الفرق بين المجاملة ـ المداهنة ـ المداراة ـ النفاق
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوه الافاضل ,,,
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,
تحاشياً للخلط بين المفاهيم والانزلاق الغير مقصود ... مجرد معلومه ,,,
{{{ المجاملة ـ المداهنة ـ المداراة ـ النفاق }}}
هناك فرق شاسع بين المجاملة والنفاق فالمجاملة اصطلاح جميل جدا ومعبر ، ومقتبس من لفظة ( الجمال ) ، فمن يستعمل المجاملة إنما هو رجل يحترم الآخرين ولبق وعنده كياسة ، ويحسن الرد وله من الضوابط بحيث لا ينفعل ولا يغضب وهو جميل الرد والمجاملة يجب أن تكون في حدود ولاتكون ديدن الشخص حتى يُعرف بالمجاملة وكلما قال كلاما قيل له أنت مجامل.
أما النفاق فمذموم في كل الملل والنحل ، وأصل كلمة النفاق مأخوذ من ( النفاقات ) فالجربوع ( الفار البري ) تعمل لنفسها أنفاقاً لجحرها وتوهم من يهاجمها بأن لها جحراً واحداً ومنفذاً واحداً فإذا أعوزته الضرورة وحوصر فإنه يستعمل هذه المنافذ للهرب بل إنه في بعض الأحيان يخفف من حجم سقف جحره ويقلل من سماكة السقف فإذا سدت المنافذ هدم السقف وهرب منه فالنفاق مساربه ودروبه كثيرة وهو اختلاف في المدخل والمخرج لذلك يقول الحسن البصري إن اصل النفاق والذي بنى على النفاق هو الكذب ..
وهناك أمر آخر أشمل من المجاملة وهو المداراة والمداراة لها أهداف ومقاصد وفيها جانب حسن الخلق ورقة الطبع والاحتراز عن إيذاء الآخرين وفيها ملاينة الاصطلاحية انك تبذل الدنيا من أجل الحصول على الدنيا أو الحق أو الحصول عليهما معاً فأنت تجاري وتجامل من أجل نشر الخير ..
وقد تكون ( المداراة ) عملاً شرعياً فأنت قد تداري وأنت تريد وجه الله يقول الله تعالى مخاطباً موسى وهارون عليهما السلام { فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى } وعندما يكون المداري هدفه النصيحة في الدين يكون متعبداً والآية تدل على ذلك .
المداهنة هي ترك الحق من أجل الدنيا ، وأن تضيع المبادئ والمثل من أجل الدنيا أي يجامل الآخرين على حساب الحق ولا يخبرهم به لحساب مصلحة الشخصية .
فهو يرى الانحراف والخطأ والباطل في أهله أو أولاده أو أصدقائه ويأتي فيثنى على هذا الخطأ ويمتدحه إلى حد التملق فيما يقول وهو يعلم أنه ليس بصادق في قوله والمرجع في المسألة هو الكذب وجماع النفاق هو الكذب .
إذن هناك فهم مغلوط لدى البعض بهذه المصطلحات فهو يجامل ويظن أنه يداري والآخر يداهن وهو يظن أنه يداري والثالث ينافق
وهو يظن أنه يداري ..
الخلاصة لابد من التعامل بصدق مع الآخر أيا كان .. بدون مجاملة ولانفاق ولامداهنة ولابأس بالمداراة ..
حمنا الله واياكم من هذه المنزلقات ,,, آمين ,,,
تحياتي,,,
منقول