكاد لا تصدق أن هذه العلاقة الوثيقة اللصيقة تجري في خفاء منذ أن زار 450 من الماسون الأمريكيين مصر في 1895.
أسماء شهيرة للماسونيين المصريين
الأسماء التي تثير الأسئلة والألغاز في تاريخ المحافل الماسونية في مصر كان أبرزها:
جمال الدين الأفغاني ـ محمد عبده ـ محمد فريد ـ إبراهيم ناصف الورداني ـ سعد زغلول ـ عبدالله النديم ـ الخديو توفيق ـ الأمير عبدالحليم ـ الأمير عمر طوسون ـ الأمير محمد علي ـ سيد قطب ـ أحمد ماهر باشا ـ محمود فهمي النقراشي ـ مصطفي السباعي ـ عبدالخالق ثروت ـ فؤاد أباظة ـ خليل مطران ـ إسماعيل صبري ـ حفني ناصف ـ حسين شفيق المصري»
ومن الفنانين: «يوسف وهبي ـ كمال الشناوي ـ محسن سرحان ـ محمود المليجي ـ زكي طليمات ـ أحمد مظهر»، وغيرهم من زعماء ووجهاء المجتمع المصري الذين كان لهم دور في نهضة مصر السياسية والاقتصادية والفكرية.
هل هي خطة أو مؤامرة سرية؟
الانتماء إلي الماسونية في مصر كان عند البعض وسيلة للوصول إلي هدف بعينه، ويدل علي ذلك اعتراف «الأفغاني» أنه لم يدخل الماسونية إلا لهدف في نفسه وأنه خدع فيها وفي مبادئها. وهكذا، لم يكتف بنفض يده من الماسونية بعد طرده منها
كان انتماء زعيم وطني مثل «محمد فريد» إلي الماسونية له أكبر الأثر في ارتفاع شأن الماسونية بمصر وربما كانت محاولة للتقرب من النظام الحاكم في تركيا ـ آنذاك ـ فقد كانت الماسونية تهيمن عليه، ومحاولة منه للاستفادة من التجربة التركية اعتقادا منه أنها ستنجح في مصر، وقد أصبح «فريد» أحد الأعضاء الماسون العالميين. ولا يوجد مصدر من المصادر يذكر لنا عملا واحدا قدمه «فريد» للماسونية
إنضمام سعد زغلول للماسونية
أما السبب الذي كان وراء انضمام «سعد زغلول» إلي الماسونية فكانت لأنه يعرف مدي قوتها ورغبته في معرفة كل ما يدور بمصر من خلال الأعضاء الماسون والتقرب منهم كي يحقق أهدافه السياسية فوجهاء المجتمع كان معظمهم من الماسون وكان أولهم «بطرس غالي»
خدمات سعد زغلول للماسونية لم تنته، فقد منح في العشرينيات لقب الأستاذ الأعظم الفخري للمحفل الأكبر الوطني المصري، مما جرأ المحفل الأكبر علي أن يكتب ذلك بصورة رسمية علي غلاف جريدة «حيرام» التي كانت تصدر في الإسكندرية فقد كتب عليها بجوار اسم الجريدة «حرية - إخاء – مساواة الأستاذ الأعظم الفخري وصاحب الدولة سعد زغلول باشا»
إنضمام الإخوان للماسونية
الماسونية امتدت إلي بعض الأعضاء من تنظيم «الإخوان المسلمين» مثل «سيد قطب» الذي كان يكتب مقالاته في «التاج المصري» وهي لسان حال المحفل الأكبر الوطني المصري حيث كانت الصحف الماسونية لا لتسمح لأحد من غير الأعضاء في الماسونية بالكتابة فيها مهما كانت صفته أو منصبه وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام تخص كل ما ألفه إنتهاء بدستور عمل الإخوان المسلمين (معالم على الطريق) الذي أسس لمنهج العنف في فكر الإخوان
الماسونية تختار المرشد العام للإخوان حسن الهضيبي
الماسونية تختار المرشد العام للإخوان حسن الهضيبي
[justify
