" عــــبــــــــــــــو ر"
......
......
......
أَوْ عَابرًا أَدْغَالَهَا
يهفو إلى كأس من العرق الرّقراقِ
ممتطيا سواحلهُ
يُناجي خضرةً..
زيتونةً ..
أشجارها
الرّيح تصفعهُ
تنادي عَنوة جلاّدها
فوق السّحائب حرفهُ متلاطمٌ
هجر الطّريق محيّرا رُوّادها
ضمن الخرائط قلبُُهُ متقاطرٌ
أو ربّما هُوَ زَيْتُهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صُور المكيدة أخفت الفحوى
أذابت لونَ أوراق
عليها ألف عنوان
وعينٌ
صانها – في سرّهم – عشّاقُها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأشيرةُ السّفر الطّويل شهيدةٌ
وُلدت على متن الجواز
ترعرعت منذ البياض
أصيلةٌ
كانت خريطتَهُ
وبعضا من حدود خاطها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تأشيرةُ السّفر البعيد تذوبُ
تحت الشّمس
يُجمعُ بَعْضُها (زَيْتًا)
ويعرج بعضُها (نورًا)
و يبقى بعضها (أكذوبةً)
عُنّابةً
زيتونةً
أو ربّما عُنْوَانُهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صُورُ الخديعة لَمْ تَكُنْ إلاَّ جُذُوعا
لا حساب لها
ولاَ أوراقَ
لاَ (...)
لا ظلَّ
لاَ (...)
لاَ وَكْرَ
لاَ (...)
صُورُ الخديعة أحرقَتْ رَسَّامَهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جئْتَ – أمْتشَاقًا – لاَهثًا
مَزََّقْتَ شائكةَ الحدود على الحدود
على الصّمود
جبال (أوُرُبَّا) تُغَازلُ– منْ بعيد- عَاشقًا
يرتادها
يهوى التّزحْلُُقَ فوقََهَا
(رجلُ الثّلوج) يراقصُ (الزّيتونَ)
تعزفُ ريحُ (أوُرُبّا) شرابًا
يُسكر الغاب اغترابًا طاعنًا عُبَّادَهَا
في ليله .. في ليلها
(رجلُ الثُلوج) يريدُ (سيّدةَ الزُّيُوت)
ويُرسل النّشوى إشارات
على خطّ (لمُورسْ)
مرّة .. تُخفي الرُّعودُ وصولَها
وتعتّم الرّؤيا – مرارًا – لعنَةٌ
أو طعنةٌ
أو رُبّما شَيْطَانُها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ
جئْتَ – آفترَاضًا – باحثًا
أنَتَ المهندسُ في علوم الجنّ والجينات
جئتَ – عَسَاكَ – تقطفُ شفرةً
سَبَحَت ..
تحَلّل حرفُها مُتَلاَطمًا
وتبخّرت ..
رُحمَاك
جئْتَ – عَسَاكَ – تَقْطفُ حُفْرَةً
نَبتتْ على طول الطّريق
تَجَمََّعَتْ زَيْتًا
تَصَاعَدَ نُورُهَا وَدُخَانُهَا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وَتصفّقُ الأوراقُ تحت اللّون
أنتَ نسيمها
بالقرب منكَ مُزَارعٌ
ومصانعُ الزَّيت العتيق
وَلَوْحَةٌ
نقشت عليها صورة
و قصيدة
زيتونة
أَشْجَارُهَا
لاَ كأسَ .. رُحْمَاكَ آنْتَبهْ
اَلرّيحُ تَصْفَعُكَ – آجْترَارًا –
لاَ تَكُنْ جَلاَّدَهَا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَوْ وَاقفًا بالقرْب منْ شَلاَّلهَا
تَبدُو لَكَ القَوْسُ الْجَريحُ
وقريةٌ قَزحيّةٌ
قُبرَتْ بها كُلٌ المقابر
لاَ طَريقَ
وَلاَ جَوَازَ .. وَلاَ خَرَائطَ
لاَ حُدُودُ .. وَلاَ زُيُوتَ
وَلاَ آخْترَاقاً – عَابرًا –
أَدْغَالَهَا
......
......
......