مؤسسات ومركز حقوقية تستنكر استهداف مواقع المخيمات الصيفية التابعة للاونروا وتفرض أن تنصب أية جهة نفسها قيمة على أخلاق وقيم هذا الشعب
غزة / سما / استنكرت المؤسسات والمركز الحقوقية في قطاع غزة اليوم الأحد ما تدمير وحرق أكبر مخيم صيفي تابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) في منطقة الشيخ عجلين غرب مدينة غزة.
واستنكر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة اقتحام مجموعة كبيرة من المسلحين المقنعين أحد مخيمات ألعاب الصيف التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمقام على شاطئ البحر، غرب مدينة غزة، والعبث بمحتوياته وإضرام النار في أجزاء منه، فجر اليوم. وطالب المركز في بيان له الحكومة في قطاع غزة بالمتابعة الجدية لهذا الاعتداء الذي يندرج ضمن حالة الفلتان الأمني وفوضى انتشار السلاح، والتحقيق فيه وتقديم مقترفيه للعدالة.
وقال ان "هذا الاعتداء الذي يندرج ضمن حالة الفلتان الأمن وفوضى انتشار السلاح المستشرية في الأرض الفلسطينية المحتلة" مطالبا " الحكومة في قطاع غزة بفتح تحقيق فوري وفعال في هذا الاعتداء وملاحقة مقترفيه واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم، كما يطالب بنشر نتائج هذا التحقيق على الملأ".
وطالب " الحكومة باتخاذ موقف واضح وصريح بشجبها لهذا الاعتداء وأنها ستتخذ من الإجراءات ما يلزم لتوفير الحماية الكاملة لمؤسسات وكالة الغوث وحماية مرافقها، بما في ذلك المخيمات الصيفية مؤكدا على الدور الهام والرائد الذي تقوم به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين لدعم الشعب الفلسطيني من خلال برامجها المختلفة للاجئين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة وفي مثل هذه الظروف القاسية وما يتعرض له المدنيون من ويلات جراء الحصار وما تمارسه قوات الاحتلال من جرائم بصورة منظمة ومستمرة.
واكد المركز " دعمه الكامل لبرامج وكالة الغوث، بما في ذلك المخيمات الصيفية التي تشكل حاجة وضرورة لأطفالنا من النواحي التربوية والنفسية والاجتماعية، خاصة في ظل التجارب القاسية التي يمرون بها، بما في ذلك ما تعرضوا له من عنف غير مسبوق خلال العدوان على قطاع غزة".
واستنكر المركز " كل المحاولات الرامية للنيل من هذه الخدمات الجليلة وتشويهها وإثارة الشبهات حولها رافضا بشدة " أن تنصب أية جهة نفسها قيمة على أخلاق وقيم هذا الشعب وأن تستبيح من الممارسات والاعتداءات ما ترتأيه، وهو يشكل ذروة الفلتان الأمني فوضى السلاح".
ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان وإفادة حارس المخيم إبراهيم كامل عليوة، ففي حوالي الساعة 2:30 من فجر اليوم الأحد الموافق 23 مايو 2010، اقتحم عدد كبير من المسلحين المقنعين موقع مخيم ألعاب الصيف التابع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الواقع على شاطئ بحر غزة، في منطقة الشيخ عجلين، غرب مدينة غزة. اعتدى المسلحون على حارس المخيم بالضرب بواسطة أكعاب البنادق، ومن ثم قيدوه واستولوا على هاتفه النقال، وشرعوا بالعبث بمحتويات المخيم وتمزيق جدرانه المصنوعة من القماش، وأضرموا النار في معدات المخيم المجهزة لاستخدام الأطفال. وقبل مغادرتهم المكان، قام أحد المسلحين بوضع رسالة وثلاث رصاصات في جيب الحارس المقيد، تحتوي على تهديد لثلاثة مسئولين في الوكالة، من بينهم جون غينغ، مدير العمليات. وفي حوالي الساعة 5:00 صباحاً وصل المشرف على الموقع برفقة أحد محققي الشرطة، الذي قام بدوره بمعاينة المكان وإصطحاب الحارس لاستجوابه في مركز الشرطة.
