بسم الله الرحمن الرحيم
أمُّ المؤمنين أمُّ سَلَمة رضي الله عنها
د. ضياء الدين الجماس
لَمَعت لآلئُها تضيء يراعا = فأضاءت الأفلاك والأصقاعا
بيراعها نظمت ثمين مصاغها = لحقت بها أحلى النجوم تباعاً
كالنهر يدفق بالجواهر ثغرها = صاغت بها حِصْنَ القصور دفاعاً
رَوَتِ المئاتِ منَ الحديث بصدقها = أرست بها متنَ الحصون قلاعا
رَسَختْ بمركبها صواريَ سورةٍ = رَفعت بها للعالمينَ شراعا
وَسِعتْ بعقلٍ راجحٍ كلَّ الدّنا = جَمَعتْ به حسنَ الخِصالِ جماعا
يا هندُ قد نلتِ العلا ببصيرةٍ = أضْحَت لحاملها هدى ومتاعا
يوم الحُدَيْبِيَة استبانَ ضياؤها= لما تشتت الجبالُ ضَياعا
كادوا ليعصون الرسول بغفلةٍ= رفضوا التحَلُّلَ موقدين صراعاً
فأنرتِ ضوءَكِ كي ينير ظلامهم = وهزمتِ من وحش النفوس ضباعاً
ذبحَ الرسول هديَّة من هدْيه = وبذا تعقَّل جَمْعُهم وأطاعا
كادوا ليبتعدوا عن الهادي عمًى = لكنهم رجعوا إليه طواعا
حَلَقوا الرؤوس رضًا وأشرَق بدرُهم = عاد الرشاد إلى القلوب سِراعا
ياربِّ فارفع أمّنا بمقامها = واغدق عليها رزقها إمتاعا
==============
أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية المخزومية من السابقين الأوّلين المهاجرين ، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة، ثم إلى المدينة المنورة وظلت معه إلى أن توفي سنة 4 ه إثر جرح لم يندمل منذ غزوة أحد، فتزوجها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وكانت أم سلمة ذات رأي سديد، فأخذ برأيها يوم الحديبية حين لم يرض الكثير من المسلمين عن بعض شروط الصلح، وكان رأي أم سلمة بأن لا يكلم الرسول ، صلى الله عليه وسلم ، أحدًا حتى ينحر ويحلق، فقام ونحر وحلق فقام أصحابه ينحرون ويحلقون. وقد روت أم سلمة المئات من الأحاديث النبوية ، وتربى أولادها في المسجد النبوي ومنهم عمر وزينب من رواة الحديث الشريف، وتوفيت أم سلمة في المدينة المنورة ودفنت في البقيع عام 59هـ ( وقيل 61 أو 62هـ) فكانت آخر أزواج النبي ، صلى الله عليه وسلم، وفاة.