قلتُ :
جزا الله الكاتبة - والناقلة - خيرا وهذا أمر يستحق التوقف عنده. لم النظر إلى الأمر من زاويتنا - نحن الشياب- نعمة كبرى أن أسطيع إحضار "المقاضي"إن من يشتكي لك يجعلك جزء من حياته بل وقد تكون صاحب تأثير ..أي حين تشتكي البنت لأمها. وهذه زاوية أخرى للأمر لا تلغي الأصل
أبو أشر : محمود
العقوق الصامت : مها نور


يؤلمني جداً منظر أم تجاوزت الأربعين أو الخمسين أو الستين وهي تعكف على خدمة ابنتها العشرينية موفورة الصحة والعافية أو خدمة ابنائها الصغار!.


يؤلمني جداً أن أرى أباً تجاوز الأربعين أو الخمسين أو الستين يحمل ما يحمل من آلام المفاصل والظهر يخدم ابنه الشاب العشريني والثلاثيني الذي لا يفتأ يزمجر ويطالب بحقوقه أو هو من يقوم بشراء مقاضي البيت بدلاً عنهم!.


إن العقوق ليس صراخاً أو شتماً أو رفع صوت على الأم أو الأب، بل له صور أخرى صامتة قد تكون أكثر إيلاماً من صور العقوق الصريحة!.


من البر بأمهاتنا أن لا نستغل عاطفتهن وغريزة الأمومة لديهن في خدمتنا وخدمة أطفالنا!.
وكل ما ذهبنا لمكان ما لعمل أو لنزهة تركنا صغارنا عندها بحجة لم يوجد أحد يرعاهم في غيابنا أو بحجة أن الصغار يكدروا نزهتنا أو بحجة ممنوع دخول الأطفال لمكان ما ثم نذهب نحن لنلهو ونفرح ونترك الأم تعاني مشقة نومها ونومهم فضلاً عن نظافة البيت ونظافتهم.


من البر بأمهاتنا أن لا نخبرهن بكل صغيرة وكبيرة تكدر خواطرنا…
لإن تلك الصغائر ما هي إلا هموم تتراكم في قلوب الأمهات المحبات مسببة لهن من القلق و الألم النفسي والجسدي ما لا يمكن أن يتصوره الشباب والشابات!.


إن نفس الأم وكذلك الأب عند كبرهم تصبح نفساً رقيقة للغاية، تجرحها كلمة وتؤلمها لفتة…
وأشد ما يؤلمهما هو رؤية أحد الأبناء في مشاكل وتعب…هناك مشاكل يمكننا حلها بأنفسنا…
هناك ثرثرة وشكوى فارغة نستطيع أن نبقيها لأنفسنا أو لأصدقاءنا…بِراً بأمهاتنا وآباءنا!.


لنسعدهما كما أسعدونا ونحن صغاراً!.


لنريحهما كما خدمونا وتحملونا في طفولتنا المزعجة ومراهقتنا الثائرة!.


لنضغط على أنفسنا قليلاً من أجلهما كما ضغطوا على أنفسهم كثيراً وحرموا أنفسهم من متع عديدة لكي لا تربينا خادمة أو لكي لا نبقى وحدنا في البيت!.


لنساعدهما على استيعاب جمال التضحيات التي قدموها من أجلنا!.


لنكن ناضجين في تعاملنا مع والدينا…
ناضجين ومسؤولين في السعي وراء طموحاتنا!.


أعمالنا وأبناؤنا مسؤوليتنا وليسوا مسؤولية أمهاتنا وآباءنا!. لقد تعبوا بما يكفي في شبابهم وأدوا كامل واجباتهم ومسؤولياتهم…
وآن لهم أن يستريحوا ويعيشوا في هدوء واسترخاء!.


الأم الستينية اليوم في مرحلة تُخدَم فيها ولا تَخدِم!.
إن الأب الستيني أو السبعيني اليوم في مرحلة قطف الثمار، لا زرع البذور وسقايتها!.


ولابد أن نتذكر دائماً أن آيات البر بالوالدين جاءت عامة ثم مخصصة للوالدين عند كبر سنهما لما يحدث لهما من ضعف وتغيرات نفسية وجسدية لا يمكن أن يستوعبها الشباب غالباً، لذلك جاء التذكير.


قال اللّٰه تعالى:
رمز يدل على انفجار{إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماًً}.


رزقني اللّٰه و إياكم بر والدينا في الدنيا والآخرة.
http://twitmazeed.com/show/5N9