بروحي ذاك الوجه
بِرُوحي ذاكَ الوجه ( على الطويل )
ــــــــــــــــــ
بروحي ذاك الوجه ما أطيب اللمى **** وما أسحر الوجنات ساعة أن بدى
وأرْشفُ من شَهْدٍ فكان رُضابهـا **** وأجْرعُ من ريق لها لِبَلّ الصــدى
وعَلّتْ شراباً من لَدُنّي لِعِشقهــا **** وأوفيتها حُباً بِتَيْمٍ ولا لِيَـــــا
إلاّ شَرَرَاً من لوعتي يتطايـــر **** تَزَايد في الحشا وحُرْقتـــه أذى
فأقعد في درب الهوى للقائهـــا **** ولكنّها توري بِجَوْفي كما العـدى
لأذكر ساعات مضتْ ثم أنطــوي **** على حسرة أحسستها جمرة الغضى
فليست حُمَيّات الجوى برواكـــدٍ **** وإنّي أُعانيها وبُرْئي قد أبَــــى
أُحسّ بها تغتالني في مراتـــعٍ **** لها أو تَسُلّ الروح كما هِيَـــــا
كأنّي لها مستهدفاً أو مُشَرّعـــاً **** فترمي سهاماً من عيونٍ بها البَلاَ
وأبكي على سَحْنٍ لِعظمي بصدِّها **** فتشردُ عن عيني وتُسْرع في الخُطى
فَرُحْماكِ ما عادتْ قواي كما مضى **** وصار دَمِي سَفْحاً وجاد به السّخا
ـــــــــــــــــ
ملاحظة : نُظِمت القصيدة على الطويل ، ويلاحظ أن البيت الرابع جاء جوابا للبيت الثالث وهو ما يُعرف بالتضمين .
كما يلاحظ ورود ( القّبْض ) وهو حذف الخامس الساكن أينما وقعت فَعُوْلُن ، وهو لذيذ حسن تأنسه وتُحبه العرب ولا يُخل بوزن البحر بل يضفي جمالا وإيقاعا يتمايل معه الرأس طربا .
فحق للحبيبة أن أقبض لها من الطويل بما يتوافق وبعثها السِحْر .
ــــــــــــــــ
حسين الطلاع
8/7/2009
المملكة العربية السعودية - الجبيل