أشعلها العدوان الهمجي على «غزة».. والاحتلال أعلن: «الإنترنت منطقة حرب»!
معارك «إلكترونية» ضارية بين الصهاينة والمسلمين
محمد جمال عرفة
ما أن بدأت حرب الطائرات والدبابات والصواريخ الصهيونية على «غزة»، حتى اندلعت حرب أخرى على الهواء بين نشطاء الإنترنت العرب والمسلمين من جانب، والمواقع الصهيونية من جانب آخر.. ومثلما سقط شهداء وجرحى وقتلى في المعركة الحربية، سقط في هذه الحرب الإلكترونية عدد من مواقع الإنترنت بعد قصف «السيرفر» الخاص بها عن طريق قوات «الهاكرز»، واندلعت حرب «كلامية» وحرب نفسية أخرى بين الـ«بلوجرز» أو «مدوِّني» الطرفين تفوّق فيها الصهاينة نسبياً؛ لأنهم ركّزوا على كسب ود وتعاطف الأجانب (بالأكاذيب) بمخاطبتهم باللغة الإنجليزية، فيما ظلت المدوّنات العربية تركّز على الشتائم والتخوين، وإن نجحت في تحقيق انتصارات مهمة.
عدد كبير من مواقع الإنترنت سقط في هذه الحرب بعد قصف «السيرفر» الخاص بها عن طريق قوات «الهاكرز»
هذه الحرب على الشبكة العنكبوتية ليست جديدة، فهي مستمرة وعمرها من عمر انتشار الإنترنت والمدونات، ولكنها تتصاعد ويشتد أوارها عقب كل عدوان صهيوني على بلد عربي أو مدن فلسطينية، ولكن الجديد هو أن الصهاينة استعدوا لها بقوة هذه المرة، وتعلموا الدرس من حرب لبنان 2006م، عندما استغل النشطاء العرب الجالسون خلف شاشات الكمبيوتر هذه الأجهزة في تعرية المجازر الصهيونية في جنوب لبنان، وشن حملات خصوصاً في العالم الغربي للتوعية بالمجازر الصهيونية، والمطالبة بوقفها والضغط على «تل أبيب»، وهو ما لم يقابَل بزخم أكبر من النشطاء العرب في محرقة غزة الحالية، والذي لاحظت «المجتمع» - من خلال تفقد مواقعهم القتالية على الإنترنت في محرقة غزة - ضعف جهادهم الإلكتروني هذه المرة أو تشتته، ربما بسبب الإحباط الناتج عن رد فعل الحكومات العربية السلبي على المجزرة، أو بسبب حملات الدعاية النفسية الصهيونية التي ركزت على أن هناك حكومات عربية تبارك هزيمة حركة «حماس»، ما أثار بلبلة بين النشطاء، وحوّل «وحدتهم» بشأن نصرة «غزة»، إلى «فرقة» أو «تشرذم»، وانصرف أغلبية النشطاء العرب إلى لغة الشتائم في الأنظمة، دون تقديم حلول ونصرة فعلية للشهداء الذين يتساقطون في «غزة»!!
وعلى العكس أعلن الجيش الصهيوني - بالتوازي مع شنّ عدوانه العسكري على «غزة» - أن الإنترنت «منطقة حرب» بهدف استغلالها في الترويج للأكاذيب الصهيونية ومنع نشر الحقائق بعد التضييق على الصحافة ورفض دخولها «غزة»، وكانت هذه إشارة البدء للمدونين والنشطاء في الكيان الصهيوني ومن يهود العالم المتعاطفين معهم لإطلاق حملة أكاذيب إعلامية ودعاية نفسية في المدونات والمواقع المختلفة؛ لتجميل صورة الاحتلال الصهيوني وعدم خسارته المعركة الإعلامية كما حدث في حرب لبنان. الحرب الإلكترونية حول «غزة» بدأت هذه المرة كالعادة بقصف المواقع، وحقق فيها النشطاء العرب انتصارات ملموسة باختراق مواقع صهيونية، حيث تمكّن قراصنة فلسطينيون من اختراق النسخة الإنجليزية لموقعَيْ صحيفتَيْ «يديعوت أحرونوت»، و«معاريف»، ووضعوا على صفحتَيْهما الرئيستَيْن صور الشهداء الفلسطينيين، وصور تعذيب الأسرى بمعتقل «أبو غريب» في العراق، واخترقوا مواقع حكومية وتجارية «إسرائيلية»، منها موقع «بنك ديسكاونت إسرائيل».
