لاتقلع عينك بيدك ..
هشــام الخــاني

قول أكرمتني به والدتي مذ نشأت، وهو بعيد وعميق بقدر مكانة العين بالنسبة للإنسان. فالكثير من الجهلاء يقومون باستعداء الناس ظلما وحمية وكرامة زائفة ووهما، وغيرة وحسدا ناتجين عن قلة دين بغض النظر عن مظاهرهم التي تشير الى مكانة عالية والحقيقة عكس ذلك. ويمضون في ردات فعلهم القاسية مع الناس نتيجة توهم عجيب ما أنزل الله به من سلطان. فكم من رجل باع أخا أو حبيبا مخلصا قطع معه حبال الود. والأغرب أنك تراه يستغرب ردة فعل المتأذي تجاه مافعل معه من عجيب التصرف. وكم من امرأة باعت أختا او حبيبة إذ تغار منها أو تتوهم أنها لاتريد لها الخير. أما الحاسدون فأعمالهم تطيش بها كفات الموازين أمام تصرف حكيم من طفل صغير. ولاشك بأن الحسد هو عمى في القلب والبصيرة. وان الحمية الجاهلية هي بذرة يزرعها الشيطان في النفس.
كم هو خاسر ذلك الذي يشتري الخبث بالطيب، ويبيع الأخيار باï»·قذار، ويستبدل المحبين بالمغرضين، سماع للباطل، تواق للدنيا، يرى في زخرفها ضالته، ويقيم الناس على أساس زهوهم. فلئن صادف قلبا كريما وزنه بما في جيبه، ولئن أدرك نفسا خبيثة اجتباها إذ ثقلت في قلبه بالدنانير الزائلة التي تملؤها. يتوارى عقله خلف اصبعه، يضع أقنعة الخزي على وجهه دون أن تعاتبه مروءته أبدا، والأمثال في ذلك كثير. تري .. كم هو سخيف دون مستوى الخير ذلك الذي يقلع عينيه بيده، ويستبعد الأحباء أهل الخير، فالورد لايترك مرميا على الأرض.
....





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي