طَيَّب ..
..
كتبتها فيَّ و أهديها :
لأخي د. جمال مرسي لأنني أرى فيه ذاتي
و لكم لأنكم طيبون و تستحقون كل محبة و تقدير
,,,
أَيُّها القَلبُ ؛ حاصَرَتكَ الضَّغائِـنْ
بَعدَ أَنْ عِشتَ لِلمَحَبَّـةِ سـادِنْ
طَيِّبٌ أَنتَ - يا أَنا - لَستُ أَدرِي
لِمَ أَشقَى ؟ وَ لَستُ مِمَّنْ يُداهِنْ !
كُلُّ قَفرٍ مَـرَرتُ فِيـهِ ؛ تَدَلَّـى
بِالعَناقِيـدِ كَرمُـهُ ؛ كالجَنائِـنْ
وَ تَثَنَّـتْ زُهُــورُهُ بِـأَرِيـجٍ
وَ تَناسَتْ جَفافَها فِـي المَدافِـنْ
كُـلُّ وُدٍّ رَعَيتُـهُ ارتَـدَّ نـارًا
وَ شُواظًـا مُسَلَّحًـا بِالمَـعـادِنْ
كُلُّهُمْ بَعدَ كُربَتِي ؛ لَيتَ شِعـرِي
بِانهِيارِي عَلَى الصُّرُوفِ يُراهِـنْ
لَيسَ مِنهُمْ سِوَى كَثِيـرِ عِتـابٍ
ثُمَّ شَتَّامَ - بَعدَ ذاكَ - وَ لَاعِـنْ
وَ سَفِيهٍ عَلَّمتُـهُ , صـارَ خِبًّـا
مُحكَمَ الكَيدِ ؛ بارِعًا فِي الكَمائِنْ
وَ هَزِيلٍ سَمَّنتُـهُ مِـنْ حُرُوفِـي
أَقذَعَ اليَومَ فِي هِجائِـيَ ماجِـنْ
وَ سَعِيـدٍ بِنَكسَتِـي ؛ وَ غَـرُورٍ
وَ ظَنِيـنٍ بِأَنَّنِـي قَـدْ أُهـادِنْ
وَ أَنا الصَّـادِقُ الوُعُـودِ تَرَفَّـع
تُ عَلَى كُلِّ مَنْ تَنَكَّـرَ ؛ خائِـنْ
لَستُ أَرجُو المَدِيـنَ رَدَّ حُقُوقِـي
فَأَنا الجُودُ ؛ ما تَباهَيـتُ دائِـنْ
غَيرَ أَنِّي بِرَغـمِ طِيـبِ صِفاتِـي
بَينَ جَنبَيَّ مـارِدُ الثَّـأرِ كامِـنْ
أَطَأُ الهامَ إِنْ ظُلِمـتُ ؛ لَعَمـرِي
وَ أُشَظِّـي جَماجِمًـا بِالمَحاجِـنْ
لِخَصِيمِي سَنابِكٌ مِـنْ هَياجِـي
وَ لِخِلِّي سَبائِـكٌ فِـي الخَزائِـنْ
خَبِّرانِي يـا صاحِبَـيَّ : أَحَـقٌّ ؟
فَـقْءُ عَيـنٍ بَرِيئَـةٍ بِالبَراثِـنْ !
أَمْ مِنَ العَدلِ ؟ ضَربَـةٌ تَتَحَـرَّى
صُحبَةَ الخَيرِ فِي صُنُوفِ القَرائِنْ !
سِمَةُ الغَـدرِ لَـمْ تَعُـدْ تَتَخَفَّـى
فَأَبُوهـا بِجُـرأَةٍ صـارَ بائِـنْ !
وَ عَوَى الذِّئبُ مِـنْ وَراءِ قِنـاعٍ
ثُمَّ أَلقـاهُ ؛ فاتِكًـا بِالدَّواجِـنْ
أَيُّ دَهـرٍ ؟ ظِبـاؤُهُ قَتَلُوهـا !
فَمِنَ الحُلمِ أَنْ تَرَى فِيهِ شـادِنْ !
أَيُّ ذَنبٍ ؟ إِذا الطُّيُورُ تَغَنَّـتْ !
خَنقُوها ! فَأَعدَمُوا كُلَّ لَاحِـنْ !
زَمَنُ الطِّيبِ أَصبَحَ الآنَ نَسيًـا !
وَ غَدا الغِشُّ سِيَّدًا لِلمَحاسِـنْ !
وَ ضَمَيرُ الأَنـامِ نـامَ قَرِيـرًا !
فِي قُلُوبٍ تَمَطَّطَتْ كاللَّدائِـنْ !
فَهَبـاءٌ بَقاؤُنـا بَيـنَ صَحـبٍ
أَضمَرُوا الشَّرَّ كامِنًا بِالجَواشِـنْ !