أ تلومُني يـــــــــــــا قاتلي أنَّي أرى= لهواكَ سِحْرَاً في عروقي جَاريَــا
أوّاهُ منــــــــكَ الجُرْحُ طيِّبْ خاطري=وارْأفْ بحالي إنْ أتـَــــاكَ كتابيــا
نَاداكَ قلبي هَــــــــــلْ سمعتَ نداءهُ =أمْ بدَّدَ البُعْدُ الصَّدى بـكَ قاصيــا
ويْحي على قلبي فكـــــــم خفقتْ بهِ=آهاتُ حبِّي يـــــــا ملاكاً قاسيـــا ؟
مـــا هيَّجَ الشَّوقَ الذي سَكنَ الحشا=إلّاكَ أنْتَ فلا تكــــــــنْ لعَذابيـــــا
عَرِّجْ أيـــــــا أملي عَلى نَبْعِ الهوى=و اشْرَبْ بكأسٍ منهُ عذباً صافيــا
و اجلس بقربِ الرّوضِ و اغنمْ غفوةً =لتَرَى هَجيْرَ الشُّوْقِ كيْفَ بَرَانيا
ثُمَّ اسْتَفِقْ و اقرَبْ إليــــــــه بلهْفةٍ = وانْظُرْ جَواري الحُبِّ فيه بَواكيــا
فاسْكُب دُموعَ العَينِ إنْ لُهِبَ الجوى=و أذِعْ هواكَ إذا سُحِرْتَ مُناديــــا
واسْأَلْ جُفَينَ العَينِ هـلْ زَارَ الكَرَى=عَيني و مــن أهواهُ أعرضَ لاهيــا؟
دَعْ عَنْكَ لومي إنَّنــــي ذقْتُ الهوى=طَعْمــــــاً يُبدَّدُ بالبَيَـــاضِ سَواديــا
وعرفتُ طعم الحُبِّ يومَ شَربْتُــــــهُ=هلْ يـــا أهُيْلَ الجودِ منـــــكَ شرابيا
يـا ألطَفَ النَّاسِ المحَاسِنُ كَـمْ بَدَتْ=مِنْ روضِــكَ الفتَّانُ يــــــا أشْواقيـا
شوقي إليــــك وضَرَّني بُعْد المدى=كَيْفَ المزَارُ و قــــــد نأيتِ بواديـــا
راجعتُ مِنْ رَشَفَاتِ عِطْركَ رشفةً=فإذا بهــــــــا تَروي صدى أعراقيــا
و سرحتُ فيك وفي عيـوني حُرْقَةٌ=أيْنَ الوفا واسْأَلْ فؤادَكَ مَــــــا بيــا
ويْحي على مُقَلي كأنَّ دموعهــــــا=جفَّتْ فمــــــــا عادت لترثي حاليـــا
أَغْفو وطيْفُــــــــكَ لا يُفَارقُني وإنْ=فَارَقْتَ ألحَاظي فَـــــأيْنَ فؤاديـــــــا؟
يـا بَهْجَةَ الرُّوحِ الفؤادُ ومَــا حَوى=يُخْفي لكَ الأشْواق ليس السَاليــــــا
وأنـا القَتيْلُ صَبَابةً يــــــــــا قاتلي=فارْحَمْ حشايَ كــن الطبيب لدائيـــــا
وارْدُدْ إليَّ هَواكَ سرَّاً مـــــا أرى =لهَواكَ مَأوى أرْتجَيـــــــــه بَداليــــا
ليْتَ الهوى أبَـــداً يُسَامِرُني أيـــــا=بَدْرَ البُدورِ ألا تُضيءُ سَمَائيـــــــــا
يا شوقُ كمْ مَرَّتْ ليـــــالٍ أرْتَجي =فيهـــــــا وصَالكَ كم سهُدتُ لياليـــا
بالله يــــــــا بَدْرَ الدُّجى سَلْ قاتلي=أين المودَّةَ أينَ ضــــاعَ وداديـــــــا
؟