كتب الشيخ «محمد الغزالي» في كتابه «من ملامح الحق»، (إنه بعد مقتل «البنا» وضعت الماسونية زعماء لحزب الإخوان المسلمين، وقالت لهم ادخلوا فيهم)
يضيف الغزالي: «لم يشعر أحد بفراغ الميدان من الرجالات المقتدرة في الصف الأول من جماعة الإخوان المسلمين إلا يوم قُتل حسن البنا في الأربعين من عمره، لقد بدا الأقزام علي حقيقتهم بعد أن ولي الرجل الذي طالما سد عجزهم، وكان في الصفوف التالية من يصلحون بلا ريب لقيادة الجماعة اليتيمة، ولكن المتحاقدين الضعاف من أعضاء مكتب الإرشاد حلوا الأزمة، أو حلت بأسمائهم الأزمة بأن استقدمت الجماعة رجلاً غريباً عنها ليتولي قيادتها، وأكاد أوقن بأن من وراء هذا الاستقدام أصابع هيئات سرية عالمية أرادت تدويخ النشاط الإسلامي الوليد فتسللت من خلال الثغرات المفتوحة في كيان جماعة هذه حالها وصنعت ما صنعت. ولقد سمعنا الكثير مما قيل عن انتساب عدد من الماسون بينهم الأستاذ حسن الهضيبي نفسه لجماعة الإخوان ولكنني لا أعرف بالضبط، هل استطاعت هذه الهيئات الكافرة بالإسلام أن تخنق جماعة كبيرة علي النحو الذي فعلته، وربما كشف المستقبل أسرار هذه المأساة.)؟ (من كتاب الغزالي ملامح الحق صفحة 263)
[/justify]
الماسونية بعد الثورة
بعد يوليو 1952 بدأ الاختفاء التدريجي للمحافل الماسونية يتزايد بعد أن كان تدريجياً منذ عام النكبة في 1948 فانسحب الكثير من الأعضاء الماسون خاصة من المصريين والبريطانيين والأجانب أصحاب الوظائف المهمة في الجيش البريطاني كما انسحب بعض المسئولين في الحكومة المصرية وآثر الأجانب مغادرة البلاد وممارسة النشاط الماسوني في بلادهم و استمرت الحال هكذا حتي أزمة السويس 1956 عندئذ بدأت المحافل الماسونية الأجنبية في التوقف عن النشاط في مصر أو إنهاء النشاط العلنى لها إلا أن المحفل الأكبر المصري كان لايزال عاملاً ويريد الاستمرار وبالتأكيد كان يحاول تأمين نشاطه بأي وسيلة حتي وإن كان ذلك بالتنازل عن شخصيته التنظيمية وتسجيل نفسه كجمعية تابعة للدولة وكان يأمل أن تتركه الدولة ومحافله ليمارس النشاط كعهد الماسونية بالدولة منذ بداية الماسونية نشاطها في مصر في القرن التاسع عشر لذلك تقدم المحفل الأكبر الوطني المصري بطلب «رقم 1425» إلي وزارة الشئون الاجتماعية حسب الأصول الإدارية المتبعة كي يسجل عشيرتهم في وزارة الشئون الاجتماعية المصرية فطلب منهم المسئولون تطبيق قانون الجمعيات عليهم. وعند ذلك رفضت إدارة المحفل الأعظم تقديم سجلات بأعمالها إلي وزارة الشئون الاجتماعية لأنه يتعارض مع السرية التامة التي هي من سمات الماسونية منذ إنشائها وعند ذلك قررت الحكومة المصرية إلغاء الجمعيات الماسونية في مصر في 16 أبريل 1964 وعلي رأسها المحفل الأعظم وهو ما دفع الحركة الماسونية بعد ذلك للعمل تحت الأرض
عودة للأحداث الراهنة
ربما كانت العودة لهذا التاريخ لازمة لتوضيح ما نحن بصدده فالحركة الماسونية تنظر لمنطقة الشرق الأوسط على أن مصر بوابته كما أن فكرة السيطرة على هذه البقعة من العالم تسيطر بشدة على الفكر الماسوني الذي يضع شعار الهرم المصري المقلوب شعارا له ويعتبر نفسه في رحلة طويلة إلى أن يعود إلى بناءه الأعظم في مصر وهو الهرم الأكبر