وكان الانتصار الأبرز هو اعتراف الإذاعة الصهيونية باختراق «نشطاء حماس» لبثها، حيث تمكن القراصنة الفلسطينيون من بثّ رسائل عبر أثير الإذاعة تدعو إلى «تصعيد المقاومة في غزة» وتَعِدُ الإسرائيليين بِرَدٍّ «مفاجئ» على المجازر، بل وحدث اختراق حمساوي لترددات اللاسلكي بين جنود العدو والتنصت على مكالماتهم، والتعرف على خسائرهم في المراحل الأولى للحرب، وهو ما رد عليه الصهاينة باختراق تردد قناة «الأقصى» الفضائية التابعة لحركة «حماس» عدة مرات، وبث بيانات تهدد أهالي غزة، أو التشويش عليها، وظهور قناة أخرى للأغاني أو لبيع السيارات محل تردد قناة الأقصى لعدة ساعات في عدة أيام.
«يوتيوب».. و«فيس بوك»!
ولم يكن الفلسطينيون والعرب وحيدين في هذه المعركة، وإنما انضم إليهم قراصنة أتراك ومسلمون من عدة بلدان آسيوية، فمجموعة «أيلديز تيم» التركية الشهيرة اخترقت مواقع «إسرائيلية» وأخرى غربية، منها موقع لإحدى شركات التأمين الأسترالية، وكتبوا على صفحته الأولى رسائل معادية لـ«الدولة الصهيونية العنصرية».
كذلك ظهر الـ«هاكرز» المغاربة على ساحة الصراع الإلكتروني، وذكرت صحيفة «المساء» المغربية أن قراصنة تمكّنوا من اختراق موقعَيْ وزارة المالية ووزارة الداخلية «الإسرائيليتَيْن»، وسعى نشطاء مصريون وعرب لاختراع «يوتيوب» فلسطيني بعنوان «فلسطين تيوب»، على غرار موقع «يوتيوب» العالمي لبث مقاطع الفيديو مجاناً؛ بهدف نشر صور الأطفال الشهداء، ومشاهد المجازر والمحارق الصهيونية، وتوثيق جرائمهم.
وأهمية موقع «يوتيوب» أن الصهاينة يركزون عليه، وعلى رسائل البريد الإلكتروني؛ لجذب أنصار لهم وجلب تعاطف العالم بمزاعم وأكاذيب، تدور حول أن أطفالهم يُقتَلون بدورهم بصواريخ «حماس» وأن المعركة في «غزة» مع «إيران» التي تسلِّح «حماس»، وليست مع «حماس» وحدها، ومن ثم طلب الدعم والصلاة لجنود «جيش الدفاع» الصهيوني، كما جاء في دعايتهم!
وإلى جانب «يوتيوب»، لجأ الصهاينة إلى موقع «تويتر»، وهو موقع للعلاقات الاجتماعية استعانت به القنصلية الصهيونية في «نيويورك» في محاضرات مباشرة على الموقع، مشجعة ومبررة للعداون على «غزة».. وفي إحدى الندوات التي نظمتها القنصلية في «نيويورك» لشرح حملة العدوان على قطاع غزة عبْر برنامج «تويتر»، الذي يخوّل لمستخدمه التواصل والنقاش المباشر مع مستخدمين آخرين، تمكن مستخدمو البرنامج من كل أرجاء العالم من طرح أكثر من 400 سؤال على القنصلية «الإسرائيلية»، وتتبع النقاش أكثر من 3 آلاف مستخدم للبرنامج.
ونفس المعركة انتقلت لموقع «فيس بوك» الاجتماعي الشهير، عبر تدشين العرب والصهاينة لعشرات المجموعات التي تدعم «تل أبيب»، أو «غزة»، وحشد أكبر عدد من الأعضاء.. ولكن الخطورة أن هناك مجموعات عربية (هناك شكوك أن من أنشأها هم الصهاينة) ركزت على فتح أبواب الشتائم والاتهامات المتبادلة بين العرب بعضهم بعضاً، مثل اتهام «مصر» بالتواطؤ لقتل الفلسطينيين، والاستشهاد بتصريحات لرئيس الوزراء الصهيوني يقول فيها: إن حكاماً عرباً اتصلوا به وطالبوه بضرب «حماس»، أو أنهم يُصلُّون من أجل أن تُهزَم «حماس»! (وفق زعمه)، ومثل اتهام حكومة حماس بأنها خاضعة للقرار الإيراني، وهو ما أدّى إلى اشتباكات جانبية «عربية - عربية» غطّت على الهدف الأصلي، وهو مساندة «غزة» وأهلها المستباحين من قِبَل آلة الإجرام الصهيونية!
