بعون الله تعالى سيكون لنا جولة ثالثة عبر منبر مركز العلوم التخصصي في دمشق قسم الإبداع الأدبي عبر محاضرة: تقنيات الخطاب الحدبث.
حيث قدمت في المركز الثقافي في حي الميدان بدمشق، وفي مؤتمر اللغة العربية السابع بدبي، وهذه المرة الثالثة من يوم الاثنين القادم بإذن الله.
وقد خطر في ذهني إفراد بحث آخر عن مساوئه، أعرض لنبذة منه هنا لأهميته وتأثيره على المتلقي بقوة:
(إعلان المحاضرة ):
https://www.facebook.com/fursanomfer...type=3&theater
تقنيات الخطاب الحديث 2 د. ريمه الخاني
عود على بدء ونتم الجزء الأول من تقنيات الخطاب الحديث، إلى مساوئ الخطاب الحديث:
- فكرة خاطفة عن الخطاب الحديث القسم الأول.
2-ماذا نعني بمساوئ الخطاب الحديث
3- اقتراحات وآراء.
2-نعني بمساوئ، مؤثرات تصدر عن الخطاب، تؤدي لآثار سلبية هدامة.
ومن أهم انواع الخطاب السلبي، العنف الإعلامي في الخطاب، وقد ذكرت الباحثة سهاد كروي مبينة ان المنبر الأعلامي منبر غير شعبين بل موجه من جهات لها أهداف وغايات مبطنة، ولايد للجماهير فيها ولاتأثير ن بل هي المؤثرة ن وهي مهمشة في كل الأحوال ، حيث يمارس عليها عمليات غسيل دماغ مموهة لايكشفها إلا النخبة المثقفة وزمرة قليلة نخبوية.
ويوضح ياس خضير البياتي، خصوصية في الخطاب الإعلامي وتلوثه وتطرفه:
إن البيئة العربية ملوّثة بظواهر سلبية فإنها أنتجت ظواهر سلبية في الحياة الإعلامية والاجتماعية والثقافية، أبرزها على الإطلاق اختفاء دولة المواطنة وظهور دولة المواطن الواحد والحزب السياسي الواحد والطائفة الواحدة. إذ أن المواطن فيها تابع لحلقة أضيق بوضوح هي تبعيته لجهة دينية أو سياسية أو طائفية أو قومية، وهو قد لا يتبع حتى جهته، لأن هذه الانتماءات تختزل المجموع في حزبها وفي زعامتها وطائفتها، وتضع هؤلاء بديلا عن الجمهور، وبالتالي سيجد أتباع الجهات الأخرى أنفسهم مدفوعين برغبة عارمة في الانفصال أو الاحتراب أو العنف مع هذه الدولة، لإنشاء كيانات خاصة بهم، تحفظ كيانهم وهويتهم.[1]
إنه خطاب إقصائي بامتياز، يكون طريقا لتمزيق مجتمع كامل، بل أخطر من ذلك بكثير ويكمل ياس:
إن العنف بأنماطه المتعددة المادية، والرمزية، واللفظية والخطابية، هو جزء لا يتجزأ من الأنساق السياسية والدينية والأيديولوجية والاجتماعية والثقافية.. الخ، في المجتمعات الإنسانية، ومن ثم تنتج أشكالاً متعددة ومركبة من الاستبعادات والإقصاءات لفئات وشرائح اجتماعية وقومية ولغوية ودينية ومذهبية، وعرقية، ومناطقية عديدة. يترتب على الإقصاءات والاستبعادات السياسية والثقافية والدينية والسياسية تراكم الإحباطات، والإحساس بالظلم، والحقد والكراهية، والغضب لبعض العناصر المستبعدة. إن التراكمات النفسية والاجتماعية والسياسية المحبطة قد تولد في إحدى مراحل تطوّرها دوافع عدوانية، ومن ثم إنتاج مركب من العنف الذي قد يتخذ وجوهاً احتجاجية أو تمردية أو إرهابية أو فوضوية بما يؤدى إلى المساس بأهداف بشرية أو رموز أيقونية للقوة السياسية، أو الدينية أو الاقتصادية لدولة ما، أو جماعة عرقية أو قومية أو لغوية، أو قادة سياسيين، أو كتاب وصحافيين ومبدعين، أو أشخاص عاديين يتحولون إلى أهداف بشرية لأعمال العنف، والإرهاب لإشاعة الرعب والخوف المعمم. [2]
فعلا: فالحديث عن الإعلام لا يمكن فهمه بطريقة أحادية الجانب، فهو نسق مرتبط بالأنساق الأخرى السياسية والاجتماعية والثقافية، مثلما هو مرآة لكل الأنساق، بل هو الأخطر في بنائها، وهو الأداة في بناء العقول وتغيير الاتجاهات .
ويؤيد الفكرة الإقصائية ، وتغيير الاتجاه الفكري الباحث محمد محفوظ قائلا:
يشهد خطاب العنف والإرهاب حضوراً مكثفاً على صعيد الخطاب الثقافي والإعلامي في الكثير من المجتمعات العربية والإنسانية.. والمتأمل في طبيعة العلاقة بين الذات والآخر يتجلى هذا الخطاب في الكثير من جوانب هذه العلاقة. وفي الحقبة الأخيرة اتخذ هذا الخطاب شكله الأقصى في التهديد الذي يحمل في جوهره بعداً إرهابياً وتخويفياً.. بحيث كل طرف ينشد عبر حمولته العنفية نفي الآخر وتدميره التام.. ونظرة واحدة إلى تجارب الممارسة العنفية، يثبت أن كل هذه التجارب والمقولات العنفية تستهدف تدمير الآخر المختلف والعمل على إنهاء حضوره ووجوده.[3]
[1] من
من دراسة بعنوان : خطاب العنف والتطرف والإعلام العربي [2]
من دراسة بعنوان: خطاب العنف.. مقاربة أنثربولوجية [3]
الخميس 26-10-2018