أجراسُ العودة – رد على الشاعرين نزار وتميم
قَدْ كانتْ فيروزٌ متفائلةً فغنَّتْ ( اليومَ اليومَ وليسَ غداً00 أجراسُ العودةِ فَلْتُقْرَعْ ) ولكنَّ شاعرَيْنا العظيمَيْنِ نزار قباني وتميم البرغوثي كانا وغَيْرَ مَلومَيْنِ مُتَشائِمَيْنِ حِيالَ قَرْعِ تلكَ الأجراسِ 00 ولا لومَ عليهما لأنَّ نزاراً قالَ قصيدَتَهُ وهو يرى الزَّحْفَ المصريِّ السَّاداتِيِّ إلى تَلِّ أبيبٍ 00 فَرَدَّ عليهِ شاعرُنا المقاومُ تميمٌ البرغوثيُّ 00وهو أكثرُ تشاؤماً 00 وحُقَّ لهُ ذلك 00 كيفَ لا ! وهو يرى الصمتَ والتخاذُلَ العربيَّ حيالَ غزّةَ الجَّريحةَ المُحاصَرَةَ .
وأنا إذْ أَرُدُّ عليهما بقصيدتي هذه أنحني إجلالاً وإكباراً أمامَ هامتيهما الشعريةِ والعربيةِ المقاومة .
وأستميحُهُما عُذراً إنْ كنتُ أكثرَ تفاؤلاً منهما 00 وكيفَ لا وأنا أرى انتصارات المقاومة الإسلامية اللبنانية الأبية 00 تَرْدُفهُا انتصاراتُ غزّة بمقاومتها المشرفة 00 وأرى تلكَ الانتصارات تُتَوَّجَ بانتصارِ سوريا بصمودها ووحدتها قيادةً وشعباً 00 فهاهو الزحف العالمي من كلِّ حَدْبٍ وصوب على أبواب سوريا الصمود 00 سوريا الإباء 00 سوريا القائد الخالد حافظ الأسد 00 سوريا البشّار المُفدّى 00 يقفون ليعلنوا بأعلى الصوت 00 أنهم ما استطاعوا ولن يستطيعوا تجاوز قلعة الصمود وبوابة السلام سوريا 00 سوريا القيادة والشعب :
أجراسُ العودة

*****
قَدْ قُلْتَ تميمٌ يا مُبْدِعْ
قولاً عَذْباً لكِنْ مُفْجِعْ
ونِزارٌ ما قالَ جُزَافاً
أجراسُ العودةِ لنْ تُقْرَعْ
فزمانُ عزيزتِنا فيروزٍ
زمانُ القاداتِ الخُنَّعْ
***
زمنُ السّاداتِ وقافلةٍ
مِنْ أَزْلامِ العُرْبِ الأُمَّعْ
لكِنْ هذا ماضٍ فَرَّ وما وَدَّعْ
ماضٍ ولَّى ولنْ يَرْجَعْ
ماضٍ ولَّى ولنْ يَرْجَعْ
***
انظُرْ برغوثيٌّ يا مُبْدِعْ
انظُرْ ذاكَ الجَّيْشَ الصُهْيونيَّ
الجيشَ المَوْصْوفَ بِجَيْشٍ لا يُرْدَعْ
***
أَتَراهُ وَقَدْ أَوْمَأ نصرُاللهِ بإصْبَعِهِ
كيفَ تَقَهْقَرَ وتَصَدَّعْ
أَتَراهُ وَقَدْ أَضحى
مِنْ صَرْخَةِ طِفْلٍ غَزَّاويٍّ يَفْزَعْ
***
هذا الجيشُ وَإنْ سانَدَهُ كُلُّ الكونِ
لَنْ يَصْلُحَ بعدَ الآنِ
ولَنْ يَنْفَعْ
***
أَعْطَوْنا دَرْساً مِنْ قَبْلٍ
فنَظَرْنا الدرسَ بِمِجْهَرِنا
وعَمِلْنا فيهِ المِبْضَعْ
تَشْريحاً00تأويلاً
تَحْليلاً مُدْقِعْ
***
فَعَرَفْنا كيفَ هزيمَتَنا كانَتْ
وعَرَفْنا الحَلَّ الأَنْجَعْ
وعَرَفْنا كَيْفَ نُصَنِّعُ
مِنْ أَحْجارِ القُدْسِ المِدْفَعْ
***
عَرَفْنا كيفَ يَكُوْنُ الضَّرْبُ المُوْجِعْ
فَغَدَوْنا كَالأُسْدِ نُباغِتُهُم
نَقْذِفُهُمْ...
نَحْرِقُهُمْ
مِنْ بَيْنِ أَظافِرِهِمْ نَطْلَعْ
***
عُذْراً بَرْغُوْثِيٌّ ونِزَارُ
وَخُذَا منِّي الْقَوْلَ الأَرْوَعْ :
***
هذا أَسَدُ الشَّامِ
ونَصْرُ اللهِ
وغَزَّةْ
ناصَرَهُمْ أحرارُ العَالَمِ أَجْمَعْ
صَفَعُوهُمْ
دَحَرُوهُمْ
قَضُّوا مَرْقَدَهُم والْمَضْجَعْ
***
عفواً برغوثيٌّ يا مُبْدِعْ
لا أَمْرِيْكا وَإهُوْدٌ
لا أَنْذَالُ الْعَالَمِ أَجْمَعْ
يُمْكِنُهُم إِلْقَاءَ القَبضِ
على
أَجْرَاسٍ غاضِبَةٍ تُسْمَعْ
أَجْراسٍ
لِلْعَوْدَةِ ما زالَتْ تُقْرَعْ
أَجْراسٍ لِلْعَوْدَةِ ما زالَتْ تُقْرَعْ
***

بقلمي : المحامي منير العباس ( الأخطل الحمصي )