وهناك شركات دعائية تعمل لصالح «إسرائيل» أطلقت عدداً من المجموعات لحشد رأي عالمي داعم للموقف الصهيوني من العدوان، من بينها مجموعة «ادعم إسرائيل» التي نجحت في حشد نحو 80 ألف شخص حول العالم حتى اليوم، ويزعم القائمون عليها أن «إسرائيل تريد السلام لإسرائيل وفلسطين»، وتقول: «نحن بحاجة لوقف إرهاب حماس»!
حرب مدوّنات
ومثلما دارت معركة بين المواقع المختلفة العربية والصهيونية وحرب الـ«هاكرز»، دارت معركة أهم، ركّز فيها الصهاينة على المدونات (بلوجرز) والبريد الإلكتروني، بغرض تجميل صورتهم وتبرير عدوانهم على «غزة».
وقد ركّز عدد من المدونين العرب والأجانب المتضامنين مع الفلسطينيين على التنبيه على لجوء الصهاينة إلى بريد «جوجل» الإلكتروني كوسيلة لاستقطاب «المتعاونين» في «غزة»، وذلك من خلال المنشورات التي نثرتها طائرات صهيونية، تدعو فيها الفلسطينيين من سكان «غزة» إلى «التدخل للسيطرة على مصائرهم»، وذلك بالاتصال برقم هاتف وبريد إلكتروني على «gmail» للإبلاغ عن أية معلومات قد تساهم في وقف المجزرة ضدهم !!
أما المدوّنون الصهاينة فأكّدوا أنه كلما زاد عدد الشهداء الفلسطينيين كان هذا «إنجازاً للدولة الصهيونية»(!!) وهناك مدونات صهيونية تنضح بالعنصرية وتكشف عقلية الإبادة الجماعية، مثل مدونة «جميل في المقاطعة»، التي خصصها صاحبها للدفاع عن وجهة نظر الاحتلال في العدوان الحالي قائلاً: «عندما سمعتُ أن إسرائيل قد بدأت في قصف قطاع غزة قلتُ لنفسي: أخيراً.. وبعد سنوات عديدة من دون رد على الهجمات الصاروخية التي تقتل الأبرياء، أخذت الحكومة الإسرائيلية المبادرة في تحمُّل مسؤولية حماية مواطنيها»!
وتكشف المدونة أن الصواريخ ودانات المدافع التي يطلقها الصهاينة على «غزة» يوقِّع عليها أطفال «إسرائيليون» بعبارة: «أعزائي الصغار في لبنان وفلسطين.. موتوا بحب.. التوقيع: الأطفال الإسرائيليون»(!!) وأرفقت صوراً لهؤلاء الأطفال الصهاينة وهم يوقعون على دانات المدافع!!
وركزت المدونة في أجزاء كبيرة منها على نشر صور لعدد من المدارس والمباني داخل الكيان الصهيوني تحمل واجهات زخرفية مميَّزة، وذلك قبل وبعد سقوط صواريخ المقاومة عليها، مشيراً إلى ما وصفه بـ«الأثر التدميري» الذي تُحْدِثه؛ في محاولة من المدون الصهيوني لتبرير هدف سلطات الاحتلال المعلَن من عدوانها على «غزة»؛ وهو «القضاء على منصَّات إطلاق الصواريخ في القطاع».
وأكّد الناشط الإلكتروني الصهيوني أن ما ينشره بمدونته يأتي انطلاقاً فقط من حب «إسرائيل» وأرضها، والرغبة في العيش فيها بأمان»!
تبرير الجرائم الصهيونية!
وهناك مدونات - مثل مدونة «يورش» الصهيونية - تطالب بتجاهل العالم الذي ينتقدهم بقولها: «معظم الإسرائيليين يشعرون بأن العالم شديد الانتقاد لـ«إسرائيل»، في الوقت الذي تُمطَر فيه مدننا بالصواريخ على مدى ثماني سنوات ويُخطَف جنودنا.. فلماذا علينا الاهتمام بنظرة العالم إلينا؟».
