السلام عليكم
يقول الأديب الدكتور "جابر عصفور" وهو يتكلم عن الاستنارة في عالم الرواية ودخولها عالم الأدب كنمط جديد من جراء الانفتاح على الغرب ودخول التقنية الحديثة عالمنا
والتغييرات الحاصلة فيه مختارا جملة من رواية رآها لافتة:
ما من رابطة بين الخلق أقوى من رابطة المنفعة..
لو نظرنا للكون المادي من هذه النظرة لوجدنا تعليلا لكل ما يحصل حولنا..؟إلا بعض استثناءات كعلاقة الأم بأبنائها الخ..
ويقول الروائي الجزائري "واسيني الأعرج"
قوة قرننا ليست تدميرية بل إفنائية بامتياز للعنصر البشري ولمنجزاته التاريخية وللطبيعة أيضا في كل تزخر به توازنات بيئية ضامنة للحياة.
فهل بتنا أكثر حيوانية من الحيوان ذاته الذي يقتل ليأكل فقط؟
وهل المصالح المادية تكرس الدموية والموت؟
وهل المظهر الناعم الحضاري الذي يحيط بنا يخفي وحشية وقباحة إنسانية منقطعة النظير؟
حقيقة لو ركبنا ما يجري في كوننا المتهالك وعبر نظرة بانورامية واسعة,لوجدنا متناقضات مخيفة بات يعيشها الإنسان بطريقة مفزعة حقا !!
فإلى أين نسير ؟
هل هو للبعد الحقيقي عن ضمنية الإيمان وفكرة العملي التطبيقي؟أم لأن شروخا فكرية وحياتية تجعلنا نجد صعوبة في الرجوع للوراء قليلا لنراجع انفسنا؟
وهل باتت عملية الإصلاح الإنساني وإعادة تأهيلها أمر مستعصٍ؟
هل هناك أيد خفية ما زالت تعبث بمن يعتقدون انهم قواد العالم؟
حقيقة بات نسج الموضوع من خلال سيلان الدم الإنساني في معظم بقاع الأرض , وطرح هذه الفكرة المؤلمة ,و التي لم يعد يكفيها الكلام ولا الحروف ...
من الصعوبة بمكان ..بحيث تجعلنا نكتفي بالإشارة فقط..إلى أن النفس الإنسانية ما زالت ضعيفة وقبيحة لا غيرتها تقنية ولا حداثة...لا أصلحتها القيم ولا المبادئ..
قشور نتدثر بها لنخفي قباحة سريرتنا الملوثة...
إننا نهدم أكثر مما نبني.. نهدم بقايا الإنسانية التي يجب أن نطلق عليها اسما آخر على ما يبدو...
هذه هي الحقيقية المرة كي تعيش قلة على دماء البقية...
هل يعجزه تعالى ان ينسف المضلين ويبقي على المؤمنين؟
يقينا لا ولكننا لم نعد مؤمنين بحق...وماتبقى من الصادقين لهم العون من الله تعالى بحكمته...
قال تعالى في كتابه العزيز:
{إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }القصص85
فلنهم تلك الآية جيدا لأن فيها سر الكون العظيم..
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
الخميس 18-1-2013