لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و إنا لله وإنا إليه راجعون.
مما جرى على الألسنة :" بَلَغَ السَّيْلُ الزُّبَى وَجَاوَزَ الْحِزَامُ الطُّبْيَيْنِ وَبَلَغَ الأَمْرُ فَوْقَ قَدْرِهِ "
ولا أجد مقاما في فضاء العروض يستدعي هذا القول كهذا المقام. وهو وإن كان في العروض فإن تداعياته تمتد لتشمل حال أمة في شتى مناحيها التي لا يسعف المجال بتحديد أكثرها.
مضى زمن كان الواحد يكاد ينتابه الصرع عندما يسمع ( تسوية القضية ) ، ثم عشنا لنرى أن كذا وكذا وكذا هو من مهام المخلصين القائمين على التصفية.
اذكر بالخير موقف البابا شنودة وموقف المرجع الإسلامي الكبير الذي قال إنه سيزورهم في عقر دارهم.
وأذكر نكتة سوداء لمن قال لمن شكرته على كذا وكذا - مما لا أستطيع ذكره - أن لا داعي لشكره فهو إنما قدم ما قدمه لوجه الله.
أذكر محفلا وقف فيه المتكلم مادحا فلانا الأول وفلانا الثاني ليس بينهما إلا حرف عطف. والفلانان على طرفي نقيض أودى أحدهما بالآخر. ولو سمح لي المقام لغادرت المحفل فقد خيل لي أنه يعلف بهائم ولا يخاطب بشرا يقيم لأفهامهم وزنا.
وأذكر من قال يوما إن محمد دحلان هو صلاح الدين الثاني ناهيك عن سوى دحلان من خالد بن الوليد الثاني وابي بكر الثاني وعمر بن الخطاب الثاني ...... إلخ إلخ.
لا يملك هدم أسس فكر أو مرجعية أو علم أو مبدإ أو عقيدة إلا من هو بذلك ضليع.
إذا وكف السقف من نقطة عولج، وإذا انخرق ثوب من جهة رقع، فإذا ما خر السقف واتسع الثقب على الراقع أو مزق الثوب فليس للشخص إلا أن يهيء نفسه للسباحة. وهذا ما ساقوم به في هذا المقام. وقبل ذلك ساذكر قولا لأبي العلاء المعري ينتقد المتنبي :
ربّ نجيعٍ بسيف الدولة انسفكا = 2 1 3 2 3 4 3 1 3
" ولم يزاحف أبو الطيب زحافا تنكره الغريزة إلا في هذا الموضع "
فماذا كان سيقول هنا ؟
ومن المقال أقتطف :" فبالإمكان استحداث ما يمكن شرط أن تتقبله الآذان الحرة وصفاء القلوب"
هل غريزة أبي العلاء والأذن الحرة للدكتور الكرباسي ذاتا مرجعية واحدة ؟
***
ومن منطلق السباحة فإني أعجب كيف اقتصر دكتورنا الكريم على هذا القدر اليسير من البحور 210 بحرا، فالحديث عن خمسة أو ستة عشر بحرا حديث في البر وفق معطيات البر، وحري بمن أوتي سفينة وعدة غوص ومخر في المحيط أن لا يقنع بمائتي بحر. فكيف بمن ركب طائرة أو صاروخا لا يحده شيء .
ساصعد إلى الطائرة وأقتبس فقرة من كلام الأستاذ نضير الخزرجي وأستخرج منها ما يتيسر لي من [بحور] تنسب للأستاذ النضير الخزرجي لتسمى الخزرجية أو النضيرية.
