بذور الوفاء..
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
كيف نكمل براحه ونحن على يقين أن الدرب بدأت تنحني؟
كيف أكل منا الطريق ومن قلبنا؟ يتركنا للفراغ ..بعد منتصف العمر؟
كيف نصبح ربما جلادين حتى على أنفسنا بعد أن كنا كالحمل الوديع؟
كيف تتغير النظرة للأشياء بعد عمر النضوج؟تصغر حتى يصبح معظمها مجهريا!
كيف يتقلص صبرنا حتى لا يكاد يدخل من سم الخياط..
يصبح الأولاد في قمة الانشغال ونحن نتسول بعضا منه!
عبر هذا البوح كان قد بلغ صبري مداه...نزقي وضيقي...
لم أجد حولي من أحد ! حتى حرفي تنكر لي في ذاك اليوم غدا مبهما لا أعرفه...
جاء كبيرهم...جميل هو بحيويته التي تفرحني.. قريب إلى قلبي الصغير...أشعر وكأنني لا أمسكه تماما, ينفلت مني.
-خذني إلى أي مكان في العالم...أكاد اختنق..يكفيني أن أشعر أني والدتك!
كان القمر منيراً بدراً رائعة..كانت ليله سماويه...زرقاء حتى في قلبي...رغم سوادها...
كانت الغيوم تثبت أنه الخريف...تعلن بدء زمن آخر...
تأبطت ذراعه وكأني عروس في العشرين.
.دمعا ما كان يهطل في قلبي...
تحولت إلى امرأة حقيقية وقتها!!!ورغم أنني آخر من تفكر بثرثرة النساء...
كانت ..
قصص خرف بسطتها فسمعني.
.ذكريات ربما لاتهمه كررتها.
أمجاد قديمه استخرجتها من بعيد.
قال
- أنا بأمرك يا روحي
ربما استنفذت تلك الكلمات مخزونها التأثيري...لكنها لامعه معه..بروعة نسمات الخريف تلك.
كنت في شبه غيبوبة رفيقه ....أحلم بأيام ربيع ربما أصنعها بنفسي...وربما سرقت بعض زهورها منه...
وربما..كانت كبراعم في قلبي تتفتح على وجنتيه...الورديتين....احتضنته عيناي قبل ذراعه..
عيناه السوداوان أخذتني بعيدا إلى حيث كان تلميذي الصغير...
إلى حيث مشاغبته الحلوة....
إلى حيث كنت أميرته الوحيدة....
وصلت إلى باب لا أريد أن أعرفه...
ربما رأيته يوما ما...
وربما كان ماكرا في تزيينه للوقت ببضع كرات مثلجات ..ليجعلني أمشي بصمت واستسلام...بخدر لذيذ.
إنه محل تجاري يحلو لي أنا وأصدقائي تناول الطعام فيه..سوف أقوم بجولة ترضيك عبر تلك المحلات...رغم غلائها لكن فداك كل شيء
فتح الباب
قاومته بكسل...
فخرجت عروستي الحلوة:
-تفضلي أمي اشتقت لك..افتقدتك كثيرا يسعدنا أن نتناول العشاء معك
-كان زهر الربيع متربعا في الداخل بكثرة.....................
أم فراس




نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي