كتب الأديب والباحث والناقد "بشّار ابراهيم" في تقديمه لمجموعة "وتطير العصافير"..
مرة أخرى، يأتي "عدنان كنفاني" متفرِّداً كعادته، لا يشبه أحداً، ولا أحد يشبهه.
مرة أخرى.. يأتي، يُطيِّر عصافيره برهافة قلّ نظيرها، تماماً كما هو دائماً، "يتكئ على سماء، وينظر إلى أعلى".
في إبداعاته تمور أمواج عكا، وهي تعانق أسوارها، قوة عاتية، وضجيجاً لا يهدأ، كما فيها من ندى بيارات يافا، وطيب رائحة ليمونها وبرتقالها، طلاوة أنيقة، وسلاسة رائقة..
لا يُواربُ المبدعُ اللفظَ، ولا يُخاتلُ المعنى، إنه يقبض على "جوهر القول"، كما يقبض على "جمر الموقف".. ومن تراه غير ذلك مبدعاً.. وإنساناً؟..
في مجموعته الجديدة هذه "وتطير العصافير"، ثمة الكثير من نبضات الإحساس الإنساني العالي النبل، مصاغاً بكلمات تنهل من معين لا ينضب، ألقاً وتوهجاً، فَرِحاً بكل ما جميل وعذب، في هذه الحياة، متفجِّعاً من تلك المرارة واللوعة، التي تحيق بشخوصه، وتكاد تقذفهم إلى نهايات مأساوية، تراجيدية، يتأبّونها، ويناضلون في سبيل النفاذ إلى حياة تليق بإنسانية الإنسان..
إنسانيته، إنسانيتهم، بأبهى صورها..