أما صاحب مدونة «تحليل دوكس» Docs Analysis فقام بالردّ على ما يتردّد عالمياً عن العدوان على «غزة» هذه الأيام، وبرّر السياسات والجرائم الصهيونية، قائلاً: «أولاً: رد فعل «إسرائيل» في «غزة» مبالغ فيه، والرد هو: منذ متى يمكن قياس ردود الفعل العسكرية ضمن معادلات حسابية؟.. ثانياً: إن صواريخ القسّام لا تقتل، والرد هو: إن تلك الصواريخ تقتل أحياناً، كما أن أثرها النفسي هائل.. ثالثاً: إن كل ما يحدث هو بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على «غزة»، والرد هو: إن «إسرائيل» ظلت تسمح بمرور البضائع بصفة دورية رغم الحصار، حتى أنه في اليوم السابق للقصف سمحت «إسرائيل» بمرور عشرات الشحنات المحملة بالمساعدات.. رابعاً: لماذا لم توافق «إسرائيل» على تجديد اتفاق الهدنة؟ والرد هو: أية هدنة هذه وصواريخ «حماس» لا تتوقف؟.. خامساً: لكنَّ حماس انتُخِبت بطريقة ديمقراطية، فلماذا لا تتقبل «إسرائيل» هذا الواقع؟ والرد هو: إنه في الوقت الذي تم انتخاب حماس ديمقراطياً، استولت على «غزة» بالقوة.. سادساً: «إسرائيل» تستهدف المدنيين، والرد هو: (بسخرية) إن أحد أقوى جيوش العالم يبذل كل تلك الجهود ويقذف بآلاف القنابل، ليقتل نحو 50 مدنياً في إحدى أكثر البقاع اكتظاظاً بالسكان!! والجيش الإسرائيلي يحاول بكل الطرق ألا يصيب المدنيين»!! (أعهدتم كذباً أكثر من هذا، بعد أن بلغ عدد شهداء «غزة» أكثر من 1250 شهيداً، نسبة النساء والأطفال بينهم 40% على الأقل؟!)
مدوّنات لنصرة «غزة»
ومقابل هذه الأكاذيب الصهيونية هناك مدونات دشّنها أجانب تنصر الحق الفلسطيني وتدين المجازر الصهيونية، منها مدونة مهمة جداً لمواطنة كندية اسمها «إيفا بارليت» عنوانها:
(ingaza.wordpress.com)، وهذه المواطنة الكندية تسكن الآن «غزة»، وجاءت مع سفينة فك الحصار (الكرامة 3)، والمدونة تتحدّث عن جرائم الاحتلال المروعة، وتكشف بالصور الحية المجازرَ التي تُقترَف بحق الصامدين في «غزة»، وتعرِّي بربرية الجيش الصهيوني الذي لم يُبق على شيء إلا وقصفه، سواء أكان مستشفىً أم مسجداً أم مقابرَ الموتى.. وتنتقد صمت الغرب المتحضر على ما يجري من «هولوكوست» صهيوني!
أما المدونات العربية فلم تقتصر على فضح جرائم الاحتلال فقط، وإنما حملت انتقادات عديدة للموقف الرسمي العربي من أحداث «غزة»؛ حيث دشن عدد من الشبان عشرات المجموعات على موقع «فيس بوك» الاجتماعي الشهير؛ لتقديم أفكار لدعم أهل غزة، منها مجموعات: «أغيثوا غزة بالزاد والعتاد»، و..«بسرعة قبل أن يموت الأطفال جوعاً وبرداً»، و..«تعاطفاً مع غزة»، و..«صوت مصري حر لفتح الحدود مع غزة»، و..«كلنا غزة»، و.. «اللعبة القذرة»، و..«المبادئ لا تتجزأ»، وغيرها.
أيضاً أطلق عدّة مدونين إسلاميين حملة لرفع الحصار عن «غزّة»، مطالبين المسلمين حول العالم بمساعدة فلسطين، ويستخدم هؤلاء المدونون شعارات لنشر الحملة، والترويج لها في فضاء التدوين، وروابط لمدونات أخرى عن «غزة».
وهناك مجموعة من المدونين الإسلاميين من «إيران» تُدعى «بايجا بلوجراي آرزيش»، ومعناها «مدوّنون ذوو اتجاه قويم»، قاموا بجمع 500 رابط على الإنترنت تتناول القضية الفلسطينية، وانتقد هؤلاء المدونون حكومات الدول الإسلامية على صمتها إزاء الأزمة الإنسانية في قطاع «غزة».
واللافت هنا أن مجموعات عدّة مؤيدة لـ«غزة» تعرضت للاختراق من مجموعة قوة دفاع الإنترنت اليهودية (JIDF)، وهي المجموعة التي تصف نفسها بأنها مجموعة احتجاج على محتويات الإنترنت التي تروج للإرهاب على مواقع «فيس بوك»، و«يوتيوب»، و«ويكيبيديا»، و«جوجل إيرث»، و«بلوجر»، ومواقع ومنتديات أخرى على شبكة الإنترنت.
«آلو.. سنقصف تل أبيب»!
ولم يقتصر نشاط المناصرين العرب لـ«غزة» على مواقع الإنترنت، وإنما لجؤوا إلى الاتصالات الهاتفية مع أهل غزة رداً على حملة صهيونية مماثلة لترويعهم.
«آلو.. غادروا منازلكم، سنقصف تل أبيب».. هذه هي الرسالة التي روّج لها نشطاء عرب على الإنترنت، داعين كل عربي إلى الاتصال هاتفياً بصهاينة ومؤسسات داخل «إسرائيل»؛ لبث الذعر في نفوسهم، رداً على القصف الصهيوني الكثيف لقطاع «غزة».
وقد تلقف الرسالةَ العديدُ من منابر ومنتديات الإنترنت العربية ومواقع المقاومة، ضمن حملة إلكترونية تدعو إلى شن حرب نفسية هاتفية على الصهاينة نصرةً لـ«غزة».. وكشف نشطاء على منتديات «البراق» الإسلامية العراقية أنهم أجروا اتصالات بالفعل مع صهاينة، وقال أحدهم في تعليق: «يجب ألا نجعل أحداً منهم ينام الليلة.. يجب أن نرهق الصهاينة بهذه الإنذارات.. ذلك يسبب لهم الإرباك، وخصوصاً في مراكز الشرطة، و«مطار بن جوريون»، و«مطار اللد»، و«الفنادق الصهيونية».
ووفر النشطاء الكود الخاص بتليفونات «تل أبيب»، بينما وفر آخرون أرقام هواتف جهات رسمية أو فنادق في المدينة؛ بغرض إبلاغهم بالتهديدات، مؤكدين أن هناك حالة رعب لدى «الإسرائيليين» بسبب هذه الحملة، ونصح النشطاء العرب مَنْ يتصل بـ«تل أبيب» بأن يقول لهم باللغة العبرية الجملة الآتية: «تسِيؤو مِ باتيخم أَخْشاف.. أَنخْنو نَتْكيف تل أبيب»، أو Get out now.. We are going to bomb Tel Aviv باللغة الإنجليزية، وتعني: «اخرجوا فوراً.. سنفجِّر تل أبيب».
ونظراً لأن صواريخ المقاومة طالت مدناً «إسرائيلية» في محيط «غزة» تبعد 30 أو40 كم، مثل «عسقلان» و«أشدود»، فقد وفر نشطاء أرقاماً في المدينتَيْن، ودعوا المشاركين في الحملة إلى الاتصال بها، وبأرقام عشوائية مشابهة، وطالبوهم - كنوع من الحرب النفسية - بإخبار الصهاينة بأنهم «شاهدوا إرهابياً، أو سيارة مفخخة أمامهم الآن»!
وتبقى المشكلة الكبرى أن أغلبية تفاعل العرب والمسلمين مع «غزة» كان عاطفياً فقط بالتضامن معهم وتوفير المساعدات، في حين كان تفاعل الصهاينة أشبه بتخطيط الحروب؛ بغرض التأثير على الرأي العام العالمي، وإجهاض أي تدخل لإنقاذ أهل غزة من المجازر، وربما إنقاذ الصهاينة لاحقاً من مطاردتهم بتهم جرائم الحرب.
هل أدركتم الآن لماذا قال الجيش الصهيوني: «إن الإنترنت منطقة حرب»، وتعامل معها على هذا الأساس؟!>