[TD="class: smallfont, width: 100%, bgcolor: #ffffff"]ما يميز الباحث الثاقب في تعامله مع أي عالم راحل أو إبداع سابق على عصره أو معاصر له هو الإحترام والتقدير دون جمود وعبودية، والتواضع للعلم دون غرور وعنجهية، وهاتان الصفتان المتلازمتان لكل ناجج في هذه المعمورة نجدها فيما جاء به الكرباسي في مثلث ( هندسة العروض والأوزان الشعريةوبحور العروض ) ، فالمؤلف كما يقول الدكتور شبين وقف على كثير من الكتب الموضوعة في باب الشعر من عهد الخليل إلى يومنا هذ [/TD]
ما 2 – يمي 3 – يزل 3 – با 2 – حثث 3 – ثا 2 – ق 1 – بفي 3 – تعا 3 – م 1 – لهي 3 – م 1 - عأي 3 – يعا 3 – لمن 3 – را 2 – حلن 3 - أو 2 – إب 2 – دا 2 – عن 2 – سا 2 – بقن 3 – على 3 - عص 2 – رهي 3 – أو 2 – معا 3 – صرن 3 – لهو 3 – هـُ – ولحْ 3 – ترا 3 – موتْ 3 – تق 2 – دي 2 – ردو 3 – نَ 1 – جمو 3 – دن 2 - أو 2 – عبو 3 – ديْ 2 – يه 2
1- بحر الباحث : ما يميز الباحث الثّا
ما 2 – يمي 3 – يزل 3 – با 2 – حثث 3 – ثا 2
= مفعلاتُ مفعولاتُ مستفْ
= فا + متفعلن فاعلاتن
= فاعلات مستفعلاتن
وعليه البيتان ( بعد الاستئذان من عبد الوهاب أبي حامد الفاسي ):
ها قد حزتم الدهر فخرا .....معْ ترفّعٍ وفخامهْ
لن يغادر المجد منكم ....موعدا بيوم القيامة
2- بحر الثاقب : يميز الباحث الثاقب في تعا
= يمي 3 – يزل 3 – با 2 – حثث 3 – ثا 2 – ق 1 – بفي 3 – تعا 3
= متفعلن فاعلن فاعلُ فاعلن
= متفعلن فاعلاتن متفاعلن
وعليه البيتان :
تقول يا صاحبي إنّك في الدّنا ......على جناح من الفرحة والمُنى
فأسأل الله أن يسبغ فضله ......عليك ما عشت في سابغة الهنا
3- بحر التعامل : باحث الثاقب في تعامله
با 2 – حثث 3 – ثا 2 – ق 1 – بفي 3 – تعا 3 – م 1 – لهي 3
= فاعلاتن متفاعلن فعِلا
من الخفيف فاعلاتن مستفعلن فعلا.
4- بحر أي عالم : أفي تعامله مع أي عالم
بفي 3 – تعا 3 – م 1 – لهي 3 – م 1 - عأي 3 – يعا 3 – لمن 3
= متفعلن فعِلن فعِلن متفعلن
5- بحر الراحل : كأي عالم راحل أو آت
عأي 3 – يعا 3 – لمن 3 – را 2 – حلن 3 - أو 2 – إب 2 – دا 2
متفعلن فعولن فعولن فعْلن
وغني عن الذكر أن كلا من هذه البحور يشكل دائرة تستولد منها بحور أخرى فمن دائرة الراحلية نسبة للبحر الأخير ( الراحل ) تستولد البحور التالية:
3 3 2 3 2 2 2 3 = متفعلن فاعلن مفعولاتُ مسْ
3 2 3 2 2 2 3 3 = فعولن مفاعيلن مفعلاتُ فا
2 3 2 2 2 3 3 3 = فاعلاتن مسنفعلن متفعلن
3 2 2 2 3 3 3 2 = مفاعيلن فاعلات فاعلاتن
2 2 2 3 3 3 2 = مفعولاتُ فاعلن فعولن
أترك للمشاركين الكرام بقية البحور والدوائر والنظم عليها.
من ثنايا تعليق الأستاذ نضير الخزرجي يبدو لي أن بالإمكان توليد آلاف البحور التي تستسيغها أذن يمكنها أن تصف ذاتها بأنها حرة. من يملك الحسم والقضاء إذا نحيث مرجعية الخليل.
مرجعية الخليل ليست تفاعيل تحفظ ثم تلصق كيفما اتفق وكيفما شيء لها التعبير عن كل كلام.
مرجعية الخليل مضمون رياضي ذو قوانين صارمة تحكم استعمال تفاعيله فلا تتيح استعمالها إلا وفق منهاج الخليل كما عبر عن ذلك أستاذي د. أحمد مستجير يرحمه الله :
https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/mostageer
أزداد قناعة كل يوم بأن الرقمي هو أولى محاولات التواصل مع فكر الخليل عبر العصور كما قال الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية التي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّةالرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ ."
وأنه ليس مجرد شكل كالعروض البيطري أو سواه من الأعاريض التي لا تأتي إلا برموز جديدة دون مضمون يتناول تطويرا أو تجديدا ، كما ذكر ذلك استاذ لي كريم له علي فضل.
العروض الرقمي تواصل مع فكر الخليل وصدور عنه.
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
الرابط التالي لمنتدى الــ[بحور الجديدة] وفيه العديد منها :
http://arood.com/vb/forumdisplay.php?f=83
لا أجد ختاما لهذا الفصل أنسب من دعوة القارئ لمطالعة موضوع ( الفرق بين العروض وعلم العروض ) :
https://sites.google.com/site/alaroo...lrwd-wlm-alrwd
يا أهل العروض الرقمي أنتم المرشحون لتكونوا العلماء في العروض إذ سواكم عروضيون.
على أني ولفائدة أهل الرقمي سأرجع لتناول بعض بحور الدكتور الكرباسي من منظور عروض الخليل. وأدعو سواي لذلك.