ابْدَئِى بِالْبَسْمَلَهْ
إِنْ أَتَى طَلْقُ الْوِلادَةِ لِلْحَيَاةِ الطَّاهِرهْ
وَاذْكُرِينِى ،
وَانْثُرِى مِنْ رَوْضِ ثَغْرِكِ
نَفْحَ طِيبٍ مُعْطِِرَهْ
وَاجْمَعِى كُلَّ الْبَوَادِى وَالْبَرَارِى
وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَهْ
لَمْلِمِى تِلْكَ اللَّيَالِى النَّيِّرَاتِ السَّامِرَهْ
ضَوِّئِى لَيْلِى الْحَلِيكَ
وَاضْفِرِى تَاجَ النَّخِيلِ الْبَاسِقَاتِ
فِى الْعُيُونِ السَّاهِرَهْ
وَاسْتَعِيدِى هَامَتِى
ثُمَّ شُدِّى قَامَتِى
وَاكْشِفِى وَجْهاً لِشَمْسٍ
كَانَ لِى مِنْهَا السِّمَاتُ النَّاضِرَهْ
كَانَ لِى مِنْهَا دُرُوبٌ نَيِّرَهْ
وَارْسُمِى وَجْهَ النَّهَارْ
فَوْقَ وَجْنَاتِ الصِّغَارْ
أَسْدِلِى عَنْهُ اللِّثَامَ ،
وَالدَّيَاجِى الطَّامِرَهْ
وَاجْمَعِى شَتَّى الْبَلابِلِ وَالْقَبَائِلِ
وَالطُّيُورِ الْحَائِرَهْ
أَشْعِلِى نَارَ الْمَغَازِى وَالشَّظَايَا
حَرِّرِى كُلَّ الْقِيَانِ وَالسَّبَايَا
وَاقْدَحِى تِلْكَ الصُّخُورَ
بِالسَّنَابِكِ وَالْهِجَانِ الْهَادِرَهْ
زَيِّنِى وَجْهَ الْفَضَاءِ بِالصَّهِيلِ
وَالْبُرُوقِ وَالرُّعُودِ الزَّائِرَهْ
سَطِّرِى الْمَجْدَ الْوَضِىءَ
بِالسِّنَانِ وَالْحُدُودِ
بِالدِّمِاءِ النَّافِرَهْ
فِى سِجِلٍّ مِنْ بُنُودٍ
خَافِقَاتٍ فِى السَّمَاءِ
ثَائِرَاتٍ فَائِرَهْ
جَمِّعِى مَنْ فِى الْوِهَادِ وَالنِّجَادِ الشَّاذِرهْ
فِى نِظَامٍ مُحْكَمَهْ
وَاجْعَلِى نَقْعَ الْجِيَادِ
فِى الْمَغَازِى السَّاطِعَاتِ تُوتَيَاءَ
وَاجْعَلِى لَمْعَ الْحُسَامِ والسِّنَانِ
لِلْعُيُونِ مِكْحَلَهْ
خَضِّبِى رَاحَ الْحِسَانِ ،
مِنْ ثَرَاكِ
وَانْدبِى مَنْ جَدَّلُوا
لَيْلَ الْخَطَايَا
وَالرَّذَايَا مِشْنَقَةٍ
صَاغُوا مِنْ حِقْدِ الْقُلُوبِ
حَدَّ نَصْلِ الْمِقْصَلَهْ

شعر : أحمد السلامونى