مسمار جحا وعصير الرمان في زمان الصور والأحزان
خاطرة وعبرة
كان يا ما كان في قديم الزمان فئة ظهرت فجاة لفترة محددة يا ولدي الناضج . كانت هذه فئة تجتمع في شوارع عاصمتها مرة هنا ومرة هناك ...فمر جحا عليها وقال من انتم
قالوا نحن فئة قليلة العدد والمدد . يا جحا فقال لماذا انتم هنا وتصيحون وتهتفون عند دواركم ؟؟ وتصرخون والعرق يرشح منكم من كثرة الصراخ ... قال احدهم نحن
نناضل كما ترى هنا ... فضحك جحا .
وقال جحا لقد خرجت من التو من منزلي بعدما شاهدت قناة الجزر وسمعت ما قلتم فأحببت ان اتاكد ...
قال الولد : يا ابي وماذا فعل جحا ؟
الوالد يا بني الناضج : فكر قليلا وسـألهم . ولماذا هنا اليس لكم نادي لفئتكم .لتجلسوا وتناقشوا مطالبكم فيه كأشخاص في الزمن الحديث . أما رغبة الظهور على الجزر هي التي دفعتكم
نحو الشارع ؟
فقال احدهم : ولما لا نحن نطالب بحقوقنا .
فقال جحا انا اتيت من الزمن الاقدم لكم ولكن عرفت في زماني مجالس القوم واهل الرأي والمشورة . ولم ارى مثل هذا المشهد ؟؟؟الذي يثير الاستغراب .
قال احدهم : ولما لا نحن نقف في الشارع ونتحدث ونصرخ .
فقال جحا : اتعرف لما الومكم انتم يقال عنكم فئة تعلمنا وما جزاء الاحسان إلا الإحسان . ولكنكم اليوم فقط تنفعلون . او ربما صور على الجزر تفرح النفس وتزيل الهم والحزن . فنحن في زمن الصور.
فصرخ احدهم في جحا : ماذا ماذا تقول ؟
فقال جحا من انت : قال عصير الرمان .
قورا تذكر جحا اسمه فقال نعم قرات انك فصلت عن فئتك الاولى وقرأت انك شخص كنت تنفعل عليهم بمواقف تخالف ربان السفينة . وقرأت عنك انك استخدمت نفسك امام فئتك الاولى
سامع ثم ناطق فماذا نطقت ؟
قال عصير الرمان ماذا ماذا ؟
جحا : بسيطة جدا ومنطقية كنت فترة مع اولئك الذين اكرموا كل فرد بفئاتهم ولكن سارعت نحو نزع جلدك الى اولئك لان نزع الجلد ربما يتناسب مع فصول السنة .
عصير الرمان : ياجحا كيف عرفت ذلك ؟
جحا : لانك تكتب عن من أكرمك واحسن ضيافتك واعتبرك معه يناقشك وتناقشه بطريقة حوارية ومنطقية وحضارية تكتب عن من استضافك في سفينته ... كل ذلك تلاشى الان عندك... ولكن السفينة ماضية وربانها يقودها فلا بأس ان يغادرها ستة او عشرة ربما الحمل كان ثقيلا ... فخف الحمل قليلا لكي تستطيع ان تسير السفينة بإمان نحو شاطيْ الأمان.
عصير الرمان : كلامك منطقي ولكن دعني اوضح لك ؟
جحا : لا اريد توضيحا فعلك سبق قولك نشكرك فلقد احسنت النزول لإن السفينة ستكون اسرع واكثر أمانا . إنما أستغرب من هؤلاء الذين يقفون في الشارع ولا يفكرون بمنطق الفعل
كيف قبلوا بمن كان عند اهل الإحسان والإخاء وأهل المنطق والروية وأهل العطاء وأهل القلم والمعرفة ومصابيح الفكر والعلم ؟؟؟
والله يقولوا لاتبخسوا الناس أشياءهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عصير الرمان: كيف عرفتني ياجحا .
جحا : لقد قرات انك مسمار جحا تستخدم كل مرة في حائط ... ارفق بنفسك انت وهم .
عصير الرمان : لماذا ؟
جحا : ما دخل الرفق في شيء إلا زانه .
قال الولد الناضج : يا ابتي لقد تذكرت شيْ قاله المسيح عليه السلام الوعاء ينضح بما فيه .
الوالد : يا بني ان المسيح عليه السلام أحسن لتلاميذه واكرمهم ولكن كان بينهم من سلم رقبته لليهود الغادرين .
وان اخوة يوسف عليه السلام حسدا من عند أنفسهم فعلوا به ما فعلوا وهم اولاد يعقوب عليه السلام الكريم بن الكريم بن الكريم .
واعرف يا ولدي إذا طعنت من الخلف فإنك بالمقدمة .
اشكرك ايها الوالد الفاضل على ما منحتني من وقتك قصتك جعلتني اكثر راحة وبداخلي ابتسامة لإن الصلح مع الذات للذات في زمان الأحزان وعصير الرمان . هو الذي يجعلني اتجنب ان أكون مسمارا لإي حائط كان .
من :
الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة