تعدد الزوجات في نظر بعض المثقفات السعوديات
قرأت التعقيب الذي تفضلت به الأستاذة ليلى الشهراني،والذي نشر تحت عنوان (الحمد لله إن الدنيا لسى بخير يا شنقيطي )،وبعد شكري لها .. لا أجدني أختلف اختلافا يذكر مع ما تفضلت به .. إلا المثل الذي ختمت به تعليقها وهو :
"لا تضرب المرأة بالعصا بل اضرب المرأة بالمرأة" {الرسالة رقم (612)}.
وهذا المثل موجود في أكثر من منطقة،وسبق لي أن دخلت في حوار – قبل عقد من الزمان – حول فكرة المثل،مع الدكتورة نجاح الظهار،وهنا أجد الفرصة سانحة لأجدد شكري لله – سبحانه وتعالى – أن نجاني من (التوحد) فلازلت أرى بعض علاماته في طريقة تفكري .. فالحمد لله،كما ينبغي لجلال وجهه ولعظيم سلطانه.
سبق لي أن كتبت،في مستهل سياحتي في كتاب الدكتور جلال أمين(ماذا علمتني الحياة)،هذه الأسطر :
( لابد أن أشير – أيضا- إلى مسألتين مهمتين – من وجهة نظري- الأولى أنني استمتعت جدا بقراءة الكتاب،والثانية أنني أشعر أن لديّ بعضا من عادات المصابين بمرض (التوحد)!! إذ يقال أن (التوحدي) لا يرى الغابة،غابة .. بل يراها شجرة .. شجرة !!! ووجه الشبه بيني وبين (التوحديين) أنني حين أقرأ كتابا فإن الجزئيات الصغيرة تلفت نظري،وأتوقف عندها بتمعن!!! لذلك سوف أبدأ ببعض الملاحظات التي أظنها سوف تثبت وجهة نظري.).
لا أستطيع تصور أن يرتدي رجل (بشته) ويتطيب ثم يذهب إلى منزل (مسلمة) ليخطبها بسبب أن زوجته (نكدت) عليه!!! لا أقول الله يجعلها تنكد عليه .. بل لعلها تكون مثل زوجة الرئيس الأمريكي – الذي ذكرت الأستاذة ليلى قصته – وتقذفه بفنجال القهوة أو الشاي !!!!!
بنات الناس مجرد (عصا) يؤدب بها رجل ما زوجته!!!!!!!
بطبيعة الحال يفترض أن تكون هناك (معادلة) أو أسباب تدفع بالرجل إلى أن يعدد.
بما أن سيرة (التعدد) فُتحت .. فهي فرصة لأذكر وجهة نظري في هذه القضية،التي غرقنا في بحر،بل محيط من الكتابات عنها .. من الدفاع عن ذلك التشريع الرباني ،ضد (المستشرقين) إلى أن انتقلت عدوى الاحتجاج عليه إلى المسلمات .. وخلاصة وجهة نظري تتلخص في التالي :
التعدد أمر (أباحه) الله – سبحانه وتعالى – وهو حل رباني لكثير من مشاكل المجتمع ... وهذا الحل أفسده الرجل،ثم الرجل،ثم المرأة ... ولعلي أفتح هنا قوسين لأذكر (علي بن غدير – إماراتي – 78 عاما،تزوج "40" امرأة،وربما أكثر. ومحمد سلطان – سوداني – يناهز الثمانين،تزوج "23"امرأة،وخلف الكعبي – بحريني – 73 عاما،تزوج "23"امرأة أيضا {مجلة الشروق الإماراتية العدد 87 في 2/12/1993م} كما أنك أصبحت تسمع شابا لم يستطع أن يحصل على زوجة بعد .. ومن أمنياته أن يتزوج اثنتين أو أكثر!!.. وقد علق أحد الفضلاء على خبر قرب وصول شغالات مغربيات إلى السعودية،علق قائلا ... نتزوج منهم ونرتاح!!!!! وأهمس له : أحمد ربنا أنك لست شنقيطيا!! فلو قال شنقيطي (ونرتاح) لوجد أم العيال في بيت أهها (حردانة) كما يقول إخوننا الشوام .. في انتظار هدية وولمية قيمتين!!!).
إضافة إلى هذا الأمر (البديهي) .. أعتقد أن التعدد مسالة تقتصر على دائرتين فقط : الرجل وزوجته والمرأة التي ستصبح شريكة لهما،والدائرة الثانية تضم أولاد الأشخاص الثلاثة المذكورين ..
ختمت الأستاذة (ليلى) تعقيبها بالقول :
(وإن كنت أنا نفسي لا أحب التعدد وأقول "اللهم حوالينا ولا علينا").
فأسأل الله – سبحانه وتعالى – أن يبعد عنها وأسرتها كل شر،وأن يرزقهما السعادة .. على ذكر موقف هذه المثقفة من التعدد،سبق لي – سنة 1420هـ - أن كتبت موضوعا تحت عنوان (تعدد الزوجات بين الرفض والقبول)،في ست حلقات،نشرت جريدة المدينة المنورة بعض تلك الحلقات وأهملت البعض الآخر ... ومن ضمن ما نشرت الحلقة الرابعة .. (في هذه الحلقة سوف نستمع إلى آراء بعض مثقفاتنا في تعدد الزوجات،وقبل أن نلج إلى ذلك لابد أن نشكر "المجلة العربية"والتي دأبت على طرح السؤالين التاليين عند إجرائها حوارا مع بعض المثقفات السعوديات.
*لماذا تخاف المرأة من تعدد الزوجات؟!!
*عندما تضمن المرأة عدل الرجل،ويكون لديه من الأسباب ما يكون سببا في ارتباطه بأخرى،هل تسمح المرأة – عند ذلك – للرجل بالارتباط بأخرى؟
بطبيعة الحال تباينت الإجابات،ولكننا نلاحظ وجود خطوط بارزة في تلك الإجابات :
*هاجس العدل
*رغم أن المرأة دائما ما تتهم الرجل المعدد بالأنانية،إلا أن بعض الإجابات أبرزت أنانية المرأة.
*بعض الإجابات ارتدت رداء (الرومانسية) فتحدثت عن نصف قلب الرجل،وأن الزواج بأخرى دليل على عدم حب الزوجة الأولى... إلخ.
*بعض الإجابات اتجهت إلى أن التعدد شيء أباحه الله (فمن هي حتى تسمح أو لا تسمح) كما قالت الدكتورة فريدة آل مشرف.
والآن دعونا "نقرأ" إجابات المثقفات على السؤال الأول :
*لماذا تخاف المرأة من تعدد الزوجات؟
الدكتورة أمل الطعيمي : ( هي لا تخاف التعدد،بل تخاف الاعتباط في تحقيقه واستغلال الترخيص به){عدد شهر رجب 1419هـ}.
الأستاذة جهير المساعد : ( لأنها تفقد الأمان،المسألة مسألة إحساس خفي يطغى على السلوك .. ذلك الإحساس الذي يحتلها،فترى نفسها معزولة على الرف! أو منتهية تاريخ الصلاحية ! هو ليس خوفا بمعنى الكلمة،هو إحباط مكثف .. وأحيانا المرأة لا تخاف تعدد الزوجات غيرة على رجل تحبه،بل هي تخافه حبا بنفسها،فليس سهلا أن تسلب من إنسان ما مكانه ثم أمانه!! تصور رجلا تغني له محبوبته وتقول (أنا حوليه كتير .. أرجوك إوعى تغير)!! هل يقبل على نفسه أن يكون واحدا في الطابور بين الكثيرين! كذلك هي المرأة تحس وتحب وتخاف،ولا نستطيع أن نجردها من هذه المشاعر الفياضة،إلا إذا أردنا أن نتصورها حجرا أو صخرا!! هي لا تخاف التعدد .. تخاف المصير وتقاوم الإحساس بأنها أصبحت نفايات امرأة لم تعد تصلح في حياة رجلها غير للشفقة أو للزبالة !! أكرمكم الله.){ عدد شهر جمادى الآخرة 1417هـ}.
الدكتورة جواهر عبد العزيز آل الشيخ : ( في مجتمعنا بالذات خوف المرأة له دوافع كثيرة،لأن كثيرا من الرجال – هداهم الله – نظروا للجانب الذي يريحهم فحسب،وتجاهلوا المحاذير التي شددت عليها الآيات القرآنية العظيمة،حتى أن منهم من ينسى زوجته الأولى تماما بل وأبناءه منها.){ عدد شهر جمادى الآخرة 1415هـ}.
الدكتورة دلال الحربي : ( لأنه يقطع مساحة من دائرة نفوذها.){ عدد شهر ذو الحجة 1417هـ}.
الدكتورة عزيزة المانع : ( تخاف أم ترفض؟!){ عدد شهر جمادى الآخرة 1414هـ}.
الأستاذة فاطمة العتيبي : ( لأنها تخاف الرجل.){ عدد شهر ذو القعدة 1413هـ}.
الأستاذة فاطمة محمد القرني : ( لسوء استغلال "بعض"الرجال لإباحة التعدد،وعبثهم المرفوض في اللجوء إليه،مدعين أنهم يستفيدون من مرونة الإسلام وسماحته،والإسلام بريء من تصرفات بعضهم المتجاوزة للعدل،ولو ضمنت المرأة عدل الرجل ورأت أن لديه من الأسباب ما يبرر احتياجه للارتباط بأخرى،فلا أحسب أنها ستقف عائقا في طريق رغبته تلك لأنه أمر أباحه الإسلام،ومعلوم أنه لا يجوز لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم،هذه قناعة إيمانية ومن تحرص على تمام إيمانها لا تملك إلا القبول ومواجهة الموقف بحكمة وتعقل ووعي.){ عدد شهر رمضان 1413هـ}.
الدكتورة فريدة آل مشرف : ( تخاف المرأة تعدد الزوجات لأنه يهدد أنانية الذات لديها وحب التملك،ولضعف إيمانها،ولمعرفتها بأن أغلب الأزواج لا يعدلون بين زوجاتهم.){ عدد شهر جمادى الأولى 1414هـ}.
الدكتورة فوزية البكر : ( لأن المرأة تعشق الرجل بشكل كلي فيصبح محور حياتها الذي تدور حوله،بعكس الرجل الذي يعتبر الزواج أساسا مكملا لأدواره الأخرى في العمل والمجتمع والأسرة.){ عدد شهر ربيع الآخر 1414هـ}.
الأستاذة مريم الغامدي : ( من ميل الرجل إلى واحدة على حساب الأخريات،من عدم عدله"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم"){ عدد شهر جمادى الأولى 1413هـ}.
الأستاذة منى الذكير : ( قال سبحانه (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) آية النساء وهذا ما يخيف المرأة،الرجل عندما يتزوج بأخرى قد يعدل ماديا وجسديا،ولكن يظل القلب خارج نطاق السيطرة وتظل المرأة دوما ساعية إلى امتلاك من تحب قلبا وجسدا.){ عدد شهر المحرم 1417هـ}.
الدكتورة موضي النعيم : ( تخوفها من فقدان مكانتها عند زوجها.){ عدد شهر رمضان 1417هـ}.
الأستاذة ناهد باشطح : ( لأنها تخاف المشاركة في الاهتمام!! قضيتها مع الرجل تعطشها الدائم للاهتمام والتعدد بالتطبيق الخاطئ يفقدها هذا الإحساس بملكية الرجل){ عدد شهر شعبان 1413هـ}.
الأستاذة نجوى غرباوي : ( بعد خوض هذه التجربة المريرة صدقني سوف أسهب في الإجابة){ عدد شهر شوال 1413هـ}.
الدكتورة هند الخثيلة : ( المرأة لا تخاف التعدد،ولكن بعضا منهن قد ترفضه،لأنها تتألم على تلك المشاعر الهشة التي ربطت تاريخها مع من له القدرة على أن يسرف في مشاعره!! والبعض تراه على أنه مقياس لمكانتها وحظوتها عند الزوج،وربما تزهو بنشوة التحدي وتتباهى بالحظوة. وعلى أية حال التعدد له ظروفه وأسبابه التي يصعب تقييم الحكم فيها و عليها،وإنما نلتزم جميعا بما ورد في الكتاب والسنة في هذا الخصوص.){ عدد شهر شوال 1415هـ}.
انتهت هذه الحلقة،والتي نُشرت بجريدة المدينة المنورة،العدد رقم 13314 في 20/6/1420هـ.
رغم مرور أكثر من عقد على نشر هذا الموضوع،إلا دهشتي من حديث الأستاذة جهير المساعد،عادت لتطل من جديد!! وسبق لي أن كتبت – أكثر من مرة – عن مدى تقديري لقلم الأستاذة (جهير)،لذلك كانت دهشتي كبيرة من (المنطق) الذي استعملته (أنا حوليه كتير .. أرجوك إوعى تغير)!! وجعل (شرع) الله – سبحانه وتعالى – قضية يقاس فيها .. وعلى الأغاني العاطفية!!!!!!! كما أن الألفاظ التي استعملتها تصيب بالدهشة هي الأخرى (نفايات امرأة) و(زبالة) وانتهاء تأريخ الصلاحية!!!!!!!
نتجاوز هذه الدهشة .. كما سنجاوز – بسبب الإطالة – إجابة المثقفات على السؤال الثاني – في الحلقة الخامسة – ونعود إلى الحلقة الثالثة.. وقد اشتملت هذه الحلقة على بعض الأخبار،التي تضمنت قيام بعض النساء ب ممارسة (تعدد الأزواج)!!!!!
(القاهرة – أ . ف . ب : تمكنت زوجة شابة من الجميع بين زوجين قرابة عام كامل دون أن تثير شكوك زوجها الأول){جريدة الجزيرة العدد 9039 في 23/2/1418هـ}.
وهذا خبر آخر :
(القاهرة –"الحياة" : أمر المحامي العام لنيابة جنوب الجيزة بحبس سيدة تدعى صدقات إبراهيم جمعت ستة أزواج في وقت واحد،واعترفت بأن أزواجها الستة موزعون بين محافظات الجيزة والمنية والإسكندرية والقاهرة والبحيرة وبني سويف،وأنها تزورهم جميعا بانتظام){ جريدة الحياة العدد 12248 في 24/2/4/1417هـ}.
إلى الهند .. ( باتسيري "الهند" – رويتر : السيدة يومغاتي في السابعة والثلاثين وأم لسبعة أطفال .. لكنها في الوقت نفسه تلبي طلبات زوجين،تمارس المرأة في هذه المنطقة نوعا غريبا من تعدد الأزواج حيث تقترن بأكثر من رجل وغالبا ما يكون أزواجها إخوة وقالت يومغاتي وهي تبتسم في خجل"إنني سعيدة بهذا النظام إنه جيد ولا أشعر بأي ندم لكنها حياة شاقة".){ جريدة الحياة العدد 12212 في 18/3/1417هـ}.
نعود من الهند إلى مقالة كتبها الدكتور سلمان بن سعيد،تحت عنوان (نار الغيرة وعذاب الشك)،وقد ختمها بما يلي :
(وأختم بكلام(شعر) قالته امرأة (غيارة) تحب زوجها ويحبها : لكنه متزوج بأخرى لذا تعيش في جحيم مع غيرتها وشكها،تقول تلك المرأة :
ليت(..) عامل معروف *** وخلا المرة تاخذ ثنين
أحب هذا وذا يشوف *** لأجل أذيقه حر ما فيني
وقول الشاعرة هذا ليس حبا في الرجال وتعددهم،ولكن رغبة في إذاقة زوجها (من نفس الكأس) تعبيرا عما في خاطرها من نار الغيرة وعذاب الشك){ جريدة الرياض العدد 11006 في 20/4/1419هـ}.
أولا : المحذوف بين القوسين من الأصل.
ثانيا : أليس غريبا أن تكون المرأة الوثنية مقتنعة وراضية بعادات قومها والمرأة المسلمة ساخطة من (أمر) أباحه خالقها؟!!
ختاما : الإسلام دين (الوسطية) ... وهذا خبر نشر تحت عنوان "تخطب لزوجها ودموع الفرح في عينيها!!":
(الأحساء – عبد الله القنبر : لم يصدق أهل العروس أنفسهم أن السيدة التي تقف أمامهم بثقة تامة إنما جاءت لتخطب كريمتهم لزوجها واعتبروا في البداية أن الأمر لا يخلو من المداعبة.
وقالت الزوجة الشابة عن هذه المغامرة من جانبها بعد إلحاح أهل العروسة لتكشف لهم السر الحقيقي وراء هذا الأمر كشرط أساسي لقبول زوجها عريسا لابنتهم .. أعتقد أن الأمر ليس فيه غرابة فالحب لا يعني التملك ولكنه الإيثار والتضحية للآخرين وإني لا أريد لزوجي أن يكون أقل من أشقائه فمعظمهم لديه زوجتان أو أكثر وزوجي ليس بأقل منهم شأنا!!
على الفور اقتنعت الأسرة بوجاهة أسباب الزوجة وأن ابنتهم ستكون زوجة سعيدة مع"ضرة"تتميز بهذه الروح الفريدة من العطاء (..) وفجأة تنخرط الزوجة في البكاء فيقوم الزوج ووالدته في تهدئتها فتعود البسمة على محياها مرة أخرى لتعلن للجميع أن هذه ليست دموع الحزن ولكنها دموع الفرح لزوجي){جريدة المدينة العدد 9529 في 1/1/1414هـ = 21/7/1993م(إبريل شهر أربعة!!!) }.
روى وكيع عن سفيان أن رسول الله صل الله عليه وسلم خطب امرأة فبعث عائشة رضي الله عنها تنظر إليها فجاءت فقالت :
ما رأيت طائلا،فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :
"لقد رأيت بخدها خالا اقشعرت كل شعرة منك"قالت : يا رسول الله ما دونك ستر. {عن كتاب "تحفة العروس"للتيجاني،وخرّج الحديث محقق الكتاب "أبو هاجر" :
(أخرجه الخطيب في تاريخه (1/301) – بلفظ مختلف – وعزاه السيوطي في جمع الجوامع لابن عساكر،وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصفهان (2/188) من نفس طريق الخطيب. وأخرجه ابن سعد في الطبقات(8/115) طبعة التحرير}.

وصلّ الله على سيدنا محمد وآله الأطهار،وزوجاته الطيبات الطاهرات، وصحبه الكرام.

أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 13/10/1432هـ
Mahmood-1380@hotmail.com