يا حفنة مني
كفراشة بيضاء طارتْ
من جناح الياسمينْ
لبست ستائر عطره القدسيِّ
في دل ولينْ
سكبت عليه من البياضِ
ثمالة الطهر الثمينْ
سالت على الشمس الحنونِ
كدفقة شعريةٍ
هطلت على كل البقاعِ
كقطرة سحريةٍ
مسحت من الرأس الصداعَ
كحبة من أسبرينْ
هل تعرفينْ
هل تعرفين بأنك المزن التي
وقفت على ظلي
فأصغى في ثبات للخطى
جَمُدتْ خلاياه
فأيقن أنه ما عاد يؤمن بانقلابات الفصولْ
ما عاد يؤمن بالشعاعِ
وبالشروق وبالأفولْ
ما عاد يقنع بالتحرك كيفما شاءت
شموع الليلِ
وارتعش الفتيلْ
هل تعلمينْ
هل تعلمين بأن كل براءة الدنيا
استقرت في مداراتي
وأتعبها الرحيلْ
لما لمست صباحك الموهوبَ
أَدْركَ أنني أطفو على إشراقة الوجه الرقيقِ
ولا أبالي بالمواعيد المهمةِ
أرفض التحديقَ
في ساعات منزلنا التي تطفو على الجدرانِ
تأمر بالذهاب إلى صراعات الحياةْ
أرنو إلى عينيكِ
حيث يصيبني الأملُ
المكون من بريقٍ
في ثواني الالتفاتْ
يا حفنة مني أحبكِ
لست أدري كيف صرتِ الماءَ
في غيمي
وإزهار النباتْ
تغفين حول فصاحتي
فيضجُّ في قلمي الشعورْ
يا كوكباً ثبُتتْ أناملهُ على ورقي
وصرت على جناحيهِ أدورْ
كفراشة بيضاء صارتْ
سكّراً يعطي الحلاوة للبحورْ
حطتْ على روحي كأرشق بسمةٍ
رسمت ملامحُها على وجهي الحبورْ
حمداً وشكراً للذي أعطى فؤادي طفلةً
في حقل خديها ملايين الزهورْ
محمد إقبال بلو