المسلم و المسلمة ... بين الوقوف عند حدود الشرع،والتعامل مع الواقع ويا له من (عنوان)!!!
ليست هذه هي المرة الأولى التي أفكر في الكتابة عن هذه القضية ... لكنها ألحت عليّ بعد أن قرأت ما خطه يراع أختنا الفاضلة الأستاذة مشاعل العيسى،تحت عنوان (انتخاب المرأة)،والمنشورة في بطن الرسالة رقم (719) من رسائل مجموعة الدكتور عبد العزيز قاسم البريدية ... وقد كتبتُ إثر قراءتي لتلك الكلمة .. بل طيرت برقية تحت عنوان (تحية إجلال للأستاذة مشاعل العيسى) .. تفضل عليّ الدكتور عبد العزيز قاسم بنشرها،في رسائل المجموعة.من أصعب الأمور على نفوس البشر الوقوف عند حدود الشرع،حين تتضارب تعاليم الشرع مع رغباتهم .. لكننا سوف نقف مع قصة تجسد كبح جماح النفس في مواجهة كلمة الشرع ... وفي المقابل ... نجد تعاملا مع (الواقع) .. لأن القضية ليست جمودا .. ولكنها حركية الإسلام .. دين الله – سبحانه وتعالى – الكامل... والصالح لكل زمان ومكان ... القصة ببساطة .. وقد رويت بسندها ... (حديث موقوف) : (حدثنا أبو يوسف الزهري،قال : حدثنا الزبير بن بكار ،قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن عاصم بن المنذر بن عبد الله بن المنذر بن الزبير،عن عبد الله بن عاصم بن المنذر ،قال الزبير بن بكار وحدثني محمد بن الضحاك ،يزيد بعضهم على بعض أن عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل،كانت عند عبد الله بن أبي بكر الصديق،وأحبها حبا شديدا حتى كادت تغلبه على عقله،وتشغله عن شوقه،فأمره أبو بكر الصديق رضي الله بفراقها،فقال : وإن فراقي أهل بيت أحبهم عليّ كبر مني لإحدى العظائم،ثم عزم عليه أبو بكر ففارقها،فاطلع عليه أبو بكر وهو يقول فلم أر مثلي طلق مثلها ولا مثلها في غير جرم تطلق،لها خلق جزل وحلم ومنصب وخلق يسوي في الحياة ومصدق،فرق عليه أبو بكر فراجعها). فلما مت،رضي الله عنه، رثته،ثم تزوجت سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله،فلما استشهد،رثته،ثم تزوجها سيدنا الزبير بن العوام،رضي الله عنه .. (فاستأذنت ليلة أن تخرج إلى المسجد،فشق عليه ذلك،وكره أن يمنعها لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تمنعوا إماء الله مساجد الله"فأذن لها ثم انكمأ لها في موضع مظلم من الطريق،فلما مرت وضع يده على بعض جسدها،فكرت راجعة تُسبحّ. فسبقها الزبير إلى المنزل،فلما دخلت قال لها : ما ردك عن وجهك؟قالت : كنا نخرج والناس تساس،فأما اليوم فلا،وتركت طلب المسجد .. ).هكذا ... لم يكن في وسع سيدنا الزبير رضي الله عنه إلا أن يقف عند حدود النص .. سيدتنا عاتكة رضي الله عنها .. تكرر عليه نفس القول كلما نهاها عن الذهاب إلى المسجد .. فتطلب منه أن يمنعها .. فلا يسعه ذلك .. ولم يغضب أو يطلق أو يهدد بالطلاق .. وحين رأت – أو ظنت أنها رأت – تغيرا في سلوك الناس ... لزمت بيتها .. بناء على تغير الواقع .. فأنا لنا بمسلم يقتفي أثر سيدنا الزبير رضي الله عنه .. وأنا لنا بمسلمة تقتفي أثر سيدتنا عاتكة رضي الله عنها. أبو أشرف : محمود المختار الشنقيطي – المدينة المنورة في 6/11/1432هـ Mahmood-1380@hotmail.com