رسالة من "علماء الشام" تطالب الجيش بـ "عدم المشاركة في القتل وقصف المدن"
الاخبار المحلية
شارك

أصدر "علماء الشام" رسالة أوضحوا فيها ان الابتعاد عن "الحل السديد يستمر باستمرار الحل الأمني وتصعيده عسكريا"، وطالبوا الجيش بـ "عدم المشاركة في القتل، وقصف المدن، والأحياء، مهما كانت الأسباب والذرائع"، والسماح بإتاحة المجال للإغاثة والإسعاف وتقديم دواء وغذاء وكساء وإيواء إلى المتضررين، مستنكرين "أي فعل يستهدف به أي شخص على خلفية طائفية".


وجاء ذلك في نص الرسالة، التي عنونت بـ "رسالة مفتوحة من علماء الشام، معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون"، والمذيلة بتوقيع كل من شيخ القراء كريم راجح، سارية عبد الكريم رفاعي، محمد راتب النابلسي، محمد هشام البرهاني، وحملت تاريخ يوم الأربعاء 8 شباط، وتم تداولها على الانترنت، ونشرها على صفحات كل من الشيخ راجح والشيخ اسامة الرفاعي والشيخ سارية الرفاعي وعلى صحفة " محاضرات الشيخ راتب النابلسي " على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وقالت الرسالة "بعد صمت ألجئنا إليه، وتريث وترقب على أمل أن يكون القادم أفضل، وبعد سعينا وبكل جهدنا لأجل حقن الدماء وعدم تأزيم الأمور بالنصح والتوجيه، وجدنا أننا ما نزال نبتعد عن الحل السديد باستمرار الحل الأمني وتصعيده عسكريا، حتى غدت معه سوريا التي كانت موئل الأمة العربية والإسلامية وملجأهما، تحترق وتلتهمها نيران بعض من أبنائها وهي تمضي الآن إلى المجهول...!".
وأردفت الرسالة "لذلك فإننا معشر علماء الشام وأهل هذا الوطن السوري الحبيب, ومن واقع مسؤوليتنا والأمانة التي حملناها نعلن ما يلي، أولاً: نترحم على أرواح شهدائنا، ونعزي أهلهم، وندعو الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، ونسأل الله تعالى الشفاء العاجل للجرحى، والحرية للمعتقلين، ثانياً: نبرأ إلى الله تعالى من هذه الدماء التي تهراق على أرض محافظاتنا السورية، ونحذر من أثر ذلك على مستقبل الوطن ووحدته".
وتشهد عدة مدن عمليات عسكرية راح خلالها ضحايا، وتتهم السلطات "جماعات مسلحة" ممولة ومدعومة من الخارج، بالوقوف وراء أعمال عنف أودت بحياة مدنيين ورجال أمن وعسكريين، فيما يقول ناشطون ومنظمات حقوقية إن السلطات تستخدم "العنف لإسكات صوت الاحتجاجات".
وأضافت الرسالة "ثالثاً: نطالب جيشنا العربي السوري _ ضباطاً ومجندين _ بعدم المشاركة في القتل، وقصف المدن، والأحياء، مهما كانت الأسباب والذرائع، فالقتل من أكبر الكبائر عند الله تعالى، ولا يحل في كل الشرائع والقوانين، ولا يحل الأمر به أو الاستجابة لمن يأمر به، بل إنه من أعان على قتل امرئ مسلم، ولو بشطر كلمة، لقي الله مكتوبا بين عينيه: آيس من رحمة الله...!، رابعاً: نطالب بإتاحة المجال للإغاثة، والإسعاف، ومد يد العون لمن يحتاج، وعدم عرقلة ذلك...!".
وتتحدث وكالات عن أن عدة محافظات على رأسها حمص تشهد أحداث عنف و"قصف"، ما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى وتخريب في البنية التحتية إضافة إلى انقطاع الكهرباء والماء وفقدان المواد الأساسية، بحسب وكالات أنباء، في حين نفت السلطات السورية أنباء تتحدث عن قصفها حمص، مبينة أن "عصابات مسلحة" تقوم باستهداف أحياء في حمص بقذائف هاون ما يؤدي إلى سقوط ضحايا.
وتابعت الرسالة "خامساً: ندعو أهل سوريا جميعاً، إلى وجوب التلاحم والتكاتف والتراحم، وتقديم ما يستطيعونه من دواء وغذاء وكساء وإيواء، إلى إخوانهم وأهلهم المتضررين دون أن يحال بينهم وبين ذلك...، سادساً: نستنكر أي فعل يستهدف به أي شخص على خلفية طائفية، وظننا بشعبنا العربي السوري، ومن خلال تاريخنا المشرق في التعايش المشترك، أنه لا يساق إلى فتنة، أو حرب أهلية...".
وختمت "وإلا... فاليوم جيش وغداً لا جيش... واليوم حكم وغدا لا حكم... غير أن سورية هي المنتصرة، والعاقبة للشعب، ولهذا الوطن، ولينصرن الله من ينصره، إن الله لقوي عزيز...".
وتشهد عدة مدن سورية منذ شهر آذار الماضي، تظاهرات ترافقت بسقوط شهداء من المدنيين والجيش وقوى الأمن، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد ضحايا الاحتجاجات في سورية باكثر من 5000 شخصا، فيما تقول مصادر رسمية سورية أن عدد ضحايا الجيش والأمن تجاوز 2000 شخص، وتحمل "جماعات مسلحة" مسؤولية ذلك.
سيريانيوز

http://www.syria-news.com/readnews.php?sy_seq=143873