افتتاح أشهر ثلاثة مساجد أثرية بدمياط بعد ترميمهامحيط - رهام محمود
في ظل أعمال الترميم التي تتم عبر سنوات طويلة للمساجد الأثرية، والتي تم الانتهاء مؤخرا من ترميم أكثر من أربعين أثر في شارع المعز الذي افتتحه الفنان فاروق حسني وزير الثقافة. يفتتح الدكتور زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار والدكتور فتحي البرادعي محافظ دمياط الاثنين القادم ثلاث جوامع أثرية بعد الانتهاء من أعمال الترميم الخاصة بهم، والذي قام بها قطاع المشروعات برئاسة اللواء علي هلال وكيل أول وزارة الثقافة، وهم "جامع عمرو بن العاص ، مسجد الحديدي ، مسجد المعيني "، كما سيقومان بجولة تفقدية لأحد أهم المواقع الأثرية بدمياط بحضور اللواء علي هلال.
يعد جامع عمرو بن العاص في دمياط هو ثاني مسجد بني في مصر، فهو من أشهر مساجد دمياط وأقدمها، أنشأه المسلمون بعد فتح المدينة عام 21 هجرية، وتم بناؤه عام 642 ميلاديا علي طراز جامع عمرو بن العاص بالفسطاط بمصر القديمة، به كتابات كوفية وأعمدة يعود تاريخها إلي العصر الروماني، يطلق عليه أيضاً "مسجد الفتح" نسبه إلي الفتح العربي، قام بإنشائه الصحابي الجليل المقداد بن الأسود في عهد عمرو بن العاص.
يتكون المسجد من قبة تتوسط المبنى، يحيط به أربعة إيوانات، أكبرها إيوان القبلة، الذي يحوي عددا من الأعمدة المصنوعة من الرخام تعود إلي العصر الروماني، وتهبط قواعد تلك الأعمدة نحو ثلاثة أقدام تحت مستوي إفريز الصحن. كما يضم أيضا أعمدة من الحجر القاتم والمرمر السماقي، ويوجد بالجهة الغربية المدخل الرئيسي للمسجد، وهو مدخل بارز عن جدرانه، أما قاعة المئذنة المربعة التي تهدمت إثر زلزال في العصور القديمة فتوجد بالقرب من الباب.
وأعجب ما في تاريخ هذا الجامع أنه تحول من مسجد إلي كنيسة إلي مسجد بضع مرات، وقد تم ترميم مسجد "عمرو بن العاص" والذي أنشئ على غرار مسجد عمرو بن العاص بالفسطاط وهو عبارة عن صحن مكشوف يحيط به أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة أي الرواق الجنوبي الشرقي، والذي تم تجديده وزيادة مساحته عام 500 هجرية 1106م، وقد ظل المسجد قائما بعد التجديد الفاطمي حتى 1250م حتى أصدر أمراء المماليك أمرهم بتخريب دمياط لكنهم أبقوا على هذا المسجد.
كان المسجد يعاني من ارتفاع منسوب مياه الرشح بالمنطقة المجاورة, وقد بدا منذ عده سنوات مشروع لخفض هذا المنسوب، وتقرر البدء في رفع أرضيته.
وبهذا الافتتاح يعاد فتح المسجد أمام المصلين اليوم، والذي تحتفل فيه محافظة دمياط بعيدها القومي الذي يوافق انتصار شعب دمياط على الحملة الصليبية بقياده لويس التاسع ملك فرنسا.
أما مسجد المعيني فقد شيده التاجر الدمياطي محمد بن معين سنه710 هجريه"1310 ميلادية" في زمن الناصر قلاوون، يمتاز بضخامة البناء وارتفاع الجدار والمئذنة. يضم الجامع ضريح أحيط بمقصورة من الخشب مصنوعة علي طراز المشربيات العربية, وكان قد شيد قديما فوق قناطر ليكون مرتفعا علي مياه النيل. ومازال تحت المسجد قبو وفراغ فسيح، ويعد هذا المسجد من المساجد النادرة في الوجه البحري خاصة في تخطيطه وزخارفه وطريقه بنائه، حيث بني علي الطراز المملوكي واستخدم كمدرسه, ويتكون كصحن مفتوح أرضيته محلاه بالفسيفساء، ويضم أيضا أربعه إيوانات أكبرها إيوان القبلة، لكل إيوان منها سقف مزين بالأخشاب بديعة الزخارف، وجميع الأسقف ذات زخارف بديعة الصنع.
أما جامع الحديمدي فهو مسجد أثري يقع بمدينة فارسكور بمحافظة دمياط، ويعود تاريخ إنشاؤه إلي عام 1200 هـ، ملحق به قبة بها إيوان في الجهة القبلية منها.