قال وعيناه تطفح بالدموع:
ـ إنني أعيش مواتاً مختلفاً عن الموت
ـ كيف ذلك والموت هو الموت.!
ابتسم بحسرة ساخرة وأردف:
ـ أصعب الموت أيها الغريب هو الموت اليوميّ..!
... داهمتني دهشة غريبة، فأنا لا أعرف غير موت واحد، هو ذلك الموت الذي يضع حدّاً نهائياً لحياة أي مخلوق.. لكنه أردف بحسرة:
ـ الموت اليومي هو الموت الأصعب، وهذا الموت يا صديقي قد يأتيك في لحظة تشعر فيها أنك انتهيت، وأنك تكاد تفقد حتى أقرب الناس إليك، وأنك أصبحت عبئاً على الآخرين تشكّل عجزاً بنظرتك وتفكيرك، وأن أحداً لا يستطيع أن يستوعبك أو يفهمك، أو أنك تخطئ بحق الآخرين دون أن تدري أو تقدّر بينما نواياك صافية كما الحليب، ثم لا تجد أن أحداً يسامحك.
تمنيت في تلك اللحظة أن يُنهي الله أجلي قبل أن يصل بي العمر إلى موت يومي..
ع.ك