تبقى هذه الأرض لمن يبقى !!
محمد ناصر نصار
خمس وستون عاما وما زال شعبنا يتجرع مرارة الإحتلال ويشتته اللجوء القسري ويدفع ثمناً لخلافات وأطماع لقوى إستعمارية ساهمت بإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين الإسلامية العربية التاريخية ، ودعمت هذه القوى الدولة العبرية بكل مقومات الوجود بين المحيط العربي الشعبي والمعادي لوجود هذه الدولة الشاذة عن البيئة العربية والطبيعة الشرقية فإسرائيل ذات القوميات المختلفة والمتكلمين بإثنا عشر لغة من حول العالم فتظهر كل الشذوذ في قلب الوطن العربي ، فإسرائيل دولة غرست في قلب الوطن العربي لتكون موطئ قدم للقوى الإستعمارية التي تهدف للسيطرة على المنطقة وبسط نفوذها وتطبيق سياساتها .
إن الحقيقة المرة التي إكتشفها المواطن العربي الشريف أن النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني لم يكن الغرب وحده الذي ساهم في اقامة هذا الكيان فبريطانيا وعدت ونفذت وفرنسا دعمت والاتحاد السوفيتي اعترف وأمريكا مولت ، و بعض زعمات العرب قد خانت هذه هي الحقيقة المرة التي تجرعها أحرارا العرب رغم أن الشرفاء الذين جائوا من مصر وسوريا والسعودية والعراق ولبنان والسودان والأردن ليفدوا بدمائهم أولى القبلتين و ثالث الحرمين الشريفيين والذين جادوا بما ملكوا من سلاح ودماء نصرة لفلسطين رغم ما كان يحاك في الظلام من بعض قادتهم الذين سلموا وتنازلوا وفرطوا ، وإن الذي حصل قبل خمس وستين عاماً قد نجده يحدث اليوم بنفس الأحداث لكن بتغير الشخوص والاسماء ، قد لا نسرد الأحداث التاريخية بالتفصيل والتوضيح لكن هي النظرة التي تحيط بالماضي وترصد الحاضر لتتنبأ بالمستقبل .
فالمستقبل المشرق هو لفلسطين التي لن يثني شعبها القتل و البطش والتجويع والإعتقال عن نزع حريته وتحرير أرضه مهما كلف الثمن وهذا بمساندة الشرفاء من الأصدقاء والإخوان العرب والمسلمين المؤمنين بحق الشعب الفلسطيني في الحرية وتقرير مصيره ، اما من ظلم هذا الشعب ولا زال يناصر إسرائيل فرهانه هو الخاسر فالأرض الفلسطينية تلفظ كل خبيث وغريب مهما تجانس الغرباء بلون أرضها وسرق تراثها وخيرها فإسرائيل لا عمق تاريخي ولا ديموغرافي لها ووجودها لا ثبات له كالزئبق المرهون بجدار من الحاميين من الدول الغربية و بعض الأنظمة العربية التي تعتقد بخلود إسرائيل هاهنا لكن المستقبل القريب سيثبت أن إسرائيل ستذوب مع الزمن من الداخل والخارج لتبقى هذه الأرض لمن يبقى .