درهم وقاية...فن العلاج الصيني
طب
الاثنين 18/12/2006
الدكتور محمد منير أبو شعر
حاولت مختلف الحضارات عبر كل العصور, معالجة الأمراض, وكبح جماحها والحد من انتشارها, حيث ساهمت كل حضارة بوضع لبنات في جدار المعرفة الطبية..
ويعتبر علاج الوخز بالإبر من العلاجات التي أبدعتها وتميزت بها الحضارة الصينية أسهمت, وهذا الموضوع قديم وجديد.. قديم قدم الحضارة الإنسانية, وجديد على أفكارنا..
فرغم أنه نشأ في الصين منذ أكثر من أربعة آلاف سنة, إلا أنه أطل علينا بوجهه الجديد معتزا بنفسه منذ خمسينيات هذا القرن, فأذهل الأطباء والعلماء والناس أجمعين..
تروي الأساطير الصينية القديمة قصة صياد كان يشكو آلاما مبرحة في ساقه اليمنى, وفي أحد الأيام خرج مع صديق له إلى الغابة من أجل الصيد, وأثناء تلك الرحلة أصيب مصادفة بسهم طائش استقر في كعب قدمه التي تؤلمه. وسرعان ما عاد الصياد إلى منزله متكئا على كتف صديقه, ولم يلبث بعد أيام أن شفي من جرحه.
وكانت المفاجأة التي لم يكن ينتظرها.. أنه لم يعد يشعر مطلقا بالآلام التي كانت تلازمه,فما الذي حدث, حتى خلصه السهم من عذابه..?
وهكذا ازداد اهتمام حكماء الصين بهذا النوع من العلاج بعد تلك القصة,وغيرها من القصص الاسطورية المشابهة..
وبدأت أبحاثهم تتطور بشكل أعمق, توصلوا بعدها إلى أن جسم الإنسان يحتوي نقاطا عديدة, وأن وخز بعض هذه النقاط بإبر رفيعة وتركها لمدة معينة من الزمن يعطي شعورا بالراحة, ويزول بعدها الألم, إضافة إلى أنها تحسن من وظائف الجسم الحيوية, وتدعم دفاعاته.
وأخيرا يعتبر الوخز بالإبر علاجا ناجحا و موفقا في حالات مرضية عديدة, مع العلم أن هذه المعالجة لا تسبب أي مضاعفات أو اختلاطات على الإطلاق.
لكل ذلك اكتسب فن العلاج بالإبر الصينية ثقة الطب والأطباء والناس على السواء..
جريدة الثورة