ظلامٌ، غير دامس
لم يكن الوقت ليلاً
كما لم يكن نهاراً
بيده مصباحٌ، لم يشعله
لأن كل من حوله لم يشعلوا مصابيحهم
سيقان البنايات تكره تشابه لونها مع لون الطريق المعبد
القمم النامية للبنايات مبتهجة لاتحاد لونها مع لون الفضاء
جذور البنايات مدفونة
لا أحد يضمن تنفسها بحرية
شَدَّ الحنينُ الحضارةَ للعودةِ لبداياتها
صمتت الضوضاء التي تصدر عن كل آلة
لم يكن لوقع الأقدام على الطريق صوت
تناوبت أصواتُ ذكورٍ عالية، مع أصوات ذكورٍ خافتة
طُويت سجلات الولادة
ولم تظهر علامات المنشأ على السلع
زعم الكثير بمعرفة الحقيقة
حاول الكل تسويق زعمه
لا أعمار للناس
ولا وجوه لهم
أطوالهم وأحجامهم متفاوتة
بدوا عن بعد كأنهم خلفية لوحة لم تكتمل (الرتوش)
بصوت عالٍ: إنها سلعة ممتازة، وهي من ماركة معروفة
إن مستوردها رجلٌ معروف باستقامته
وبصوت خافت: احذرها إنها مغشوشة
وصاحبها أحد أسباب التخلف
تاه الأزواج عن زوجاتهم
فحرارة أجسادهن القليلة لم تعد تعينهم على التعرف عليها
طالبت النساء بالمساواة
لكن مع مَن؟
يشعل شابٌ مصباحه من بعيد
وينادي:
من أراد أن يتبعني، فليشعل مصباحه
لنهزم الظلام
كان أول المجيبين لندائه
فأشعل مصباحه
لكن المياه الزرقاء كانت قد احتلت حيز عينيه
فلم يتمكن من معرفة هوية الشاب