مكتبة مدبولي تاريخ وعراقة وثقافة

[عبد الرحمن سليمان]

مكتبة مدبولي تاريخ وعراقة وثقافة




عرار – قام الرئيس التنفيذي لعرار الاستاذ موسى الشيخاني ونائبه الشاعرة فايزة النعيمي بزيارة الى مكتبة مدبولي في القاهرة وقد اطلعوا على العراقة والآصالة والثقافة ، هذه المكتبة التي يأتيها كل طالب للعلم والمعرفة والثقافة وما زالت تحتفظ بالعطاء المميز والاقبال الكبيرفي زخم المنافسة الالكترونية والنشر الالكتروني ، وجاءت تسمية المكتبة بهذا الاسم نسبة لصاحبها ومديرها محمد مدبولى محمد حسين وشهرته " الحاج مدبولى " وهى فى موقعها الحالى منذ السبعينات وقبل ذلك كانت فى 14 شارع طلعت فى مواجهة مقهى ريش ولكن الرحلة مع الكتاب والثقافة والمثقفين كانت قبل ذلك فى الخمسينات ... اي ما يزيد ستون عامًا فى خدمة الثقافة والمثقفين.
وهذه المكتبة العريقة يحتضنها مكان له تراث ويعتبر من الاماكن التراثية الذي شيد قبل عام 1938.
وهذه اللقطات لعدسة عرار تدل على القيمة الثقافية لهذه المكتبة العريقة ، وقد صرح الرئيس التنفيذي ونائبه عن مدى الذهول الذي شاهدوه اثناء التجوال في طوابق المكتبه ومستودعاتها الكبيرة التي تزيد عن 5 طوابق ، والتي تحتضن اثمن المراجع العربية والاجنبية والثقافة والشعر والطب والسياسة وكافة بحوث العلم.

كما ننشر حوار منقول بعنوان عم مدبولي.. أبو جلابية !

مروة عبد الفضيل - "تاريخ الصحافة كان فيه كاتب ناقد ساخر اسمه‏ (أبو نضاره‏)‏ وعندنا في النشر أيضا واحد أسمه‏ (أبو جلابية‏)‏.. أشهر ناشر وأشجع وأوسع أحضانا تضم الباحثين والشبان"، هكذا قال الكاتب الكبير أنيس منصور فى إحدى كتاباته عن عم مدبولي صاحب أشهر مكتبه عرفتها مصر(مكتبة مدبولي)، والتي تعد من أكثر المكتبات التي أفادت المثقف والباحث العربي...

"لا أحد يعرف القراءة لم يمر على مكتبتي سواء من داخل مصر أو العالم العربي.. ومن كافة الطبقات.. فالدكتور والسياسي والأديب قرأوا من هنا وإزدادت ثقافتهم بفضل هؤلاء (مشيرا إلي كتبه).. هذا ما قاله لنا في بداية لقائنا معه، والذي حمل العديد من الحكايات التي تستحق أن تقرأها...

حينما تجلس بين كل هذه الكتب فيم تفكر؟
أفكر في عمري الذي أفنيته من أجل هذه الكتب و الثقافة والعلم والمعرفة.. أفكر كذلك في عمر هذه المكتبة والذي يزيد عن الستين عاما ولكم أن تتخيلوا يعني إيه ستين سنة.

يعني إيه؟
يعني تحولات إجتماعية وسياسية وثقافية.. يعنى استعمار إنجليزي ونكسة وهزائم.. يعنى سد عالى وقناة السويس وكامب ديفيد اللهم اكفنا شرها.

تكره إذن معاهدة كامب ديفيد؟
لعنها الله فهي سبب الوباء الذي نعيشه.. الله يسامح من كان السبب، من أدخل لنا إسرائيل في أرضنا.. الإسرائيليين الذين سرقوا حضارتنا وارتقوا بسببها ونحن المصريين أصل هذه الحضارة نقف كالبلهاء ننظر لهم ونتمنى رضاهم. كامب ديفيد هي من أتت بالموت للشباب (بدري بدري) بالسرطانات.. الله يرحمك يا عبد الناصر سبتنا ليه؟

أتعشقه لهذه الدرجة؟
ومن المجنون الذي يكرهه؟ ده بطل وشجاع، يكفي أنني في عصره كنت أرد على من يقول أن مصر أم الدنيا بقولي "أسكت يا غبي مصر ليست أم الدنيا بل هي الدنيا"، وللعلم عبد الناصر عندما مات حزن عليه أعداؤه قبل محبيه.. أتتذكرون حينما سمعت جولدا مائير خبر وفاته ماذا قالت؟ قالت : "إيه النكتة البايخة دي" !
إذن عصر عبد الناصرأفضل من الأن؟
طبعا كنا عايشين بحرية مش زي دلوقتى، لو قلنا كلمة في أي حد كبير في يومها نكون في المعتقل.. روحوا اسألوا اللي في السجون من سنة 76 اتسجنوا ليه.

قل لنا أنت مسجونين ليه؟
لأنهم قالوا كلمة حق في الذات فوق الإلهية، وأقول هذا التعبير لأنهم لو سبوا الإله - حاشا لله - ما كان مصيرهم السجون.

رغم عشقك لعبد الناصر إلا أنك تبيع كتب ضده؟
أبيعها نعم، لكن لن أطبعها إيمانا بأننى ليس لي حجر على فكر أحد.
ولكنك حجرت على فكر نوال السعداوى وحرقت كتابين لها؟
لالا الأمر هنا مختلف فكيف لها أن تشرك بالله.. لكنني أعتبرها شطحة مثلما شطح نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم ومصطفى محمود وعلى عبد الرازق، وللعلم لم تغضب مني نوال فهي معرفة قديمة.

وهل كل الإصدارات الموجودة لديك تقرأها؟
بالنسبة لكتابي نوال السعداوي اللذين أحرقتهم لم أكن قرأتهم إلا بعد أن نبهني لما تتضمنه أحد القراء اللذين يعرفون جيدا أن سب الذات الإلهية او التطاول عليها والشرك بالله بالإضافة إلى كتب الجنس الفاضح ليس لهم مكان عندي.

بعد هذه الرحلة الطويلة ماذا تعلمت؟
منذ يومين فقط اتخذت قراراً بألا أطبع كتاباً لأي مصري بعد ما حدث مع (عمارة يعقوبيان) وإقامة سكان العمارة الأصليين دعوى ضدي وضد الدكتور علاء كاتب الرواية، يطالبونني بـ10 مليون جنيه تعويض بصفتي متضامن معه، وكأنني أنا المسئول عن إصداراها، وقضت محكمة أول درجة بتعويض 25 ألف جنيه.

عم مدبولي منذ صغرك وأنت تعشق الكتاب ورغم ذلك لم تتعلم.. لماذا؟
لظروف فقر أهلي الشديد، لكن من خلال الإنجليز تعلمت عد الفلوس، ومن الصحف عرفت الكلمات بالممارسة.
هل يقبل الشباب الأن على شراء الكتاب؟
ومن أين سيأتون بثمنه؟ هو في حد بيشتغل ؟ ده لما بيعدي على القهوة بيفكر قبلها عشرة مرات في ثمن كوب الشاي.. الله يكون في عونكم.

الغالبية الآن يستمدون معارفهم من مواقع الإنترنت هل أثر ذلك على قيمة الكتاب؟
قال سبحانه وتعالى إقرأ ولم يقل إسمع أو شوف، فالكتاب سيظل إلي يوم القيامة موجود.