((مزحة مع أبو العناتر))
يقول لي :لفافة تبغ لا ضرر فيها لا هدر كلها ليرة سورية....ولا ضرر بهدري عشرات الليرات يوميا ..
ولا مشكلة أبدا بـ 3650ليرة سنويا ..فأنا من بلد المليون مدخن من بين عشرين مليون نسمة في سورية نهدر معا (1مليونx3650ليرة سورية=3.65مليار ليرة سنويا)...
وآخر يقول لي مستطردا أني قد نسيت أن هناك من يدخن أكثر من باكيت يوميا ومن النوع الفاخر وأن هنالك من يطرب بأنغام أم كلثوم برئتيه عوضا عن أذنيه؟!..وأنه ليس هنالك هدر للأدوية التي تصرف لعلاج أعراض أمراض ٍ خلـّفها التدخين في المدخنين من سعال و تحسس و ربو و مرض فتاك يخشون ذكر اسمه ؟!! نعم لا هدر أبدا يا آغا !!
نعم يا أبو العناتر انفث دخانك في الدوائر التي تعج بالموظفين والمراجعين ........ ولا تنسى أيضا في الحافلات أن تجلس بجانب كل عجوز مصاب بالربو فإنهم سيدعون لك كثيرا إن جعلت قبورهم على قارعة الطريق ...انفث دخانك في وجه ذاك الشاب المصاب بالأنفلونزا سيفرح ويضمك ضمة الصديق.
لا تهتم يا باشا إنها امرأة وجنين وكلاهما جنس رقيق أفلا يحتملان رقة دخانك ...انفث ....
انفث يا أبو العناتر في منزلك فأنت أبو العيال السبعة و لولو طفلتك الصغيرة سعالها الخفيف أو الثقيل و دمع عينيها يسيل ليس أبدا من التدخين انفث فأنت أبو العناتر و قدوة لأطفالك السبعة ..
ولا تصدق أحبابك و أقاربك وأصحابك ومعلمك ولا تصدق العلماء فأنت أعلم يا آغا ولا تصدق وسائل الإعلام بأن العلم أثبت كذا وكذا لا تصدق فأنت أعلم بأنه ليس من المعقول لفافة تبغ قد تكون سببا في خسارة الرجولة و العنانة و ولادة طفل معاق أو مشوه أو متخلف ..وأنه ليس من المعقول أنها سبب في اضطرابات النفوس و تصلب الشرايين وأمراض القلب و اللثة و الأسنان و سرطانات الحنجرة و الرئة و المري وغيره من الأمراض المستعصية ...
انك أعلم يا أغا لا ضرر ولا هدر انك أعلم يا سيدي ... لن أتجادل ..صدقني ليس خجلا منك أو احتراما لك أو خوفا من جدال عقيم معك ولكن حتى لا نعطي لهذه اللفافة الوضيعة الوضيعة قيمة قيـّمة و إن شعرت يا سيدي أن كلماتي لاذعة بعض الشيء فالحقيقة أنها دغدغة لتعود إلى سيجارتك مع فنجان قهوتك ؟((روق يا أبو العناتر شو ما بتحمـّـل مزح))...
بقلم فادي شعار
كانت أول كتاباتي في الأدب الساخر وكانت قبل صدور المرسوم الجمهوري في تشديد العقوبة على المدخنين في الأماكن العامة