لماذات سياسية ،،؟؟؟!!!

في ظل ما نشهده في هذا الزمن المغبر حضارةً، الضبابي رؤيةً سياسيةً واجتماعيةً، كتبنا الكثير وتلقينا الكثير من المداخلات والردود، ربما نكون على صوابٍ فيما نطرح، وغيرنا على خطأ، وربما يكون الآخرون على صوابٍ ونحن على خطأ أيضاً، وربما نكون جميعاً على صوابٍ أو على خطأ،،،
هنا سأعتبر نفسي مواطناً لا يدري حيثيات ما يدور ولا نتائجه المتوقعة على كافةً الأصعدة، وعلى كافة شرائح المجتمعات العربية التي تعيش حلماً طالما تمنت تحقيقه، أو تفرض واقعاً يُشبع نهم الجائعين للحرية، أو لا ندري حصاده لها أم عليها، أو تحيا حقيقةً تاريخيةً سوية التكوين ذاتية الصنع أو وهماً يدبره الآخرون على هدوء نار الرؤية الجديدة لمستقبلنا السياسي والاقتصادي، ويرسمه دهاة الشرق والغرب بريشة الدفع المسبق لفاتورة الدم اليومي،،،
من هنا تولدت لدينا "كمتابعين" ومواطنين، عدة أسئلة كلها تبدأ بـِ"لماذا" عسى أن نجد لدى من تفرّغ للولوج في خضم الموج السحري لما يجري على أرضنا البكر، إجابات شافيةٍ وافيةٍ، لا تخضع لشخصنة الرؤية، ولا لعمى التحيز، ولا لانجراف تربة الثقافة السياسية من أعلى قمم الثورة إلى أسفل ارتطام الحلم بالحقيقة، لأننا هنا لن نجد لحلوقنا الظامئة ما يبللها ولو برذاذ المعرفة الأولية،، بل نرجو إجاباتٍ تنحاز للدليل أو للقرينة أو للمنطق البعيد عن الأهواء والتمنيات، إجاباتٍ تنحازُ للإنسان العربي بدون إبراز هويته الدينية، أو المذهبية، أو الطائفية، أو الأيديولوجية، أو الحزبية، أو الطبقية،،، إجاباتٍ تصطف على روابي الوطن انتماءً وعطاءً ولمربى الطفولات، وملاعب الشباب وظلال الرجولة ،،!!

أولاً : لماذا تقوم الثورات في بلدانٍ عربيةٍ كتونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، بينما لا تقوم في بلدانٍ عربيةٍ أخرى كالأردن والسعودية والإمارات وعمان وقطر والسودان والمغرب وموريتانيا، مع أننا نسمع ونقرأ هنا وغير هنا أن كافة الأنظمة العربية تشبه بعضها بعضاً ؟؟

ثانياً : لماذا تدعم جامعة الدول العربية ثورةً في بلدٍ عربيٍ ما "كالثورة الليبية"، بينما تتدخل عسكرياً ضد ثورةٍ أخرى "كالثورة البحرينية" وتسكت عن ثورةٍ أخرى في بلدٍ عربيٍ آخر "كاليمن" ؟؟

ثالثاً : لماذا تتدخل القوات الأجنبية وتساند بعض الثورات العربية إعلامياً وسياسياً وعسكرياً بحجة حماية المدنيين "كالثورة الليبية"، ولا تساند ثوراتٍ أخرى ؟؟

رابعاً : لماذا يُبرِز الإعلام ثورةً عربيةً ما ويتابعها ويغطيها لحظةً بلحظةٍ، كالثورة الليبية والسورية، بينما يعتم على ثورةٍ أخرى كالثورة البحرينية ؟؟

خامساً : لماذا نجد انسجاماً إعلامياً بين فضائياتنا العربية وبين الفضائيات الغربية في التغطية والتعتيم على السواء، فلا نجد إعلامنا يغطي ثورةً ما والإعلام الأجنبي يعتم عليها، أو العكس ؟؟

سادساً : لماذا بعض الثورات سلمية، بينما البعض الآخر مسلحٌ ؟؟

سابعاً : لماذا تفتقد الثورات العربية للقيادة النخبوية التي تخطط وتدبر لنجاحها ؟

ثامناً : لماذا لا تملك الثورات العربية برنامجاً سياسياً واجتماعياً مستقبلياً لإدارة أمور البلاد بعد الثورة ؟؟

تاسعاً : لماذا لا يسبق الثورات العربية حملات تنويرٍ وتوعيةٍ وتثقيفٍ وطنيٍ ثوريٍ يعلم الثوار طرق التعاطي قبل الثورة وخلالها وبعدها مع كافة الأمور الملحة والمهام القادمة، كما حدث مع الثورة الفرنسية مثلاً ؟؟

نرجو نحن المواطنين أعلاه، المشنوقين بحبل الفكر والحريات أن نجد عند من لديه القدرة على الإجابة، إجاباتٍ مناسبةٍ ودقيقةٍ تعبر عن التناغم مع الصراحة والموضوعية، والعقلانية والصدق مع الذات أولاً ثم مع الآخرين، وأما من ليس لديه القدرة فنأمل أن ينضم إلينا ويعلق ذاته على حبال الأسئلة، وشكراً سلفاً لتكبيدكم عناء الإجابة، ولنا مع الإجابات تعليقاتنا عليها واستفساراتنا التي ستدخل إلى قلب الإجابات، فربما تتولد أسئلةٌ أخرى من الإجابات ...!!!