" استئصال اللوزتين دون مضاعفات "
تعتبر اللوزتان جزءًا مهماً من الجهاز المناعى، ومن الطبيعى أن تلتهب اللوزتان مرات عديدة خلال العام، وهو أمر طبيعى لو وصل معدل الإصابة حوالى 5 مرات، وقد انتشر الطلب فى الآونة الأخيرة على عمليات استئصال اللوز، كما لو كانت ليست لهما أهمية، وهذا تصور خاطئ.
وقد يلزم استئصالهما، نتيجة تضخمهما، وهذا الوضع يكون مهماً عند حدوث مضاعفات، إلا أنه قد ظهر فى السنوات الأخيرة أسلوب جديد ومفيد جداً لاستئصال اللوز بأقل آلام ودون نزيف والعودة السريعة لممارسة الحياة الطبيعية.
ويتميز الأسلوب الجديد بإمكانية الاستئصال الجزئى للوزتين وتركهما للقيام بوظيفتهما الدفاعية، علماً بأنه لا يجب استئصالهما إلا عند الضرورة القصوى.
ويؤكد الدكتور أسامة رضوان حجازى استشارى الأنف والأذن والحنجرة أن الجهاز المناعى الذى خلقه الله تعالى للإنسان يقيه من الميكروبات والفيروسات المختلفة، ويعمل بصورة غاية فى الكفاءة والتعقيد، وتقف اللوزتان فى مدخل الجسم كخط دفاع أول وبوابة أمامية للوقاية من الأمراض.
تكوين اللوزتين
وتتكون اللوزتان من نسيج ليمفاوى متعدد ومختلف الأحجام، ومن الممكن أيضاً أن يتضخم هذا النسيج مسبباً أعراضاً مختلفة، ويغطى الجزء المكشوف من اللوزتين بغشاء يحمل أجساماً مناعية أو أجساماً مضادة بداخل الخلايا الليمفاوية باللوزتين، وخلايا تنتج مادة تقوى مناعة الجسم، واللحمية التى توجد خلف الأنف "بالبلعوم الأنفى" هى أيضاً نسيج ليمفاوى به خلايا تساعد على إزالة الإفرازات وتنظيفها، إلا أن تكرار الالتهاب يفقد اللحمية هذه الوظيفة فتتجمع الإفرازات وتتكرر الالتهابات.
وأضاف الدكتور أسامة أن إصابة اللوزتين بالتهاب حاد متكرر أو بالتهاب مزمن أو بتضخم يسبب انسداداً بالمجرى التنفسى.
أسباب التهاب اللوزتين
وأسباب الإصابة بالتهاب اللوزتين ترجع إلى إصابة ميكروبية، وغالباً ما تكون من الميكروب السبحى أو إصابة فيروسية، وتنتقل العدوى من المصابين بالتهاب الحلق واللوزتين عن طريق استخدام الأدوات الخاصة بهم كأكواب الشراب أو الملاعق أو رزاز الكحة أو العطس، علماً بأن هناك بعض حاملى الميكروب السبحى لا تظهر عليهم أى أعراض.
وتسبب الإصابة بالتهاب اللوزتين أعراضاً مختلفة قد تختلف فى الكبار عنها فى الصغار، وتتمثل فى (ألم مع صعوبة فى البلع، فقدان الشهية، ورعشة وارتفاع بدرجة الحرارة اكثر من 38.5 درجة مئوية، وتعب شديد فى الجسم وغثيان وأحياناً قىء ورائحة كريهة بالفم).. وبالفحص نجد تضخماً بالغدد الليمفاوية بالرقبة تحت الفكين بأكثر من 2 سم، وتضخم باللوزتين واحمرارهما ووجود صديد عليهما.
وعند عمل مزرعة نجد الميكروب المسبب فى الصغار يسبب (التهاب اللوزتين، وضيقاً بالتنفس من الأنف، والشخير والاختناق واضطراب النوم، وأحياناً يسبب التبول الليلى اللا إرادى.
ويشخص التهاب اللوزتين بصورة خاطئة، من غير المتخصصين، بالتهاب بالحلق أو كالتهاب بالجهاز التنفسى العلوى أو كإصابة فيروسية، ولابد من التفرقة بين التهاب اللوزتين الناتج عن التهاب ميكروبى، والآخر الناتج عن التهاب فيروسى.. حيث لا يستلزم علاج الأخير بالمضادات الحيوية وغالباً ما يكون الجسم أقل فى درجات الحرارة فى حالات التهاب اللوزتين الفيروسى، ووجود نسبة بسيطة من الصديد على اللوزتين، ويكون المريض مصاباً برشح فى الأنف فى بعض الأحيان، وبتحليل الدم تكون كرات الدم البيضاء أقل لتقييم الإصابة بالتهاب اللوزتين.
