عندما ذهبنا الى طبيب العظميه لازالة الجبيره عن يد ماسه الصغيره ..كان هناك مرضى في العياده ...ثلاثة شبان ...احدهم ساقه مربوطه ...وثلاثة نساء في الطرف الاخر ...
سالت الممرضه ...هل انتم مع بعض ...فاجابوا ...نعم ..وهنا ذهلت ...
سمحت لهم السكرتيره بالدخول ..وفوجئت بالشابين يسندان الثالث ..الذي وقف عاجزا عن المشي ولم يستطع ذلك الابمساعدة الاخرين ...عمره لا يتجاوز السادسه عشره ...ورافقتهم احدى النساء الاخريات ...وظلت بالانتظار الاثنتين ....ولان احداهن كبيرة في السن ...بل وكانها جدة الشاب ...سالتها ..خير ..مالذي اصاب هذا الشاب ؟ ......اجابت : ................................
(بنظرة المعاتب ...المعاتب على امثالي الذين لم يعيشوا ما عاشه امثال هؤلاء ) ....قناص .....
...............................
فاجأتني الاجابه ....كيف ..ليش ...اصبحت اتساءل ؟ ....قالت : ماذا فعل ...شو ساوى ...طلع عل الاسطوح ...اسناولووه !!!!!!! بثلاث رصاصات ...اثنان للارض والثالثه اخترقت الحوض من الخلف وخرجت من الفخذ الامامي ....ساووله عمليات لاغلاق البطن والامعاء وووو وهلأ صرنا هون .....(هذا كلامها )....نزحنا من بلدتنا وانتقلنا لمكان اخر ولا نستطيع العوده ....ونازلين كلنا والان بدنا نرجع ....(كانت الساعه السادسه مساء ) شوفي ايمتى بدنا نوصل .......
دعيت لابنها بالشفاء ......وادرت وجهي للجانب الاخر ....ليس تكبرا ...وانما لاخفي دموعي التي ابت ان تنحبس كي لا ازيد هموم هذه المرأه ......غمزني زوجي .....بيكفي ....حاجه ....مقضيتيها بكى ........
فوجئت بها تربت على كتفي ...لتسالني .....حبابه منيح هل الدكتور .؟ ..اجبتها خافية دموعي ....نعم ......فقالت ان شاء الله
خرج الشاب مع مصطحبيه .....وسلمت عليي ...وخرجوا جميعهم ....بادئين رحلة العوده الى مسكنهم الجديد .......ترى هل يملكون المال الكافي لكل ماهم فيه ......هل لديهم وسيلة مواصلات .....هل وهل وهل ...وكم من هذا سيتحملون بعد ...وماذا ينتظرهم بعد ؟؟؟؟؟؟
شعرت بكل صفات السوء ...شعرت بالجبن والغباء والضعف والكره لنفسي والكره للاخرين والذل والقهر والعجز ...والفقر ...نعم الفقر ....هؤلاء هم الاغنياء فعلا ..الاغنياء حقا ...
اعذروني ...لاني لم اعد استطيع ان اكتب اكثر ...اتذكر فقط ابتسامتها .........الراضيه