نسخة إهداء خاصة
بفرسان الثقافة وأديبتنا الباسقة أخيتي في الله والوطن والعقيدة
أ. ريمة الخاني


تهانينا تعازينا / ياسر طويش

"لأنك أنت ياوطني".



وماذا بعد ياوطني
أماجفت مآقينا

أما ضاعت مصالحنا

أما: شلّتْ أيادينا

أما قُضّت مواجعنا
أما ناحتْ أغانينا

أما
وقصفت أعمارا
وعن عظم تشفّينا

وعن جسد تبعثرنا
وعن روح تعرّينا


بحاضرنا الذي تندى
له جبهاتنا شينا

فسل عنا بني الجولان
أو
لبنان أو سيينا

وسل تشرين يعرفنا
فقد كنا شواهينا

إذا اذكرت
ياوطني
فابكي حرقة حينا

أما حولتنا مزقا
أتشمت في
أهالينا

أما يكفيك ياوطني
الذي فظّعته فينا

تهجرنا,
تشتتنا
على الطرقات ترمينا

لتنهشنا كلاب الكون
في الرمضاء تشوينا


وتعلم أنك الأغلى
بحاضرنا وماضينا

فيا وطني كفاك كفى
كفى
موتا وتكفينا

كفى ذبحا كفى قصفا
كفى غبنا وتخوينا

كفى زهقا كفى
سفحا
كفى بوحا وتضمينا

كفى دلسا كفى فتنا
كفى حشدا وتخزينا


كفى يكفيك ياوطني
كفى ضاقت روابينا

سل الأجداث إن نطقت
لكم
طرحت ...جثامينا

سل الأرحام هل عقمت؟
أم أنك لست تعنينا!


فياوطني الذي أهدى
لنا أغلى أسامينا

الذي يبكيك يبكينا
الذي
يضنيك يضنينا

الذي يشقيك يشقينا
الذي يخزيك يخزينا

الذي يبكيك
أو يضنيك
أو يشقيك ...يدمينا

الذي يصليك بالنيران
أيم الله
...يكوينا

فما هذا الذي يجري
بربك في أراضينا

فحسبنا فيك ..حسبنا
فيك
رب الكون ... يكفينا

لقد ماتت ضمائرنا
بلى: ثكلت
أمانينا

فعذرا منك وا حزني
تقبلها تهانينا

إليك اليوم ننحرها

نقدمها قرابينا

إليك بعرسك الدامي
تهانيننا
..تعازينا


لأنك أنت ياوطني !