الحلم الرخيص
حلم طوال حياته بشاليه يطل على شواطئ الاسكندرية الزرقاء ،يعشق الغوص والسباحة وأكل السمك ،قضى عشر سنوات من عمره يسدد أقساط الشاليه بثمن غربته وغربة زوجته بالعمل بالهندسة ،ثم قضى عشر سنوات أخرى في خلاف مع زوجته وأهلها وأهله لأنه يصر على استقبال أهله بالشاليه ويسمح لهم بالنوم فهو الأخ الكبير ، وخلاف وغضب مكتوم مع أهلها لإصرارهم على قضاء الصيفية معها بالشاليه بحكم الحب ،بعد عشر سنوات أخرى باع الشاليه ليرتاح ويريح ،واشترى لوحيده سيارة يذهب بها للكلية ، لا تتجول بالسيارة ليلا،خاف عليه من لصوصه، رد قائلا: لا تخف السيارة رخيصة جدا لن يطمع بي أحد !!

الحلم البعيد
هادئة ومسالمة جدا،تعرف عليها بينما كانت تعمل في مصنع ،خطبها من والدتها،رفضت بإصرار عجيب ،هو غير مناسب تماما،رضخت لقرار أمها لأنها تؤمن بحكمتها،سعت لتحقيق حلم أمها ..سافرت للعمل بالخارج تلاحق مستقبلها كما رسم ،ولتساعد أسرتها ، هاجر هو للدراسة والعمل للخارج،مرت عشر سنوات لم يتقابلا ولم يتزوجا !لا تزال تمسك بخريطة بلاده وتتأملها بشوق كبير !وترسل ظرفا مليئا بالمال لأسرتها !!


انفجار الحلم
منذ طفولته كان يحلم بارتداء الزي العسكري ،خاف عليه والده من الموت في حرب إسرائيل،وبعد واسطة قوية ،قبل كخبير متفجرات ،سافر لألمانيا لدراسة العسكرية ،شعر بفخر شديد لقد تحقق حلم والده بالأمان له ولأسرته ،، ،عاد للوطن ،صار لهم معونة تموينية شهرية تنكات الزيت والبرغل والأرز ، شعرت الأسرة بالأمان والشبع أخيرا ،غادر مكان عمله اتصل بصديقه يريد النزهة معه ،قال له: لدي عمل، طرد بسيط سأفكه ونتقابل،ما رأيك أن تأتي معي، توجها معا نحو الطرد ،أمسك صديقه بالطرد، انفجر الطرد ألقى بصديقه للخارج وفجروجهه !شهريا لا تزال تصل للأسرة تنكات الزيت والبرغل والأرز ...كما حلم ...


حلم السكوت
خطبت صغيرة جدا ،لا تفقه من الحياة إلا كلام الكتب المنمق،في مطعم جبلي تجادل معها ،تحت ظلال الأشجار صفعها ،ذهلت منه بكت ،قبلها من خدها قائلا أنا آسف، اجعليه سرنا ،كوني صالحة واسكتي ،كبر الأولاد ،خطبت ابنتها الجامعية ،عادت غاضبة ثائرة،تقول لوالديها: تخيلوا تجادلنا وفي المقهى صفعني ،والأدهى من ذلك قال لي :أنا آسف ,,أرجوك اجعليه سرنا ,,كوني صالحة واسكتي .
نظرت لوالدها بغضب قائلة:لن أسكت أبدا يا والدي مارأيكم؟؟
توجهت كل العيون إلى الأب،وسكت هو هذه المرة !


حلم العودة
سافر للخارج عمل بجد واجتهاد،أرسل أمواله لشقيقه من أجل استثمارها ،نجح المشروع وزادت الأرباح،كان يقول: له ليتك تعود لتساعدني في إدارته والتمتع بالإرباح!
عاد في الإجازة ، المشروع بدأ يتعثر صيفا بسبب الموسم!!لكن الأخ اشترى فيلافاخرة وسيارات؟؟ من وظيفته السابقة! ،وكلما عاد في الإجازة يقول له: الخسائر والضرائب والمعوقات !يصدقه ويعود للمنفى ، احترق قلبه من الغربةوكبر الأولاد والبنات ،قرر العودة شتاء ونهائيا ، ليتمتع بأرباح المشروع ،قال له خسرنا كل شيء،ليس أمامك إلا المحكمة!!


الحلم معا
كبرا معا كجسدين في روح واحدة ،هو وشقيقه الأصغر،ابتعثا لنفس البلد من أجل دراسة الطب معا ، وتخرجا معا ، عملا في نفس المستشفى معا ،عشق الصغير فتاة رائعة الجمال وتزوجها ،عشقت الأم الأخت الصغرى وتزوجها الكبير،فرح الصغير قائلا:الآن سنعيش معا طول الأبد ، عاشا معا بسعادة وأنجبا معا الأولاد والبنات ،سافر الصغير في إجازة لوحده ، افتتن بنساء تلك الضيعة الجبلية الآسرة ،دبت الغيرة في قلب زوجته وطلبت الطلاق!زوجه الأصدقاء فورا !غضب شقيقه منه وتشاجر معه وخاصمه ،قال له هذه حياتي وأنا حر فيها ولن تكون وصيا علي بعد الآن !
عاد مع العروس الجديدة ،في السكن الجديد، لم يعودا معا إلى الأبد !


السيارة الحلم
أصغر الأولاد ،عمره قريبا من عمر الأحفاد، أغرقاه بالدلال والحب، كان يعشق السيارات ، اشترط على والده شراء سيارة آخر موديل بعد تخرجه من الثانوية ، في تلك البلاد الشامية كان حلما رائعا .
ظهرت نتائج الثانوية،سلمه مفاتيح السيارة ليلا بعد حفلة النجاح،لم يطق صبرا ،أيقظ ابن أخيه قائلا: هيا نتمشى بشوارع المدينة ليلا وهي خالية ،نسافر نلاحق أحلامنا ، ونحققها ،لاخطر هناك!!
ركبا معا سيارة الأحلام ،دخلا نفقا فارغا،عانقت السيارة فوهة النفق والتفت حوله ،مات وهو يعانق المقود وفمه يقطر دما فوقه !
لا زال الوالد المكلوم يكتب شعرا في حلمه ..واحلام ولده !


أحلام جماعية
يحب زوجته ويعشقها ، لكنها في كل مرة تنجب بنتا ، قلقت الأم ، لا بد من ولد، حتى لا يضيع ميراثك ، تحمي حقوق بنياتك من إخوانك !!الولد هو من يحفظ الإرث حبيبي ، فكر ببناتك ، لا تكن أنانيا !!
زوجته امرأة أرملة لديها ولدين ، بعد تسعة شهور أنجبت له ولدا، وطلبت الحبيبة الأولى الطلاق، شعر بالضياع ،طلقها ، عاد من المحكمة، مرض، نام وهو يعانق الصغير ومات !
تزوجت الأم وانجبت أربعة أولاد ، عشقت الجدة البنات وعاشت حياتها معهن ،كبر الولد مع جدته وشقيقاته ، في سن السادسة عشر طالب بجزء بمن ميراثه من أعمامه لشراء سيارة الحلم !،أصرت الجدة على أولادها بضرورة تسليمه ميراثه، أعطوه جزء، وأعطته الجدة والشقيقات المبلغ الباقي ، اشترى سيارة فاخرة ، أسرع بها معانقا الموت ، توزع الميراث كاملا على البنيات كما أرادت الجدة !!وحلم هو !!!