خبير ألماني يحذر: العالم مهدد بصراعات بسبب التغير المناخي


يطر القلق على الألماني يورجين شيفران عندما يتذكر أن قمة كوبنهاغن الدولية للمناخ المقررة في كانون الأول (ديسمبر) المقبل لن تسفر عن اتفاقية دولية ملزمة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الاحتباسية.

ويرى العالم الألماني شيفران البالغ من العمر 52 عاما أن الفرصة مازالت متاحة لوقف هذا التدهور المستمر فيما يتعلق بالتغير المناخي. وتخصص شيفران في دراسة العلاقات بين التغير المناخي والأمن والأحداث الدولية.

ويقول الباحث الألماني: "لا يمكن لأحد التنبؤ بما يمكن أن يحدثإذا جفت المحاصيل في مناطق بأكملها من العالم أو انهارت إمدادات المياه في المدن الكبيرة أو دفعت الفيضانات بملايين الناس للنزوح من أماكن إقامتهم الأصلية. من الممكن أن تجرف مثل هذه الأحداث الدول ذات الوضع الهش".

كما يرى شيفران أن القليل النادر من المعلومات بشأن تداعيات التغير المناخي هي التي تصل الرأي العام وتؤثر على وعي الشعوب وأن قليلا من الناس يعلم أن هذا التغير لا يهدد فقط بحدوث كارثة بيئية كونية بل بحدوث توترات سياسية وأزمات دولية هائلة.

وشدد العالم الألماني الذي يعمل مستشارا للحكومة الألمانية بشأن التغيرات المناخية على أن للسلام علاقة أيضا برضا الشعوب ورخائها المادي مشيرا إلى أن العوز المادي والجوع والأزمات البيئية وعدم الاستقرار سيحول البلدان النامية التي غالبا ما تكون مصابة أصلا بعواقب الحروب والفقر والنمو السكاني المتسارع إلى خليط انفجاري.

وكان الخبير الألماني قد رسم في التقرير الذي قدمه للحكومة الألمانية قبل نحو عامين صورة قاتمة عن الوضع العالمي في حالة استمرار ارتفاع درجة حرارة الأرض ضمن ظاهرة التغير المناخي قائلا في هذا التقرير: "من غير المستبعد أن يؤدي هذا التغير إلى حدوث صراعات قومية ودولية بشأن تقسيم الثروات وكذلك إلى مشاكل من الصعب السيطرة عليها بسبب انهيار الدول وتراجع النظام الاجتماعي وتزايد الميل للعنف".

كما قدم الاتحاد الأوروبي العام الماضي وثيقة وصف فيها التغير المناخي بأنه "عامل مضعف للمخاطر والتهديدات" وأشار فيه إلى أن هذا التغير يمثل عبئا ثقيلا على الدول الضعيفة بالفعل.

وأكدت المفوضية الأوروبية في التقرير أن التغير المناخي يتعلق بـ"أزمات سياسية وأمنية تمس مصالح الاتحاد الأوروبي بشكل مباشر".

فعلى سبيل المثال، هكذا جاء في التقرير، يمكن أن تتفاقم مشكلة مياه الشرب بالنسبة لمئات الملايين من سكان العالم وكذلك المشكلة الشائكة المتعلقة بالإمدادات الغذائية لهؤلاء السكان حيث تشير البيانات الحديثة إلى أن نحو مليار من سكان العالم مهدد بالجوع.

وأكد معدو التقرير أن أجزاء واسعة من أفريقيا وآسيا الوسطى وكذلك أميركا الجنوبية وأميركا الوسطى مهددة بشكل خاص بتداعيات التغير المناخي.

غير أن شيفران حذر في الوقت نفسه من وضع سيناريوهات مفرطة في التشاؤم لعالم يدفع نحو الحاوية جراء التغير المناخي قائلا:"لم يفهم بشكل كاف بعد كيفية تصرف الإنسان في حالة حدوث مواقف طارئة..من غير المحتمل كثيرا أن يؤدي الأمر إلى حروب واسعة بين الدول".

تاريخ النشر: 2009-12-15 23:55:25
منقول