طفلة و حجر
للشاعر الليبي الكبير الراحل / لطفي عبد اللطيف
زَفَّ مقلاعٌ لـ «داوودَ»(1) الخبرْ
أمطر الصبحُ حصًى، نِعم المطرْ
حجرٌ في كفّ طفله
جعل الإرهاصَ حفله
طفلُ يافا، طفل حيفا والحجرْ
علّموا كلَّ البشرْ
أن للصبح انتفاضاً والقدرْ
إيهِ يا غيثُ استمرْ .
****
سبّحتْ في الكفّ هاتيك الحصاةْ
بلغتْ حقَّ الحياةْ
رجمتْ أقنعةَ الكفرِ
و«عُزّى» و«مَناةْ»
هزّتِ العذراءُ نخله
سقط الإثمارُ شعله
فإذا كالجمر في القدس الثمرْ
موسمُ الثورةِ مُرْ
إن ميلادكَ يا طفلُ شهاده
هكذا « » نبيئاً وإراده
وَلَدتْ صَبْرا
وللثأر الولاده
ضمّةٌ من كفّ طفله
أرعبتْ للشرّ دوله
فتحوا الكفَّ الأغرْ
وجدوا قطعةَ حلوى كحجرْ
نعَّرتْها
بدمٍ أسمرَ حُرْ .