ويؤكد الدكتور أسامة على أهمية مراعاة عدد مرات الالتهاب فى السنة فالإصابة ذات الأهمية هى تلك التى تصيب المريض من 4 إلى 7 مرات فى السنة أو 5 مرات فى السنة لمدة سنتين متتاليتين وهناك بعض المضاعفات الناتجة من التهاب اللوزتين خاصة المتسببة عن الميكروب السبحى مثل التهابات الحلق والتهاب الغدد الليمفاوية بالرقبة وتكوين خراج باللوزة والتهابات الكلى خاصة فى الأطفال، وآلام المفاصل، والحمى الروماتيزمية أحياناً، وتضخم اللحمية يسبب ضيقاً بالتنفس والشخير والتنفس عن طريق الفم، وما قد يحدث نتيجة لذلك بتشوه الأسنان والفكين للأطفال ونوبات الاختناق أثناء النوم واضطراب النوم، والتبول الليلى اللا إرادى، والنوم أثناء النهار وأثناء العمل، وقد يتأثر القلب نتيجة لذلك العلاج الطبى ويشتمل على مضادات الميكروبات ومضادات الفيروسات وعلاج الأعراض المصاحبة كارتفاع درجة الحرارة والقئ وآلام المفاصل.
العلاج الجراحى
ويشير الدكتور أسامة حجازى إلى أن الهدف منه هو راحة المريض من الالتهابات المتكررة ومنع حدوث مضاعفات، فإذا لم يتحقق ذلك بالعلاج الطبى أو لم يكن ممكناً فإن الأمر يستلزم علاجاً جراحياً، ففى الأطفال مثلاً (الانسداد الشديد بالمجرى التنفسى، وإصابات الرئة، وحدوث مضاعفات كالتهابات الكلى أو التهابات المفاصل أو تأثير القلب، والالتهابات المتكررة بالجيوب الأنفية، والتهابات الأذن الوسطى، ورشح خلف طبلة الأذن وما يتبعه من ضعف بالسمع، والالتهابات المتكررة بكثرة والتى تعوق الدراسة أو العمل، والتضخم الشديد للوزتين وما يتبعه من مضاعفات).. كل ذلك يتطلب علاجاً جراحياً.
وفى الكبار، هناك أعراض تتطلب إجراء الجراحة مثل (الالتهابات المزمنة فى اللوزتين، ارتفاع ضغط الشريان الرئوى نتيجة اضطرابات النوم الناتجة من تضخم اللوزتين، خراج اللوزتين والأورام).. كل ذلك يستدعى تدخلاً جراحياً.
الأساليب الجراحية
وهناك أساليب جراحية مختلفة ومتعددة لاستئصال اللوزتين ويخضع الاختيار هنا للطريقة الأقل ألماً والأقل نزيفاً أثناء وبعد العملية والعودة إلى الطبيعة فى أقصر وقت وربما أيضاً لتكلفة العملية فيوجد الجراحات العادية واستخدام الكى واستخدام الليزر ولكل منها ما يميزه وما يعيبه.
الطريقة الجديدة
ومن أحدث الطرق هى تلك الطريقة التى تستخدم فيها موجات الراديو radio frequency أو ما يسمى بكوبلاشن coblation، وهى أحدث الطرق لاستئصال اللوزتين واللحمية عن طريق نظرية تأين الخلايا فى وجود محلول ملحى.
وهذه الطريقة أقل ألماً وأقل حدوثاً للنزيف أثناء وبعد العملية، إضافة إلى صغر وقت العملية، ومن الممكن استخدام تلك الطريقة أيضاً لتقليل حجم اللوزتين دون استئصالهما، ومن ثم إخفاء أعراض تضخم اللوزتين، والاستفادة باستمرار وجودهما كجزء من الجهاز المناعى.
وتستخدم الطريقة الحديثة موجات الراديو أيضاً فى علاج أمراض الشخير المتسببة فى تضخم الرفوف الأنفية واستئصال الزوائد اللحمية بالأنف وخلف الأنف وتضخم اللهاة وارتخاء سقف الحلق وتضخم الجزء الخلفى من اللسان وهى مسببات أمراض اضطرابات النوم والاختناق أثناء النوم.
منقووووول للإفادة
عن موقع التمريض الكويتي
http://www.q8nursing.com/forum/showthread.php?t=835