قال السيد عمرو موسي مرة ان القمة تقف في كل دورة انعقاد أمام القرارات التي لم تنفذ، وإذا كنت بصدق لا اعرف ماهي القرارات التي نفذت ولا أقول التي جري محاولة تطبيقها حتي لااغبن الامين العام وجهوده، لانني لم أر أثرا لتلك القرارات علي الأزمات التي تعصف بالمنطقة العربية والعديد من دولها وتحديدا العراق ولبنان ودارفور السودان والصومال والحصار علي الفلسطينيين ودعم صمودهم وحماية الأقصي، وأرجو من السيد الأمين العام ان يدرج هذه المرة القرار الذي حولنا الي أمة بلا كرامة وقد مضي عليه اكثر من عشر سنوات ولم ينفذ منه شيء ولم يحترمه أحد وهو قرار أعتبارالسلام مع إسرائيل خيار استراتيجي.
فأذا لم يعد أمام القادة العرب خيارات أخري، فكيف يمكن الخروج من هذا المأزق، أي عدم السماح بأن تستمر هذه المسرحية التي تسمي عملية السلام غطاء في إخراج العرب منفردين ومجتمعين بعد أن طال أمدها، من دائرة السيادة والنفوذ الي أدوات تتلاعب بها سياسات واشنطن وتل أبيب؟ فقد تعمق المأزق العربي ولم تعد حالة تسر صديق ولا تغيظ عدو، وبات عجزا يبحث عن حلول لمشاكل الأمة من خارجها بل وأكثر من ذلك، يبحث عن حلول للمشاكل القطرية الداخلية في الخارج.
وربما كان استجداء الملوك والرؤساء العرب في واشنطن واضح، وأذا كان لا يزال البعض منهم يعتقدون أن من مصلحة واشنطن أن تحافظ علي أنظمتهم التي تسميها معتدلة، وبالتالي لايمكن لها سوي مساعدتهم في الحلول علي استقرار وسلام يحميهم من مخاطر غضب شعوبهم ولا يسيء إلي صدقيتها، فهم واهمون، لأن الواقع يشير الي أن منطلق السياسة الأمريكية هو العكس تماما، فالأمريكيون يعتقدون أنه ليس هناك أي أمل في وجود عالم عربي مستقر، ويقيمون حساباتهم علي هذه الفرضية، ويدخل الدعم غير المشروط لإسرائيل في هذه الحسابات مباشرة.
فهي الضامن الوحيد للسيطرة علي الوضع العربي المتفجر في نظرها، كما يدخل في هذه الحسابات أيضا نشر القوات الأمريكية في أماكن متعددة من الأرض العربية غير الإحتلال المباشر للعراق. وبعكس ما يعتقد هذا البعض من الحكام العرب لا يخاف الأمريكيون أبدا من أن تتسبب حالة العجز الرسمي تهديدا لمصالحها فجميع الدلائل تشير في السنوات الأخيرة الي أن واشنطن أوصلت الأمور عامدة إلي ما هو عليه. أما بخصوص الأنظمة الموالية فليس لدي أمريكا شك في أن العثور علي موالين لها هو في العالم العربي أسهل منه في أي منطقة أخري، وأنها ربما استطاعت العثور علي نخب اكثر اعتمادا عليهم وتبعية لها إذا انهارت مواقع النخب الحاكمة الراهنة التي لاتكن لهم أي احترام. إن مايهم أمريكا هو إعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة العربية بما يضمن تكريس هيمنتها وضمان الأمن لإسرائيل.
فهل يستدعي ذلك وقفة مراجعة من القمة العربية لقرار الخيار الإستراتيجي أم علي الأمة السلام؟