جدير بالذكر أن الأونروا شرعت منذ صيف العام 2008 بتنفيذ مخيمات ألعاب الصيف التي تستهدف الأطفال من سن 7 إلى 15 عاماً، خلال العطلة الصيفية، وذلك في مدارسها وفي مخيمات تقيمها على شاطئ البحر، وتنفذ من خلال تلك المخيمات نشاطات رياضية وفنية. والمخيم الذي تعرض للاعتداء فجر اليوم مكون من 9 مواقع، كل موقع مقام على مساحة 2 دونم، في مساحة إجمالية 18 دونم، وكل موقع يستوعب 500 طفل على فترتين، صباحية ومسائية، بمجمل 4500 طفل كل أسبوعين هي مدة المخيم الواحد. ومن المقرر أن تعقد خلال فترة العطلة الصيفية أربعة مخيمات ليصل عدد الأطفال المنتفعين إلى 18000 طفل، بالإضافة إلى عمل 540 موظفاً، وكان من المقرر أن يبدأ المخيم الأول في 12 يونيو 2010.
وكان بيان صحفي قد نشر يوم الأربعاء الماضي عن جهة مجهولة تطلق على نفسها "أحرار الوطن" هاجم بشدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وإدارتها، وهاجم على نحو خاص المخيمات الصيفية ووصفها بأنها تهدف إلى تعليم فتياتنا "السباحة والرشاقة والرقص والمجون...." كما توعد البيان أن "غزة العزة والكرامة ستقاوم هذا الفساد وتمنعه." وينتقد البيان الحكومة في غزة أيضاً، حيث يتوجه لها متسائلاً: "أين أنت يا حكومة غزة من هذه التصرفات الإجرامية؟"
بدوره استنكر مركز الميزان لحقوق الانسان بغزة استهداف مواقع مخيمات صيفية تابعة لوكالة الغوث الدولية مطالبا " حكومة غزة بالكشف عن الجناة وإحالتهم للعدالة ويحملها مسئولية حماية مرافق ألعاب الصيف والأطفال المشاركين فيها"
وحذر المركز " من تنامي الاعتداءات التي تمس بالحرية الشخصية للمواطنين مستهجنا " التهم التي تكال لمديري الوكالة الفلسطينيين والأجانب، والتي تحمل ألعاب الصيف ما لا ليس فيها، وتتجاهل أن مشاركة الأطفال فيها هو شأن يعود لوالدي الطفل، وأن مدراء ومديرات المدارس لا سلطة لهم ولا صلاحية بفرض الأمر على الطلبة، خاصةً بعد أن استجابت الوكالة للمزاج الشعبي المؤيد لفصل الأولاد عن البنات تشجيعاً لمشاركتهم".
واكد المركز على أهمية ألعاب الصيف للأطفال، حيث تمثل فرصةً هامة لممارسة الرياضة وغيرها من الأنشطة، وللتعامل مع الضغوط النفسية التي يعاني منها الأطفال في ظل ظروف الحصار والفقر والعنف التي تسود قطاع غزة.
واوضح الميزان انه " يرى في هذا الاستهداف للمخيمات الصيفية أمراً خطيراً، وإذ يحذر من مغبة تنامي الاعتداءات التي تمس بالحرية الشخصية للمواطنين فإنه يطالب الحكومة في غزة بالآتي: الكشف عن مرتكبي هذا الاعتداء مطالبا بتوفير الحماية الكاملة للأطفال ومخيماتهم الصيفية، وخاصة فعاليات برنامج ألعاب الصيف، بما في ذلك وقف التحريض.
وطالب "بمواجهة كافة الانتهاكات التي تنال من الحرية الشخصية للأفراد والحريات العامة في المجتمع".
يذكر أن بيانات صحفية وزعت بعد صلاة الجمعة 21/05/2010 كما وزعت عبر الانترنت مؤرخة في 19/05/2010 تنطوي على قذف وتشهير بوكالة الغوث وتهديد لمدير عملياتها ومدير تعليمها ومساعده.
من جانبها استنكرت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان استهداف مواقع مخيمات صيفية تابعة لوكالة الغوث الدولية مطالبه " حكومة غزة بالكشف عن الجناة وإحالتهم للعدالة وتحملها مسئولية حماية مرافق ألعاب الصيف والأطفال المشاركين فيها"
وحذرت الضمير " من تنامي الاعتداءات التي تمس بالحرية الشخصية للمواطنين مستهجنه" التهم التي تكال لمديري الوكالة الفلسطينيين والأجانب".
المصدر
http://samanews.com/index.php?act=Show&id=68062