ترجمة:محمود عباس مسعود
ملغزات دافنشي
بين يديّ كتاب بعنوان (دفاتر ليوناردو دافنشي Leonardo Da Vinci's Note Books) طبعة 1923
يشتمل الكتاب على محطات من حياته، بما فيها من رؤى بعيدة وإرهاصات عديدة وأفكار رائدة وألغاز تستحث التفكير.
سأترك لكم أصدقائي تأويل تلك الألغاز، لأن بعض الحلول المقدمة لا تعدو كونها تخمينات.
سينتقل الناس دون حركة، وسيتحدثون مع الغائبين، مثلما سيسمعون من لا ينطقون.
كثيرون ستحملهم حيوانات كبيرة وسريعة إلى حيث الموت الفجائي وفقدان الحياة. ستظهر في الجو وعلى الأرض حيوانات متعددة الألوان، تحمل الناس بعنف إلى مواطن حتفهم.
ستبصرون عظام الموتى تقرر – بحركتها السريعة – حظوظ محركيها.
سيوجه الناس ضربات طاحنة لعصب حياتهم.
ستجعل جلود الحيوانات الناس يخرجون عن صمتهم، فيطلقون هتافات حارة وصرخات حادة.
الريح العابرة من جلود الحيوانات ستجعل الناس يطفرون بهجة.
كثيرون... سيأكلون ما أكله غيرهم، وستمضي عليهم شهور عديدة قبل تفوههم بالكلام.
بعض الناس سيستمتعون برؤية أشغال أيديهم متهرئة وتالفة.
ستكون هناك مستوطنات كثيرة يختبئ سكانها ويخبئون صغارهم ومؤنهم في شقوق وجحور. في تلك الأقبية المظلمة سيعيلون أنفسهم وعائلاتهم لشهور عديدة دون أي نور طبيعي أو اصطناعي.
أفاعٍ بأحجام هائلة ستـُرى تقتتل مع الطيور في أجواء عالية جداً.
ستُسمع في أنحاء كثيرة من أوروبا أدوات متباينة الأحجام تطلق أصواتاً مختلفة تزعج أكثر ما تزعج القريبين منها.
أشغال كثيرة ستـُقابل بالجوع والعطش والبؤس والوكز واللكز.
في قرون الحيوانات ستـُرى قطع معدنية حادة تقضي على الكثير من فصائلها.
سباع البر ستحفر الأرض بمخالبها المعقوفة، وستنجحر في الشقوق مع حيوانات أخرى كانت تخضع لسلطانها.
ستظهر من الأرض كائنات ملتحفة الظلمة، تنقضّ على البشر بهجمات رهيبة، وستسمم الدماء بعضاتها المريعة...
وستجوب الأجواء فصيلة من مخلوقات مجنحة مريعة، تهاجم البشر والحيوانات وتغتذي عليهم بزعقات حادة.
ستحمي الثيرانُ النارَ من الموت، بقرونها.
الغابات ستنجب صغاراً يتسببون في موتها.
الذين يبلون البلاء الحسن سيُضربون، وسيؤخذ صغارهم ليجردوا من ثيابهم ولتـُكسّر عظامهم تكسيرا.
حيوات كثيرة ستـُفقد، ومساحات كبيرة ستـُستحدث على الأرض.
ستقام أعظم مراسم التكريم لمن لن يعرف عنها شيئاً.
ذوات الجناح ستسند الناس بريشها.
في طول البلاد وعرضها سيُرى الناس يسيرون على جلود حيوانات كبيرة.
ستـُرى أجسام ضخمة لا حياة فيها، تنقل أعداداً غفيرة من البشر إلى حتفهم، بسرعات مذهلة.
سيظهر من تحت الأرض ما يصعق كل القريبين منه ويخمد أنفاس الناس بأنفاسه، وسيدمّر مدناً وحصوناً.
أجسام بلا أرواح ستعلم الناس بأقوالها...
ستـُرى أشكال بشر وحيوانات تتبع هؤلاء الناس والحيوانات أينما ذهبوا وحيثما توجّهوا، وستكون حركة الواحد مطابقة للآخر...
سيتخاطب الناس، من بلدان بعيدة، ويجيب أحدهم الآخر.
سيتحدثون لبعضهم ويلمسون ويعانقون بعضهم وهم في أصقاع قصية من الأرض، وسيتمكنون من فهم لغات بعضهم.
والسلام عليكم