اسقاطات على رواية عبور المدينة/لميشيل ترامبليه/ريمه الخاني
الرواية من ترجمة الدكتور محمد عبدو النجاري:
يتمتع كاتبنا الكندي الذي يحمل ريشة فنان سردي قوية, حيث نال سنة 1999 جائزة الحاكم العام في كندا للفنون المسرحية، وكرم 1984 من بل الحكومة الفرنسية من قبل أعماله ومنحته لقب فارس نقابة الفنن والآداب الفرنسية، وهو رائد مسرحي، نال 4 شهادات دكتوراه فخرية من اربع جامعات :كونكورديا ومونريال ويندسور في اونتاريو وسترلينغ في اسكوتلندا، وجامعةcgill
تقع الرواية هذه في 241 صفحة وهي من الحجم المقبول الذي لم يتورط في الإطالة بلا داع ليرهق القارئ في البحث عن الفكرة والحدث وسط الكوم الوصفي.
يتمتع بمهارة سردية ناجحة ولافتة جدا، لكن اراه لا يضيف برايي كاتبنا العزيز إضافة جديدة للمجتمع ، وقيمة جديدة فكرية عامة في أعماله ، سوى التركيز على مفارقات اجتماعية ما بين الصدق في التعبير عن مكنونات الشخصية وبوحها بصدق عن اوجاعها،, و ما بين محاولة تغطية عورات النفس وأخطائها بين الشخصيات، وحيث اننا رأينا هذه المفارقة عموما في الاعمال السينمائية والتلفزيونية بطريقة ما، وبات امرا باعثا على الشفقة أن تقع تلك الشخصيات في حبائل الإغراء محاولة تبرير فعلتها، نجد ميشيل يركز على هذه المفارقة الاجتماعية في أعماله، مثل:
عمله المسرحي: السلايف الذي قدم تقييما له: عقبة زيدان.[1]
إنها أعمال غربية بامتياز ، تعطي صورة صادقة ومرآة ناطقة بالحقيقة، لواقع لا يجد مكانا للهروب من واقعه الرديء سوى الخطيئة.
نشرت دراسة عن رواية :عبور القارة" وقد وصتنا مترجمة بعنوان :عبور المدينة والأول أفضل تعبيرا وأصوب، ويمكننا نشر رابط الدراسة حولها وسرد وقائعها التي تقدم حالة انفصال ما بين والدين يؤدي الى تشتت الأسرة وتربية بيت الجد للبنات الثلاث، وإنجاب الام لبنت رابعة من غير رجل...[2]
الصورة العامة تركز على معاناة ريونا الابنة الكبرة في تنقلها ما بين العمات ومعاناتها من حالات معيشية جديدة, واختلاف الجغرافية والحياة فيها، ما يلفت نظرنا حصرا قضية البدائل التي نادينا بها قديما، والتي طرحها الكاتب عن غير قصد ربما، حيث واجهت ريونا بخل عمتها ريجينا وصعوبة النقاش معها، وطباع عمتها الاخرى بيبيت ذات الشخصية القوية والسليطة والطاغية، والتي نرى كيف تتحرك ريونا، عبر ما تتقنه العمات من عزف على البيانو بالنسبة لريجينا ووكيف ان عمتها الاخرى مانت محبوبة من الناس جدا لحسن تسويقها لشخصيتها.
سياسة البدائل، هي التي يجب أن تسود في القص لتضع الجيل عموما في مسار إيجابي بحيث يتأقلم مع ظروفه الجديدة ولا يقف مشدوها حزينا دوما كما نرى في رواياتنا الشرقية.
يحمل الكاتب ريشة وثابة خفيفة العبارات معبرة بقوة عما يريد ان يقوله وعنصر الشد رغم بساطة العرض يدعو للوقوف جيدا عما يكتب من رسم للشخصيات ببراعة مع تفاصيل جغرافية للمكان:
إنها من الهنود الحمر المتأثرين بنوع من أنواع الكآبة المبهمة التي تقودهم إلى القدرية وقبول الشقاء الذي يعدونه محتوما ولا مفر منه ص 16
أريد أن أكتب قصصا جميلة، فلقد كرست نفسي لكتابة الشعر، ولكني أريد الانتقال ذات يوم إلى الرواية مثل الكثيرين من الشعراء,
-أي نوع من أنواع الرواية؟
-يتأملها لحظة قبل الإجابة عن سؤالها, يمكن القول أنه يخجل مما سيقوله:
-إنه أدب يكاد يكون خاصا. ص 31
يبدو أنه ثمة مدافع مخبأة في القعر، ثم لا شيء ص 43
يتبع
[1] انظر للموضوع عبر الرابط:
http://thawra.alwehda.gov.sy/_print_...20050407203122
[2] الدراسة حولها للاستزادة:
http://daharchives.alhayat.com/issue...%AF%D8%A7.html