في سبيل ذلك سنري عديد من الأشياء التى تبدو لنا غامضة لكن بعد ما عرضناه لكم يمكن أن تصبح كثيرا من الأحداث والشخصيات مفهومة بعض الشئ عن ذي قبل
فمثلا: هل يمكن أن يجزم أحدا بأن جورج إسحاق كان ومازال يسيطر على حركة كفاية؟ هل يمكن أن يخبرنا أي عضو من الحركة كيف تأسست تنظيميا أم أنها حركة فوجئ الجميع بها تخرج من العدم دون أن نجد لها قيادة حقيقية وحتى من يظهر على السطح يرفض أي ألقاب تدل على قيادته لها لكنه يحتفظ فقط بلقب (المنسق العام) لأن الحركة نفسها لا تعرف من أسسها ولا من يديرها
أيضا إذا ما نظرنا إلى شخصيات تصعد لسطح العمل السياسي وسط تحالفات غير مفهومة يمكننا أن نرى أثر أصابع الماسونية دون أن نري الأصابع نفسها ففي حالة مثل حالة أيمن نور نجد أن الرجل لا تاريخ له وحتى تاريخه الشخصي وأسرته يكتنفها كثيرا من الغموض أشرنا له في مقال سابق على هذا الموقع لكن الرجل حصل على الدكتوراه بطريقة غير مفهومة وأصبح صاحب ثروة لا نعرف من أين أتت وساعده الإخوان رغم أن الأمر يحمل شكلا من أشكال الخلاف الفكري لمنطلقات الإثنين لكن يبدو أن ما يجمعهم قيادة تحكم الإثنين وتجيد اللعب بجميع اللاعبين
أيضا إذا ما نظرنا لحالة مثل حالة الدعم الإعلامي غير المسبوق الذي حصل عليه البرادعي وشعار النظارة الذي يحمله والأفكار المطاطة التى يحملها وتجاوب الإخوان معه على الفور لوجدنا كثيرا من الشك حول من يحكم ويدير الإثنين
الماسونية ومحاولة قلب نظام الحكم
لا نحاول أن نحمل على ثورة تونس التى تحير كثيرين لكن بعض المعالم التى ظهرت من خلال شكل السقوط المدوى للجهاز البوليسي القادر في هذه الدولة خاصة أنه مهما قيل عن حجم وعدد المتظاهرين في الشوارع فقد عرفت تونس تظاهرات واحداث ربما كانت أكثر عنفا وأكثر إنتشارا لكن هذه المرة تراجع دور الشرطة بكل أسلحتها للحظات أفسحت المجال أمام الفلول الغاضبة لكن حتى في أحرج اللحظات كنت تشعر أن هناك تنظيما يحكم الحركة في الشارع ويوجهها بدقة نحو إتجاهات محددة لا تخرج عنها
أما بعد سقوط تونس ودخول الجزائر في دوامة من الإضطرابات فإن الهدف القادم والحالي هو تحديدا مصر التى أفلحت الماسونية في وضع كثيرا من الأحداث في طريقها في الفترة الأخيرة بداية من تحركات اخوانية غير مفهومة إلى استعداء من قوى سياسية لا وجود لها على أرض الشارع لكن وجودها محصور في التهييج والتحريض فقط متخذين شعارات قد يتعاطف معها البعض مثل رفض التوريث وشعارات مطاطة أخرى مثل الحرية والمساواة والديمقراطية
كثيرا من الدهشة ستصادفها مثلا إذا علمت أن مظاهرات شهيد الإسكندرية التى حدثت لم يعرف أحدا من المتظاهرين من يقوده خلالها ومن يوجهه ومن حدد موعد 25 يناير كيوم للغضب المصري فنحن إزاء زعيم مجهول لا نراه لكننا نشعر بحركته وتأثيره كما لم نشعر بتأثير أحد من قبل
أما ما يحدث في اللحظة الأخيرة فهو ما تمارسة الماسونية دائما دون أن تملك أي شئ تمسك به فأصابع الماسونية كانت ظاهرة إلى حد بعيد في الفترة التى أعقبت الحرب العالمية الأولي في الدولة العثمانية ولم يتنبه إليها أحد إلى أن سقطت الخلافة العثمانية في شكل من أشكال سقوط أحجار الدومينو كتب عنها كتاب إسمه (أحجار على رقعة الشطرنج) كان واضحا ما إستقرأه الكاتب جيدا فيه لكن الدروس لا يتعلمها أحد فتكررت مرة أخرى في الإتحاد السوفيتى عبر سيناريو فوضوي منظم يجمع بين فوضى الشارع والسيطرة غير المباشرة على الحدث سواء من خلال عناصر على الأرض أو حاليا من خلال نفس العناصر والوسائل الإعلامية الحديثة
واقعة ما قبل الإنفجار
المتابع للأحداث يجب أن يدرك أنه في أحداث تونس الأخيرة ورغم أن الجزيرة لا تتمتع بوجود على أرض تونس إلا أن قناة الجزيرة في لحظة صفر تعرفها وحدها أصبحت لا تغطي سوى أحداث تونس رغم أنها لم تكن تبشر في البداية بأكثر من بعض الإضطرابات ثم أصبح من السهل أن تعرف أن قناة الجزيرة أصبحت توجه مسار الأحداث عبر ضيوفها وتغطياتها الإنتقائية ورسائل الإس إم إس التى تتحرك على شاشتها المباشرة وكانت وحدها موجودة في مكان الحدث إلى أن إنتهى الأمر في تونس
وقبل أن يستقر الأمر في تونس تقدم قناة الجزيرة نفسها خدمتها الكبرى لحركة حماس عبر نشر وثائق سرية للمفاوضين الفلسطينيين تدين السلطة الفلسطينية بأوضح صورة ممكنة وتضعها في موقف ضعف لم توضع فيه من قبل لتصبح الأمور سائرة إلى حالة من حالات الفوضي عندما يتم الإنتهاء من أجندة حماس التى لم تمارس أي رد فعل عسكري تجاه إسرائيل منذ إنقلابها على الحكم ليصبح السؤال المطروح : هل كل ما يحدث صدفة
أما عن مصر
مصر حاليا ندرك جميعا أنها في حالة سيولة غير مسبوقة وهناك إحتقان مفهوم ومعروف ورغم أن الشعب المصري ليس من الشعوب التى اعتادت رغد العيش حتى تثور بسبب الفقر والجهل والمرض إلا أن الإحتقان يمكن أن يتحول إلى إنفجار لأسباب تافهة كخبر يتم تسريبه على طريقة ما حدث في فلسطين أو تغطية إعلامية مكثفة لتجاوز الامن كما حدث في تونس أو ازمة إقتصاية طاحنة كما تم مع نمور أسيا أو عبر حركة تجمع كل ذلك مع تناحر طائفي كما حدث في السودان
كلنا ندرك أن مصر ليست بمنأي عن الأحداث ما لم تكن هي بؤرة الأحداث في الأيام القادمة كما هو متوقع لكن شيئا من التعقل من الشعب وشئ من الحكمة والإستجابات الحقيقية من الإدارة المصرية يمكن أن يكون له دور في تهدأة الأوضاع خاصة أننا كلنا ندرك أن هناك ظلما وقع على كثيرين وهناك حالة من حالات الفقر طالت الطبقة المتوسطة وهناك حالة من تسييس الحكم والشارع مسؤولة عنه الدولة التى تركت الشارع يكسوه الحجاب والجلابيب البيضاء كرمز قوة استخدمتها في كثير من الأوقات كفزاعة لدعاة الديمقراطية
مازال هناك فرصة وإن كانت هوية الشعب قد تغيرت وتحتاج إلى عمل يفرض على وجه مصر كثيرا من العلمانية وكثيرا من الإتجاه نحو يسار الوسط لخلق صمام أمان للمجتمع يقيه شر الوقوع في واحدة من حالات الفوضي المنظمة التى ندرك من يقف وراءها.
* الكاتب مجهول الهوية ولا يهمني شخصيا من هو، قدر أهمتمامي بالمضمون