الجحيم العربي!!!!!!!! للشاعر : عبد الرحيم محمود



يا تونس الخضراء ضاع بياني

ورميت في نوءٍ شذا شيحان

لما نفيتِ الشعر في جمر النوى

ورفضتِ أن آتي إلى بستاني

ماذا جرى لعروبة قانونها

أن يمنع العربي من شطآني

أن تمنع الفيزا ويقصى شاعر

وللأجانب لهفة الإخوان

لو فرنسوني ليس يلزم فيزة

أو أمركوني كنتِ لي أوطاني

يا تونس الأحرار ماذا قد جرى

الصد حظ الشاعر العدناني

من جاء من باريس تفتح تونس

لمجيئه قلبا كما الذرعان

يا تونس العشاق لا ذاق الهوى

من يحرم العشاق من ألحاني

أنا لحن حب لايمل سماعه

والنحل في زهري وفي أغصاني

لو فرنسوني هل تُرى قد وافقوا

أن ألتقي قرطاج أو تلقاني

يا تونس الثورات إني عاتب

أنّي أعامل مثل لصّ جان

وأصد عن قرطاج ثم يصدني

ذاك السفير ويشطبوا عنواني

بئس الحروف إذا تذل لجاهل

وتصير سجنا دونما سجان

لو كنت أشقر والعيون تلونت

لون المياه لفزت بالأحضان

لكنني وعروبتي بشقائها

وسمت بسمرتها فبتّ أعاني

لكنني وعروبتي في أعيني

من تونس أعطى لظى الحرمان

والحاكم العربي حرم أرضه

لليعربي وذل للشيطان

والحاكم العربي يسلخ شعبه

في عزة عن سائر العربان

يا من يقايضني بكل عروبتي

جنسية لمشرد بلقاني

حتى أزور بغيرفيزا أرضنا

من بصرتي حتى حمى تطوان

للإنجليز بلادنا مفتوحة

ويجوب كل ترابها الألماني

وأرى ابتسامات الجنود تحوطه

ويرحبون وقد أتى إخواني

لكنني إن كان قلبي ينتمي

للقدس أو إن كنت من عمّان

أو مصر أو شام العروبة والندى

أو كنت من بغداد أو سوداني

عبس العساكرينظرون بريبة

ويحاصرون بشكهم إيماني

قلمي من الخشب الذي في حده

حرف ولكن دونما أسنان

لا تبحثوا في أحرفي يا سادتي

والحب في حرفي وطوع لساني

والعشق لحني في جميع دفاتري

أوتاره قد ذُوبت ببياني

من يمنع العصفور من تغريده

فوق الغصون وأجمل الأفنان

إلا غبيا بالجهالة عمموا

رأسا وذقنا واكتسى بهوان

لا تجعلواحرفي يسافر عكسه

فتكون سهما من لظى بركان

أنا قد يئست من العروبة وانتهى

عشقي لغسان كما عدنان

وكرهت أني بالحجاز جدوده

ولدوا وماتوا إرثهم أشقاني

حملوا لكل العالمين ديانة

وتسطرت بدمائهم أزماني

أنا نسل شيخ في العراق ضريحه

باز الإله الأشهب الجيلاني

قد عطر الدنيا بذكر خصاله

بدر تجلى في حمى الرحمن

يا رمل مكة قد كرهت عباءتي

وكرهت أني مسلم جازاني

يا من يبدل بالعروبة لكنة

منها سترفع تونس من شاني !!

يا من يفرنسني فكل عروبتي

قد فاقها لو ووزِنَتْ فلسان !